نظرات في تفسير قوله تعالى ( لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ )
صفحة 1 من اصل 1
نظرات في تفسير قوله تعالى ( لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ )
نظرات في تفسير قوله تعالى ( لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ )
صاحب التفسير عبد الله زقيل والمقال يدور حول المقصود بكتاب والمقصود بالمطهرين وقد استهله الرجل بذكر اختلاف المفسرين في المراد بهما فقال :
"لقد اختلف اهل العلم في تفسير هذه الآية على قولين :
1 - أن المقصود الكتاب الذي في السماء لا يمسه إلا الملائكة .
2 - أن المقصود القرآن لا يمسه إلا الطاهر أما المحدث حدثا أكبر أو أصغر على خلاف بين أهل العلم فإنه لا يمسه ."
وذكر لنا اختيار ابن تيمية أنه الكتاب في السماء الذى تلمسه الملائكة فقال :
"وقد رجح شيخ الإسلام ابن تيمية في " شرح العمدة (1/384) القول الأول ، فقال :
والصحيح اللوح المحفوظ الذي في السماء مراد من هذه الآية وكذلك الملائكة مرادون من قوله المطهرون لوجوه :
أحدهما : إن هذا تفسير جماهير السلف من الصحابة ومن بعدهم حتى الفقهاء الذين قالوا : لا يمس القرآن إلا طاهر من أئمة المذاهب صرحوا بذلك وشبهوا هذه الآية بقوله : " كَلَّا إِنَّهَا . تَذْكِرَةٌ . فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ . فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ . مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ . بِأَيْدِي سَفَرَةٍ . كِرَامٍ بَرَرَةٍ " [ عبس : 11 - 16] ."
قطعا أولا لا قيمة لها فلا يوجد رأى لبشر في مقابل نص واختيار البشر قد يخطىء حتى ولو أجمعوا على رأى معين بدليل أن الرسول(ص) أجمع هو والمسلمين عن الدفاع عن المتهم الحقيقى واتهموا البرىء كما قص الله علينا في قوله تعالى :
"وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (106) وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109) وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ"
ثم قال متما كلام ابن تيمية:
"وثانيها : أنه أخبر أن القرآن جميعه في كتاب ، وحين نزلت هذه الآية لم يكن نزل إلا بعض المكي منه ، ولم يجمع جميعه في المصحف إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ."
هذا الكلام عما في أيدى الناس من النسخ وهى المصاحف التى كانوا يسجلون ما فيها أولا بأول ولكن الكتاب كان موجودا في داخل الكعبة ككل
ثم قال :
وثالثها : أنه قال : " فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ " [ الواقعة : 78] ، والمكنون : المصون المحرر الذي لا تناله أيدي المضلين ؛ فهذه صفة اللوح المحفوظ ."
واللوج المحفوظ هو في كعبة الله التى لا يقدر بشر على أرادة أى اتخاذ قرار بعمