نقد كتاب تاريخ جهنم لجورج بنوا
صفحة 1 من اصل 1
نقد كتاب تاريخ جهنم لجورج بنوا
نقد كتاب تاريخ جهنم لجورج بنوا
الكتاب تأليف جورح بنوا وهو يدور حول جهنم فى الأديان والعصائد المختلفة فى العالم والمترجم للكتاب واحد ممن يؤمنون بنظرية التطور حتى فى الدين حيث قال فى مقدمة الترجمة:
"وحتى بعد نزول الوحى وتدخل الله مباشرة فى تنظيم شئون خلقه وانقسام العالم الآخر بين جهنم وسماء وبين جحيم ونعيم بين جنة ونار " ص7
وهو بهذا يتهم الله أنه ترك البشرية ألوف مؤلفة من القرون بدون أن يعلمهم الدين ومن ثم اخترعوا هم الأديان حتى تدخل الله كما يزعم المترجم وشرع لهم الدين وهو ما يناقض أن الدين نزل مع أول بشرى وهو آدم"ص" الذى علمه كل الأسماء فقال :
"وعلم آدم الأسماء كلها"
وفى شريعة آدم"ص" قال ""قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"
يتحدث المؤلف جورج عن كون جهنم هى دليل على فشل كل الحضارات فى حل مشاكلها فى الدنيا ومن ثم لجأت لاختراع جهنم لحل تلك المشاكل بعد الموت فقال:
"وجهنم سواء كانت أو لم تكن مرتبطة بالعقاب والدينونة وسواء كانت أزلية أم عابرة فهى مرآة لفشل كل حضارة فى حل مشاكلها الاجتماعية وهى مصدر الغمو ض فى الحالة الإنسانية وطالما ظل الإنسان عاجزا عن خل لغزه الخاص فإنه سيتصور جهنما ما"ص9
هذه الكلمة تعنى أن الرجل لا يؤمن بوجود أخرة ومن ثم لا يؤمن بوجود جهنم لأنها فى نظره اختراع بشرى تسبب فيه عجز كل مجتمع عن حل مشاكله وهو يناقض نفسه فهو متشكك فى وجودها من عدمه بقوله وجهنم سواء كانت أو لم تكن فلو كانت موجودة فوجودها لا يعبر عن عجز المجتمع لأنه لم يوجدها فى تلك الحالة
ورغم التشكك فى وجود جهنم فالرجل يقر أن التصور المسيحى لها هو الأكمل وهو كلام يعكس إيمانه بالمسيحية التى تقر بوجود جهنم ومن ثم قال :
"وإن أكمل النماذج التى تصورتها الحضارات لجهنم منذ بدايات التاريخ وأكثرها منهجية وأشدها تيئيسا وأمثلها هو جهنم المسيحية إنها عذاب مطلق تغشى الحواس الخمس والروح بما تثيره من وخز ضمير ومن وهى لأبدية العذابات وجهنم المسيحية التى هى تصور منطقى بحت داخل المنطق الأفلوطونى الحديث والمخصوص للهالكين هى نقيض ديانة خلاصية راغبة فى احترام الحرية الإنسانية وهى تنطبق على مصير الذين ينفصلون عن منبع الخير المطلق ومن هنا فرادتها وقوتها" ص9
الرجل هنا يقر بوجود جهنم وأن جهنم المسيحية أى النصرانية هى ألأفضل لكونها تصور منطقى بحت وأكثرها منهجية وهذا الكلام يدل على الجعل بالعهد الحديد فالعهد الجديد ليس فيه كلام عن جهنم سوى كلمات قليلة جدا على لسان يسوع صاحب الرسالة وهى عبارة متكررة فى الأسفار الأربعة تقول " وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ." وحتى فى الرسائل لا يوجد تفصيل عن جهنم لا مكانها ولا ما فيها ولا ما يحدث فيها إلا نادرا وهو:
كون النار أبدية كما فى الأقوال:
"ثم يقول أيضًا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" "مت25: 41". "فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي" "مت25: 46".
الدود لا يموت فى النار والنار لا تنطفىء وهو فى أقوالهم:
" خير لك أن تدخل الحياة أقطع من أن تكون لك يدان وتمضي إلى جهنم إلى النار التي لا تطفأ. حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ" "مر9: 43،44".
مادة التعذيب هى خمر الغضب والنار والكبريت كما فى الأقوال التالية:
"إن كان أحد يسجد للوحش ولصورته ويقبل سمته على جبهته أو على يده، فهو أيضًا سيشرب من خمر غضب الله المصبوب صرفًا في كأس غضبه ويعذَب بنار وكبريت أمام الملائكة القديسين وأمام الخروف. ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين" "رؤ14: 9-11".
"وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني" "رؤ21: 8"
"وَسَلَّمَ ٱلْبَحْرُ ٱلأَمْوَاتَ ٱلَّذِينَ فِيهِ، وَسَلَّمَ ٱلْمَوْتُ وَٱلْهَاوِيَةُ ٱلأَمْوَاتَ ٱلَّذِينَ فِيهِمَا. وَدِينُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. وَطُرِحَ ٱلْمَوْتُ وَٱلْهَاوِيَةُ فِي بُحَيْرَةِ ٱلنَّارِ. هٰذَا هُوَ ٱلْمَوْتُ ٱلثَّانِي» "رؤيا 20: 13 و14".
"فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي ٱلْهَاوِيَةِ وَهُوَ فِي ٱلْعَذَابِ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ... فَنَادَى: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ ٱرْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هٰذَا ٱللَّهِيبِ» "لوقا 16: 23 و24".
"فَقُبِضَ عَلَى ٱلْوَحْشِ وَٱلنَّبِيِّ ٱلْكَذَّابِ مَعَهُ، ٱلصَّانِعُ قُدَّامَهُ ٱلآيَاتِ ٱلَّتِي بِهَا أَضَلَّ ٱلَّذِينَ قَبِلُوا سِمَةَ ٱلْوَحْشِ وَٱلَّذِينَ سَجَدُوا لِصُورَتِهِ. وَطُرِحَ ٱلٱثْنَانِ حَيَّيْنِ إِلَى بُحَيْرَةِ ٱلنَّارِ ٱلْمُتَّقِدَةِ بِٱلْكِبْرِيتِ» "رؤيا 19: 20".
بحيرة النار
"وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوباً فِي سِفْرِ ٱلْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ ٱلنَّارِ» "رؤيا 20: 15".
أن حال المعذبين هو البكاء واصكاك الأسنان كما فى الأقوال:
" فَكَمَا يُجْمَعُ ٱلزَّوَانُ وَيُحْرَقُ بِٱلنَّارِ هٰكَذَا يَكُونُ فِي ٱنْقِضَاءِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ: يُرْسِلُ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ ٱلْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي ٱلإِثْمِ، وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ ٱلنَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلأَسْنَانِ» "متّى 13: 40 - 42".
"حِينَئِذٍ قَالَ ٱلْمَلِكُ لِلْخُدَّامِ: ٱرْبُطُوا رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ، وَخُذُوهُ وَٱطْرَحُوهُ فِي ٱلظُّلْمَةِ ٱلْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلأَسْنَانِ» "متّى 22: 13".
"وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَٱلْمَغَارِبِ وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا بَنُو ٱلْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى ٱلظُّلْمَةِ ٱلْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلأَسْنَانِ» "متّى 8: 11 و12".
هذه هى النصوص الصريحة فى العهد الجديد والتى تذكر جهنم أى النار ولا يوجد فيها أى تفاصيل غير ما قلناه وأما جهنم المفصلة عندهم فهى نتيجة كتابات الأدباء عندهم كدانتى فى الكوميديا الإلهية ففى تلك الرواية تخيل الرجل الأحداث والعذابات وكذلك فعل غيره ومن ثم لا علاقة للمسيحية كدين بجهنم المشهورة بين أهل المسيحية حاليا
وبين بنوا أن بعض المفكرين النصارى تبنوا وجهة نظر تقول أن جهنم مكانها الفكر فى العقل فلا وجود سوى لجهنم النفسية وفى هذا قال
"تاريخ الإنسان فى مواجهة قدره الخاص لأن الإنسان كما رآه بعض مفكرى الماضى يحمل فى ذاته بالقوة المصيرين النقيضين اللذين يفعلهما بالتناوب أو فى آن معا وهذا ما كتبه ملتون فى القرن السابع عشر فى الفردوس المفقود الفكر هو مكانها الخاص وفى ذاته يستطيع أن يجعل جهنم جنة ومن الجنة جهنم "ص10
ويؤكد بنوا أن بعض المفكرين النصارى تبنى مقولة جهنم الفكرية فى القرن12 فيقول:
وموضع الجحيم يثير أيضا مشكلة فإذا ظن هونوريوس دوتون فى بداية القرن12 أن الجحيم هو لاشك حالة فكرية ولا يمكن أن يكون لها موضع مادى مقتبسا هكذا رأى مواطنه الإيرلندى الشهير فى القرن9 جان سكوت أريجين وألاخذون بهذا الرأى أقلية "ص60
وهى نفس المقولة التى يقول بنوا أن مفكرى الإغريق والرومان تبنوها مع اختلاف هو أن تعاملات الناس الظالمة بينهم هى جهنم وهذا هو قوله:
"إن مفهوم جهنم يرفضه المفكرون اليونان والرومان بصورة إجمالية وهم يعتبرون أن فكرة الآلهة التى تحاكم الناس على أعمالها هى غير معقولة وإن الآلهة بالنسبة إلى الكثيرين من بينهم إذا كانت موجودة لا تهتم بالناس وإن عالم الالهة قريب تماما عن عالم البشر وإذا كانت جهنم موجودة يكون الرجال هم الذين بنوها على الأرض وهم الذين يدينون أنفسهم بعماوة قلوبهم ص32
ويقرر بنوا حقيقة وهى أن المصير الأخروى يصنع عند كل الشعوب بأعمالهم فى الدنيا فيقول:
"ولدينا هنا فى الواقع معتقد عام لدى كل الديانات وهو أن الأبدية تصنع على هذه الأرض ص14
ونتيجة معتقد بنوا وهو نفسه معتقد المترجم وهو الإيمان بالتطور فى الدين حيث يعتبرون القدماء جهلة ولم يكن لديهم دين منظم ومن ثم تطورت مقولات العبادة عندهم نجد أن بنوا يقول أن جهنم عند الناس البدائيين الذين لا وجود لهم كانت استمرارا للنشاطات ألرضية بعد الموت ومن ثم حنطوا الجثث وهذا هى الفقرة الدالة على كلامه:
"المحتمل أن عصر ما قبل التاريخ لم تغب عن باله هذه الفكرة لقد ظهرت ممارسة تحنيط الجثث حوالى50000سنة ق م ولا شك أنه قد صاحبه اعتقاد باستمرارية الحياة بعد الموت أى جهنم بالمعنى الشائع للمكان الذى تستمر فيه النشاطات الأرضية ولم ترافق هذا الاعتقاد أية فكرة عن الثواب والعقاب فى غياب محتمل للقانون الأخلاقى ومفهوم المسئولية وليس ثمة من دليل يحدد طبيعة جهنم ما قبل التاريخ"ص11
قطعا لا يوجد عصر ما قبل التاريخ أى ما قبل تعلم الكتابة لأن الإنسان الأول كان متعلما لها كما قال تعالى " وعلم آدم الأسماء كلها"
ومقولة أن التحنيط دال على إيمان القدماء بوجود أخرة هو احتمال بعيد جدا لأن المحنطين عددهم قليل جدا فلو كانت العقيدة مؤمنة بهذا لحنطت الكل ولكن التحنيط كان خاصا بالملوك والأمراء عند بعض الشعوب وهذه العملية إما كان المراد بها تعظيمهم وتأليههم بزيارة قبورهم وإما كان الهدف هو ضحك الكهنة على العامة بقدراتهم العلمية حتى يخضعوا لما يقولون
ويبين بنوا أن هناك معتقد عام عند الشعوب حيث تؤمن بأن بوجود جسر فوق النار فيقول:
"وهكذا نعرف أن السفر الجهنمى بالنسبة إلى هذه الشعوب مزروع بالفخاخ وأكثر ما يتكرر منها اجتياز جسر ضيق جدا وغالبا ما يكون بغرض الشعرة يمتد فوق هاوية سحيقة حيث يسقط قليلو الخبرة أما مصير الذين لا يجتازون الحواجز فهو غامض وهم عند التتار يقاسون عذابات يغرمهم بها الشياطين وليس العقاب عقابا أخلاقيا إنه مسألة تلقين وتدريب والذين يتيهون هم أكثر تعاسة وجعلا وحماقة "ص12
وهذا المعتقد للأسف شائع مع انه غير حقيقى عندنا فى كتاب الله فوسيلة الدخول لجهنم أو للجنة هى الدخول من الأبواب كما قال تعالى :
"وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم" وقال:
"قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين" وقال:
"وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين"
ويعتقد بنوا أن جهنم مكان تستكمل فيه الجماعة المشاغل الأرضية أى تعمل فى نفس الأنشطة الاقتصادية لكم بفارق وجود الظلام والكآبة وهو يقول فى معتقده:
"ولا يمكن تصور الحياة فى العالم الآخر إلا بطريقة جماعية وليس لمفهوم العقاب من معنى فى هذا السياق فجهنم هى إذا مكان محايد تتابع فيها الجماعة مشاغلها الأرضية فى محيط مظلم وكئيب عادة وينظر إلى مصير الأموات نظرة تشاؤمية ولكن دون أن يتعرضوا إلى عقاب أليم وإن الذين يطردون خارج الجماعة فى هذه الحياة والذين كانوا بلا نفع للشعب والذين فاتتهم طقوس التدرب على ممارسة الدين التى ترسخ التحام الجماعة هؤلاء وحدهم معرضون لمصير خاص وهم ضحايا عقبات السفر إلى مقر الأموات" ص18
هذا كلام بلا دليل من نصوص سوى ما زعموه مثلا عن دين كدين من يسمونهم الفراعنة كذبا حيث الخدم يقومون بخدمة الملك كما فى الدنيا حيث يعدون له الطعام والشراب وما يستلزم ذلك من وجود زراعة وعمل لإنتاج الطعام
جهنم عندما كمسلمين ليس فيها عمل وإنما هى مكان الطعام والشراب وغيره من متطلبات الحياة موجودة فيه ولكن تلك المتطلبات هى وسائل التعذيب فالطعام كما قال تعالى " لا يسمن ولا يغتى من جوع" فوظيفة الطعام هى تجويع المعذب ووظيفة الشراب هى حرف اجهزة الهضم ووظيفة الظل هو رمى اللهب على المستظل ووظيفة اللباس هو حرق جلود المعذبين
ويقول بنوا أن أكثر المؤلفين اختار مكان جهنم فى أعماق الأرض بسبب تقليد كنسى فى الفقرة التالية:
"وأكثر المؤلفين يضع الجحيم فى أعماق الأرض ويبحثون عن مداخله إما فى أيرلنده أو بالأحرى فى صقلية أو فى جنوبى إيطاليا تبعا لتقليد يستند على سلطة غرغريغوريوس الكبير ويصرح جوليان دو فيزلاى قى منتصف القرن12 أن المحكوم عليهم بعذاب جهنم يدعون إثنيين بسبب جبل إثنا أما توما الأكوينى الذى يصطدم عقله بصعوبة هذه المسألة فيحاذر السؤال كاتبا فى المجموعة اللاهوتية أن ليست الكائنات غير المادية فى المكان على الطريقة المادية والخبرية التى بواسطتها تقول إن من خاصة الأجسام أن تكون هناك غير أنها بوسيلة خاصة يستحيل علينا أن نعرفها معرفة تامة ص60
والمقولة لها جذور وثنية فهاديس اى مقر الأموات التعذيبى الإغريقية فى أعماق الأرض
ويبين بنوا أن جهنم المسيحية ليست كاملة وهو ما يناقض قوله فى أول الكتاب أنها التصور الأكمل والمنطقى فيقول:
"إن جهنم المسيحية الجيدة الإعداد بالرغم من أنها لم تحدد تحديدا كاملا لقد غدت فى العصر الوسيط النموذج الذى لا يمكن الإحاطة به والذى يفرض نفسه على الوعى الفردى وعلى ناشرى الدعوات الدينية"ص67
ويعلن الرجل أن القوم اخترعوا بعد قرون طويلة12 قرن من ظهور المسيحية مقولة المطهر فيقول:
"وفى قلب المسيحية تعترض بعض الحركات الملحدة بشكل جذرى على الجحيم الرسمى الذى يتسع فى مطلع القرن12 لينشأ عنه فرع مؤقت هو المطهر" ص67
ويبين بنوا أن التقليد الإسلامى أخذ من التقليد المسيحى بعض الأمور الخاصة بالنار فيقول:
"وابتداء من القرن7 يستوحى منه التقليد الإسلامى على نطاق واسع ولكنه يحتفظ منه بالمظاهر الشعبية ويبدو مترددا فيما يخص مشكلة الخلود الأساسية "ص67
والحقيقة أن جهنم فى القرآن لا علاقة لها بجهنم المسيحية أى النصرانية على الإطلاق وأما جهنم فى الروايات الحديثية ومعظمها موضوع منحول فهناك تشابهات ولكن ليس مع المسيحية وإنما مع الأديان الأخرى مثل مقولة الصراط الذى كحد السيف
ويستعرض بنوا ما زعم أنه التصور المسلم لجهنم فيقول:
"إن الخطوط العريضة للمصير الفردى ثابتة وواضحة تمثل نفس المتوفى بعد الموت أمام الملاكين منكر ونكير فيسألانها عن معتقدها فإذا لم تستطع الإدلاء بالشهادة يعرضانها لمعاملة سيئة ويريانها مقرها المستقبلى فى جهنم ومكانها فى قبر جدرانه الضيقة الخانقة حتى لتكاد تسحقها إنه عذاب القبر وفى نهاية العالم تقوم القيامة عندما ينفخ إسرافيل فى البوق فيحشر جميع الناس فى مساحة فسيحة تهيمن عليها حرارة لا تطاق وبعد انتظار قد يدوم 40 عاما يحاكم الله كل لإنسان علنا بعد ان يطلع على سجله الشخصى الذى دون فيه ما قام به الميت من أعمال فى حياته وبلى ذلك امتحان الميزان إذ توضع فى إحدى الكفتين جميع السجلات التى دونت فيها الخطايا وفى الكفة الأخرى قصاصة من الورق كتبت عليها الشهادة وهذه العملية تقرر النتيجة يغمر المؤمن عندئذ بالنعم إلى حد يفوق الوصف ويمكن للميت حتى ولو حكم عليه بالهلاك أن يأمل رحمة من الله هذا إن كان من الفاسقين وهم فئة من الناس لم تحدد هويتها بدقة يضعها القرآن على قمة جبل بين الجنة وجهنم وتتحدث بعض النصوص أيضا عن جسر دقيق كالشعرة وحاد كالسيف هو جسر الصراط الذى لا يستطيع الأشرار وقد أمسكت الأبالسة بتلابيبهم أن يجتازوه" ص68
ما قاله بنوا هنا عن المعتقد المسلم فى النار يعتمد فى الغالب على روايات الحديث الموضوعة والتى تناقض القرآن فليس هناك منكر ولا نكير فى القرآن وإنما ملائكة الجنة تستقبل المسلم بعد الموت وتدخله الجنة وملائكة العذاب تستقبل الكافر وتدخل النار حيث العذاب وفى هذا قال تعالى :
"الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون"
وقال:
"الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين"
فلا يوجد حساب فى القبر وإنما تصعد الروح لمقر النعيم والجحيم الموعودين فى السماء كما قال تعالى :
"وفى السماء رزقكم وما توعدون"
وفى الوعد قال تعالى :
"وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات"
وقال:
"وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها"
كما أنه لا توجد حكاية الميزان ذو الكفتين وإنما الموجود الموازين القسط اى العادلة وهى من يعمل خيرا يدخل الجنة ومن يعمل شرا يدهل النار كما قال تعالى " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة"
وفى هذا قال تعالى :
الزلزلة "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره"
كما لا يوجد حبل بين الجنة والنار وإنما الموجود ألعراف وهى سور بين الجنة والنار كما قال تعالى :
"فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب"
وأما من يقفون على الأعراف فليسوا بفاسقين وغنما مسلمون حلفوا أن بعض الناس يدخلون النار ومن ثم أوقفهم الله على العراف حتى يروا هؤلاء الكفرة فى النار وفى هذا قال تعالى :
"ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون"
ويثول بنوا مستكملاما يعتقد أنه التصور المسلم:
"يحشر الهالكون إلى جهنم بواسطة الشياطين فلهذا المكان الذى يسيطر عليه مالك بنية تقليدية معهودة يلعب فيها العدد 7 وأضعافه دورا أساسيا 7 أبواب و7 طوابق تتضاعف فيها الحرارة70 مرة عند الانتقال من طابق إلى طابق أسفل يجر مجموع الهالكين70000 ملاك وعند المدخل ينادى مالك 70 مرة لجهنم أسماء مختلفة أكثرها انتشارا هى النار وسفر وجهنم ص68
الخطأ هنا هو أن من يحشر الكفار لجهنم هم الشياطين وهو ما يناقض أن الملائكة هى التى تسوقهم لجهنم مع شياطينهم كما قال تعالى "فو ربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا"
فلو كانت الشياطين هى التى تحشرهم فكيف تحشر معهم ؟
والخطأ الثانى أن لجهنم سبعة طوايق ولا يوجد نص فى خذا فالسموات هى التى لها سبع طبقات كما قال تعالى :
"ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق"
واما عدد ملائكة النار فهو19 وليس سبعون ألفا كما فى الروايات وفى هذا قال تعالى " "سأصليه سقر وما أدراك ما سقر لا تبقى ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة"
كما أن مالك لا ينادى 70 مرة فهذا حتى ليس موجودا فى الروايا فضلا عن القرآن
ويستكمل بنوا التصور المزعوم فيقول:
"لجهنم أبعاد هائلة إذا ألقى فيها بحجر من الطابق الأول يستغرق هبوطه 70 عاما حتى يبلغ القعر كل ما فيها لا حدود له فى الزمان وفى المكان تتمدد أجسام الهالكين حتى لتتسع لجميع أنواع العذاب كل عمل يدوم قرون فى حين أن الوقت فى الجنة يتقلص ويستطيع سكان الجحيم أن يرقبوا سكان النعيم ويحسدوهم على سعادتهم ولكن عذاب الجحيم لا ينوه به أمام هؤلاء غير أن مسألة الزمن لم تحدد بدقة إن القرآن الكريم يحدد الأبدية بكلمة الأحقاب التى تعنى إذا استعملت بالمفرد حقبة مرحلة من70 سنة وإذا استعملت بالجمع أحقاب تكون بمعنى الأبدية ومن ناحية أخرى لقد بعثت الآية 107 من سورة هود بصيصا من الأمل" خالدين فيها- النار- ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد " إن المستقبل ليس محدودا عكس ما جاء فى الدين المسيحى ولكل واحد طبعا رأيه فى النهاية فتؤكد مدرسة ابن صفوان أن جهنم ستزول ذات يوم ككل حقيقية مخلوقة وأن الله سيستعيد وحدته المطلقة بينما نميل مدارس أخرى إلى القول بخلود العذاب"ص69
نلاحظ هنا التناقض بين قوله أن الحجر له مدى زمنى70عام وقوله" كل ما فيها لا حدود له فى الزمان وفى المكان"
وأما حكاية تقلص الوقت فلا معنى لها لأن الوقت ممتد لأنه لا يوجد موت فى النار كما قال تعالى " لا يذوقون فيها إلا الموتة ألأولى"
ويناقش الرجل اعتراضات البعض على وجود جهنم فيقول :
ولم يكن كل ذلك سوى دغدغة إلى جانب الهجمات التى شنها بيار بايل الذى يحمل على عمق المسالة لأن مفهوم الجحيم بحد ذاته لا يتفق إطلاقا مع رحمة الله والتذرع بأن للإنسان ملء الحرية بعد كل هذا فى أن يؤمن خلاصه هو حجة باطلة فالله كان يعلم أن الكثيرين يسيئون استخدام هذه الحرية ويحكمون على أنفسهم بالهلاك من المستحيل أن يكون قد ترك الأمور تجرى هكذا حتى جحيم محدود المدى لا يمكن القبول به لا تستطيعون ان تبلغوا أقصى صلاح الله ما لم تتذوقوا عذاب جهنم حتى أخر دقيقة"ص105
وقطعا لا يوجد حل لمشكلة الظلم الدنيوى الذى يمر بدون عقاب فى الدنيا إلا أن يكون هناك عقاب إلهى فى ألاخرة والظلم المراد به عصيان أحكام الله وليس أى شىء أخر
الكتاب تأليف جورح بنوا وهو يدور حول جهنم فى الأديان والعصائد المختلفة فى العالم والمترجم للكتاب واحد ممن يؤمنون بنظرية التطور حتى فى الدين حيث قال فى مقدمة الترجمة:
"وحتى بعد نزول الوحى وتدخل الله مباشرة فى تنظيم شئون خلقه وانقسام العالم الآخر بين جهنم وسماء وبين جحيم ونعيم بين جنة ونار " ص7
وهو بهذا يتهم الله أنه ترك البشرية ألوف مؤلفة من القرون بدون أن يعلمهم الدين ومن ثم اخترعوا هم الأديان حتى تدخل الله كما يزعم المترجم وشرع لهم الدين وهو ما يناقض أن الدين نزل مع أول بشرى وهو آدم"ص" الذى علمه كل الأسماء فقال :
"وعلم آدم الأسماء كلها"
وفى شريعة آدم"ص" قال ""قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"
يتحدث المؤلف جورج عن كون جهنم هى دليل على فشل كل الحضارات فى حل مشاكلها فى الدنيا ومن ثم لجأت لاختراع جهنم لحل تلك المشاكل بعد الموت فقال:
"وجهنم سواء كانت أو لم تكن مرتبطة بالعقاب والدينونة وسواء كانت أزلية أم عابرة فهى مرآة لفشل كل حضارة فى حل مشاكلها الاجتماعية وهى مصدر الغمو ض فى الحالة الإنسانية وطالما ظل الإنسان عاجزا عن خل لغزه الخاص فإنه سيتصور جهنما ما"ص9
هذه الكلمة تعنى أن الرجل لا يؤمن بوجود أخرة ومن ثم لا يؤمن بوجود جهنم لأنها فى نظره اختراع بشرى تسبب فيه عجز كل مجتمع عن حل مشاكله وهو يناقض نفسه فهو متشكك فى وجودها من عدمه بقوله وجهنم سواء كانت أو لم تكن فلو كانت موجودة فوجودها لا يعبر عن عجز المجتمع لأنه لم يوجدها فى تلك الحالة
ورغم التشكك فى وجود جهنم فالرجل يقر أن التصور المسيحى لها هو الأكمل وهو كلام يعكس إيمانه بالمسيحية التى تقر بوجود جهنم ومن ثم قال :
"وإن أكمل النماذج التى تصورتها الحضارات لجهنم منذ بدايات التاريخ وأكثرها منهجية وأشدها تيئيسا وأمثلها هو جهنم المسيحية إنها عذاب مطلق تغشى الحواس الخمس والروح بما تثيره من وخز ضمير ومن وهى لأبدية العذابات وجهنم المسيحية التى هى تصور منطقى بحت داخل المنطق الأفلوطونى الحديث والمخصوص للهالكين هى نقيض ديانة خلاصية راغبة فى احترام الحرية الإنسانية وهى تنطبق على مصير الذين ينفصلون عن منبع الخير المطلق ومن هنا فرادتها وقوتها" ص9
الرجل هنا يقر بوجود جهنم وأن جهنم المسيحية أى النصرانية هى ألأفضل لكونها تصور منطقى بحت وأكثرها منهجية وهذا الكلام يدل على الجعل بالعهد الحديد فالعهد الجديد ليس فيه كلام عن جهنم سوى كلمات قليلة جدا على لسان يسوع صاحب الرسالة وهى عبارة متكررة فى الأسفار الأربعة تقول " وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ النَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ." وحتى فى الرسائل لا يوجد تفصيل عن جهنم لا مكانها ولا ما فيها ولا ما يحدث فيها إلا نادرا وهو:
كون النار أبدية كما فى الأقوال:
"ثم يقول أيضًا للذين عن اليسار اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته" "مت25: 41". "فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي" "مت25: 46".
الدود لا يموت فى النار والنار لا تنطفىء وهو فى أقوالهم:
" خير لك أن تدخل الحياة أقطع من أن تكون لك يدان وتمضي إلى جهنم إلى النار التي لا تطفأ. حيث دودهم لا يموت والنار لا تطفأ" "مر9: 43،44".
مادة التعذيب هى خمر الغضب والنار والكبريت كما فى الأقوال التالية:
"إن كان أحد يسجد للوحش ولصورته ويقبل سمته على جبهته أو على يده، فهو أيضًا سيشرب من خمر غضب الله المصبوب صرفًا في كأس غضبه ويعذَب بنار وكبريت أمام الملائكة القديسين وأمام الخروف. ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين" "رؤ14: 9-11".
"وأما الخائفون وغير المؤمنين والرجسون والقاتلون والزناة والسحرة وعبدة الأوثان وجميع الكذبة فنصيبهم في البحيرة المتقدة بنار وكبريت الذي هو الموت الثاني" "رؤ21: 8"
"وَسَلَّمَ ٱلْبَحْرُ ٱلأَمْوَاتَ ٱلَّذِينَ فِيهِ، وَسَلَّمَ ٱلْمَوْتُ وَٱلْهَاوِيَةُ ٱلأَمْوَاتَ ٱلَّذِينَ فِيهِمَا. وَدِينُوا كُلُّ وَاحِدٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ. وَطُرِحَ ٱلْمَوْتُ وَٱلْهَاوِيَةُ فِي بُحَيْرَةِ ٱلنَّارِ. هٰذَا هُوَ ٱلْمَوْتُ ٱلثَّانِي» "رؤيا 20: 13 و14".
"فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي ٱلْهَاوِيَةِ وَهُوَ فِي ٱلْعَذَابِ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ... فَنَادَى: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمُ ٱرْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبَِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هٰذَا ٱللَّهِيبِ» "لوقا 16: 23 و24".
"فَقُبِضَ عَلَى ٱلْوَحْشِ وَٱلنَّبِيِّ ٱلْكَذَّابِ مَعَهُ، ٱلصَّانِعُ قُدَّامَهُ ٱلآيَاتِ ٱلَّتِي بِهَا أَضَلَّ ٱلَّذِينَ قَبِلُوا سِمَةَ ٱلْوَحْشِ وَٱلَّذِينَ سَجَدُوا لِصُورَتِهِ. وَطُرِحَ ٱلٱثْنَانِ حَيَّيْنِ إِلَى بُحَيْرَةِ ٱلنَّارِ ٱلْمُتَّقِدَةِ بِٱلْكِبْرِيتِ» "رؤيا 19: 20".
بحيرة النار
"وَكُلُّ مَنْ لَمْ يُوجَدْ مَكْتُوباً فِي سِفْرِ ٱلْحَيَاةِ طُرِحَ فِي بُحَيْرَةِ ٱلنَّارِ» "رؤيا 20: 15".
أن حال المعذبين هو البكاء واصكاك الأسنان كما فى الأقوال:
" فَكَمَا يُجْمَعُ ٱلزَّوَانُ وَيُحْرَقُ بِٱلنَّارِ هٰكَذَا يَكُونُ فِي ٱنْقِضَاءِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ: يُرْسِلُ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ مَلاَئِكَتَهُ فَيَجْمَعُونَ مِنْ مَلَكُوتِهِ جَمِيعَ ٱلْمَعَاثِرِ وَفَاعِلِي ٱلإِثْمِ، وَيَطْرَحُونَهُمْ فِي أَتُونِ ٱلنَّارِ. هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلأَسْنَانِ» "متّى 13: 40 - 42".
"حِينَئِذٍ قَالَ ٱلْمَلِكُ لِلْخُدَّامِ: ٱرْبُطُوا رِجْلَيْهِ وَيَدَيْهِ، وَخُذُوهُ وَٱطْرَحُوهُ فِي ٱلظُّلْمَةِ ٱلْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلأَسْنَانِ» "متّى 22: 13".
"وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كَثِيرِينَ سَيَأْتُونَ مِنَ ٱلْمَشَارِقِ وَٱلْمَغَارِبِ وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا بَنُو ٱلْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى ٱلظُّلْمَةِ ٱلْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ ٱلْبُكَاءُ وَصَرِيرُ ٱلأَسْنَانِ» "متّى 8: 11 و12".
هذه هى النصوص الصريحة فى العهد الجديد والتى تذكر جهنم أى النار ولا يوجد فيها أى تفاصيل غير ما قلناه وأما جهنم المفصلة عندهم فهى نتيجة كتابات الأدباء عندهم كدانتى فى الكوميديا الإلهية ففى تلك الرواية تخيل الرجل الأحداث والعذابات وكذلك فعل غيره ومن ثم لا علاقة للمسيحية كدين بجهنم المشهورة بين أهل المسيحية حاليا
وبين بنوا أن بعض المفكرين النصارى تبنوا وجهة نظر تقول أن جهنم مكانها الفكر فى العقل فلا وجود سوى لجهنم النفسية وفى هذا قال
"تاريخ الإنسان فى مواجهة قدره الخاص لأن الإنسان كما رآه بعض مفكرى الماضى يحمل فى ذاته بالقوة المصيرين النقيضين اللذين يفعلهما بالتناوب أو فى آن معا وهذا ما كتبه ملتون فى القرن السابع عشر فى الفردوس المفقود الفكر هو مكانها الخاص وفى ذاته يستطيع أن يجعل جهنم جنة ومن الجنة جهنم "ص10
ويؤكد بنوا أن بعض المفكرين النصارى تبنى مقولة جهنم الفكرية فى القرن12 فيقول:
وموضع الجحيم يثير أيضا مشكلة فإذا ظن هونوريوس دوتون فى بداية القرن12 أن الجحيم هو لاشك حالة فكرية ولا يمكن أن يكون لها موضع مادى مقتبسا هكذا رأى مواطنه الإيرلندى الشهير فى القرن9 جان سكوت أريجين وألاخذون بهذا الرأى أقلية "ص60
وهى نفس المقولة التى يقول بنوا أن مفكرى الإغريق والرومان تبنوها مع اختلاف هو أن تعاملات الناس الظالمة بينهم هى جهنم وهذا هو قوله:
"إن مفهوم جهنم يرفضه المفكرون اليونان والرومان بصورة إجمالية وهم يعتبرون أن فكرة الآلهة التى تحاكم الناس على أعمالها هى غير معقولة وإن الآلهة بالنسبة إلى الكثيرين من بينهم إذا كانت موجودة لا تهتم بالناس وإن عالم الالهة قريب تماما عن عالم البشر وإذا كانت جهنم موجودة يكون الرجال هم الذين بنوها على الأرض وهم الذين يدينون أنفسهم بعماوة قلوبهم ص32
ويقرر بنوا حقيقة وهى أن المصير الأخروى يصنع عند كل الشعوب بأعمالهم فى الدنيا فيقول:
"ولدينا هنا فى الواقع معتقد عام لدى كل الديانات وهو أن الأبدية تصنع على هذه الأرض ص14
ونتيجة معتقد بنوا وهو نفسه معتقد المترجم وهو الإيمان بالتطور فى الدين حيث يعتبرون القدماء جهلة ولم يكن لديهم دين منظم ومن ثم تطورت مقولات العبادة عندهم نجد أن بنوا يقول أن جهنم عند الناس البدائيين الذين لا وجود لهم كانت استمرارا للنشاطات ألرضية بعد الموت ومن ثم حنطوا الجثث وهذا هى الفقرة الدالة على كلامه:
"المحتمل أن عصر ما قبل التاريخ لم تغب عن باله هذه الفكرة لقد ظهرت ممارسة تحنيط الجثث حوالى50000سنة ق م ولا شك أنه قد صاحبه اعتقاد باستمرارية الحياة بعد الموت أى جهنم بالمعنى الشائع للمكان الذى تستمر فيه النشاطات الأرضية ولم ترافق هذا الاعتقاد أية فكرة عن الثواب والعقاب فى غياب محتمل للقانون الأخلاقى ومفهوم المسئولية وليس ثمة من دليل يحدد طبيعة جهنم ما قبل التاريخ"ص11
قطعا لا يوجد عصر ما قبل التاريخ أى ما قبل تعلم الكتابة لأن الإنسان الأول كان متعلما لها كما قال تعالى " وعلم آدم الأسماء كلها"
ومقولة أن التحنيط دال على إيمان القدماء بوجود أخرة هو احتمال بعيد جدا لأن المحنطين عددهم قليل جدا فلو كانت العقيدة مؤمنة بهذا لحنطت الكل ولكن التحنيط كان خاصا بالملوك والأمراء عند بعض الشعوب وهذه العملية إما كان المراد بها تعظيمهم وتأليههم بزيارة قبورهم وإما كان الهدف هو ضحك الكهنة على العامة بقدراتهم العلمية حتى يخضعوا لما يقولون
ويبين بنوا أن هناك معتقد عام عند الشعوب حيث تؤمن بأن بوجود جسر فوق النار فيقول:
"وهكذا نعرف أن السفر الجهنمى بالنسبة إلى هذه الشعوب مزروع بالفخاخ وأكثر ما يتكرر منها اجتياز جسر ضيق جدا وغالبا ما يكون بغرض الشعرة يمتد فوق هاوية سحيقة حيث يسقط قليلو الخبرة أما مصير الذين لا يجتازون الحواجز فهو غامض وهم عند التتار يقاسون عذابات يغرمهم بها الشياطين وليس العقاب عقابا أخلاقيا إنه مسألة تلقين وتدريب والذين يتيهون هم أكثر تعاسة وجعلا وحماقة "ص12
وهذا المعتقد للأسف شائع مع انه غير حقيقى عندنا فى كتاب الله فوسيلة الدخول لجهنم أو للجنة هى الدخول من الأبواب كما قال تعالى :
"وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم" وقال:
"قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين" وقال:
"وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين"
ويعتقد بنوا أن جهنم مكان تستكمل فيه الجماعة المشاغل الأرضية أى تعمل فى نفس الأنشطة الاقتصادية لكم بفارق وجود الظلام والكآبة وهو يقول فى معتقده:
"ولا يمكن تصور الحياة فى العالم الآخر إلا بطريقة جماعية وليس لمفهوم العقاب من معنى فى هذا السياق فجهنم هى إذا مكان محايد تتابع فيها الجماعة مشاغلها الأرضية فى محيط مظلم وكئيب عادة وينظر إلى مصير الأموات نظرة تشاؤمية ولكن دون أن يتعرضوا إلى عقاب أليم وإن الذين يطردون خارج الجماعة فى هذه الحياة والذين كانوا بلا نفع للشعب والذين فاتتهم طقوس التدرب على ممارسة الدين التى ترسخ التحام الجماعة هؤلاء وحدهم معرضون لمصير خاص وهم ضحايا عقبات السفر إلى مقر الأموات" ص18
هذا كلام بلا دليل من نصوص سوى ما زعموه مثلا عن دين كدين من يسمونهم الفراعنة كذبا حيث الخدم يقومون بخدمة الملك كما فى الدنيا حيث يعدون له الطعام والشراب وما يستلزم ذلك من وجود زراعة وعمل لإنتاج الطعام
جهنم عندما كمسلمين ليس فيها عمل وإنما هى مكان الطعام والشراب وغيره من متطلبات الحياة موجودة فيه ولكن تلك المتطلبات هى وسائل التعذيب فالطعام كما قال تعالى " لا يسمن ولا يغتى من جوع" فوظيفة الطعام هى تجويع المعذب ووظيفة الشراب هى حرف اجهزة الهضم ووظيفة الظل هو رمى اللهب على المستظل ووظيفة اللباس هو حرق جلود المعذبين
ويقول بنوا أن أكثر المؤلفين اختار مكان جهنم فى أعماق الأرض بسبب تقليد كنسى فى الفقرة التالية:
"وأكثر المؤلفين يضع الجحيم فى أعماق الأرض ويبحثون عن مداخله إما فى أيرلنده أو بالأحرى فى صقلية أو فى جنوبى إيطاليا تبعا لتقليد يستند على سلطة غرغريغوريوس الكبير ويصرح جوليان دو فيزلاى قى منتصف القرن12 أن المحكوم عليهم بعذاب جهنم يدعون إثنيين بسبب جبل إثنا أما توما الأكوينى الذى يصطدم عقله بصعوبة هذه المسألة فيحاذر السؤال كاتبا فى المجموعة اللاهوتية أن ليست الكائنات غير المادية فى المكان على الطريقة المادية والخبرية التى بواسطتها تقول إن من خاصة الأجسام أن تكون هناك غير أنها بوسيلة خاصة يستحيل علينا أن نعرفها معرفة تامة ص60
والمقولة لها جذور وثنية فهاديس اى مقر الأموات التعذيبى الإغريقية فى أعماق الأرض
ويبين بنوا أن جهنم المسيحية ليست كاملة وهو ما يناقض قوله فى أول الكتاب أنها التصور الأكمل والمنطقى فيقول:
"إن جهنم المسيحية الجيدة الإعداد بالرغم من أنها لم تحدد تحديدا كاملا لقد غدت فى العصر الوسيط النموذج الذى لا يمكن الإحاطة به والذى يفرض نفسه على الوعى الفردى وعلى ناشرى الدعوات الدينية"ص67
ويعلن الرجل أن القوم اخترعوا بعد قرون طويلة12 قرن من ظهور المسيحية مقولة المطهر فيقول:
"وفى قلب المسيحية تعترض بعض الحركات الملحدة بشكل جذرى على الجحيم الرسمى الذى يتسع فى مطلع القرن12 لينشأ عنه فرع مؤقت هو المطهر" ص67
ويبين بنوا أن التقليد الإسلامى أخذ من التقليد المسيحى بعض الأمور الخاصة بالنار فيقول:
"وابتداء من القرن7 يستوحى منه التقليد الإسلامى على نطاق واسع ولكنه يحتفظ منه بالمظاهر الشعبية ويبدو مترددا فيما يخص مشكلة الخلود الأساسية "ص67
والحقيقة أن جهنم فى القرآن لا علاقة لها بجهنم المسيحية أى النصرانية على الإطلاق وأما جهنم فى الروايات الحديثية ومعظمها موضوع منحول فهناك تشابهات ولكن ليس مع المسيحية وإنما مع الأديان الأخرى مثل مقولة الصراط الذى كحد السيف
ويستعرض بنوا ما زعم أنه التصور المسلم لجهنم فيقول:
"إن الخطوط العريضة للمصير الفردى ثابتة وواضحة تمثل نفس المتوفى بعد الموت أمام الملاكين منكر ونكير فيسألانها عن معتقدها فإذا لم تستطع الإدلاء بالشهادة يعرضانها لمعاملة سيئة ويريانها مقرها المستقبلى فى جهنم ومكانها فى قبر جدرانه الضيقة الخانقة حتى لتكاد تسحقها إنه عذاب القبر وفى نهاية العالم تقوم القيامة عندما ينفخ إسرافيل فى البوق فيحشر جميع الناس فى مساحة فسيحة تهيمن عليها حرارة لا تطاق وبعد انتظار قد يدوم 40 عاما يحاكم الله كل لإنسان علنا بعد ان يطلع على سجله الشخصى الذى دون فيه ما قام به الميت من أعمال فى حياته وبلى ذلك امتحان الميزان إذ توضع فى إحدى الكفتين جميع السجلات التى دونت فيها الخطايا وفى الكفة الأخرى قصاصة من الورق كتبت عليها الشهادة وهذه العملية تقرر النتيجة يغمر المؤمن عندئذ بالنعم إلى حد يفوق الوصف ويمكن للميت حتى ولو حكم عليه بالهلاك أن يأمل رحمة من الله هذا إن كان من الفاسقين وهم فئة من الناس لم تحدد هويتها بدقة يضعها القرآن على قمة جبل بين الجنة وجهنم وتتحدث بعض النصوص أيضا عن جسر دقيق كالشعرة وحاد كالسيف هو جسر الصراط الذى لا يستطيع الأشرار وقد أمسكت الأبالسة بتلابيبهم أن يجتازوه" ص68
ما قاله بنوا هنا عن المعتقد المسلم فى النار يعتمد فى الغالب على روايات الحديث الموضوعة والتى تناقض القرآن فليس هناك منكر ولا نكير فى القرآن وإنما ملائكة الجنة تستقبل المسلم بعد الموت وتدخله الجنة وملائكة العذاب تستقبل الكافر وتدخل النار حيث العذاب وفى هذا قال تعالى :
"الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون"
وقال:
"الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين"
فلا يوجد حساب فى القبر وإنما تصعد الروح لمقر النعيم والجحيم الموعودين فى السماء كما قال تعالى :
"وفى السماء رزقكم وما توعدون"
وفى الوعد قال تعالى :
"وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات"
وقال:
"وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها"
كما أنه لا توجد حكاية الميزان ذو الكفتين وإنما الموجود الموازين القسط اى العادلة وهى من يعمل خيرا يدخل الجنة ومن يعمل شرا يدهل النار كما قال تعالى " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة"
وفى هذا قال تعالى :
الزلزلة "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره"
كما لا يوجد حبل بين الجنة والنار وإنما الموجود ألعراف وهى سور بين الجنة والنار كما قال تعالى :
"فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب"
وأما من يقفون على الأعراف فليسوا بفاسقين وغنما مسلمون حلفوا أن بعض الناس يدخلون النار ومن ثم أوقفهم الله على العراف حتى يروا هؤلاء الكفرة فى النار وفى هذا قال تعالى :
"ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون"
ويثول بنوا مستكملاما يعتقد أنه التصور المسلم:
"يحشر الهالكون إلى جهنم بواسطة الشياطين فلهذا المكان الذى يسيطر عليه مالك بنية تقليدية معهودة يلعب فيها العدد 7 وأضعافه دورا أساسيا 7 أبواب و7 طوابق تتضاعف فيها الحرارة70 مرة عند الانتقال من طابق إلى طابق أسفل يجر مجموع الهالكين70000 ملاك وعند المدخل ينادى مالك 70 مرة لجهنم أسماء مختلفة أكثرها انتشارا هى النار وسفر وجهنم ص68
الخطأ هنا هو أن من يحشر الكفار لجهنم هم الشياطين وهو ما يناقض أن الملائكة هى التى تسوقهم لجهنم مع شياطينهم كما قال تعالى "فو ربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا"
فلو كانت الشياطين هى التى تحشرهم فكيف تحشر معهم ؟
والخطأ الثانى أن لجهنم سبعة طوايق ولا يوجد نص فى خذا فالسموات هى التى لها سبع طبقات كما قال تعالى :
"ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق"
واما عدد ملائكة النار فهو19 وليس سبعون ألفا كما فى الروايات وفى هذا قال تعالى " "سأصليه سقر وما أدراك ما سقر لا تبقى ولا تذر لواحة للبشر عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة"
كما أن مالك لا ينادى 70 مرة فهذا حتى ليس موجودا فى الروايا فضلا عن القرآن
ويستكمل بنوا التصور المزعوم فيقول:
"لجهنم أبعاد هائلة إذا ألقى فيها بحجر من الطابق الأول يستغرق هبوطه 70 عاما حتى يبلغ القعر كل ما فيها لا حدود له فى الزمان وفى المكان تتمدد أجسام الهالكين حتى لتتسع لجميع أنواع العذاب كل عمل يدوم قرون فى حين أن الوقت فى الجنة يتقلص ويستطيع سكان الجحيم أن يرقبوا سكان النعيم ويحسدوهم على سعادتهم ولكن عذاب الجحيم لا ينوه به أمام هؤلاء غير أن مسألة الزمن لم تحدد بدقة إن القرآن الكريم يحدد الأبدية بكلمة الأحقاب التى تعنى إذا استعملت بالمفرد حقبة مرحلة من70 سنة وإذا استعملت بالجمع أحقاب تكون بمعنى الأبدية ومن ناحية أخرى لقد بعثت الآية 107 من سورة هود بصيصا من الأمل" خالدين فيها- النار- ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد " إن المستقبل ليس محدودا عكس ما جاء فى الدين المسيحى ولكل واحد طبعا رأيه فى النهاية فتؤكد مدرسة ابن صفوان أن جهنم ستزول ذات يوم ككل حقيقية مخلوقة وأن الله سيستعيد وحدته المطلقة بينما نميل مدارس أخرى إلى القول بخلود العذاب"ص69
نلاحظ هنا التناقض بين قوله أن الحجر له مدى زمنى70عام وقوله" كل ما فيها لا حدود له فى الزمان وفى المكان"
وأما حكاية تقلص الوقت فلا معنى لها لأن الوقت ممتد لأنه لا يوجد موت فى النار كما قال تعالى " لا يذوقون فيها إلا الموتة ألأولى"
ويناقش الرجل اعتراضات البعض على وجود جهنم فيقول :
ولم يكن كل ذلك سوى دغدغة إلى جانب الهجمات التى شنها بيار بايل الذى يحمل على عمق المسالة لأن مفهوم الجحيم بحد ذاته لا يتفق إطلاقا مع رحمة الله والتذرع بأن للإنسان ملء الحرية بعد كل هذا فى أن يؤمن خلاصه هو حجة باطلة فالله كان يعلم أن الكثيرين يسيئون استخدام هذه الحرية ويحكمون على أنفسهم بالهلاك من المستحيل أن يكون قد ترك الأمور تجرى هكذا حتى جحيم محدود المدى لا يمكن القبول به لا تستطيعون ان تبلغوا أقصى صلاح الله ما لم تتذوقوا عذاب جهنم حتى أخر دقيقة"ص105
وقطعا لا يوجد حل لمشكلة الظلم الدنيوى الذى يمر بدون عقاب فى الدنيا إلا أن يكون هناك عقاب إلهى فى ألاخرة والظلم المراد به عصيان أحكام الله وليس أى شىء أخر
رضا البطاوى- المساهمات : 1544
تاريخ التسجيل : 21/08/2020
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى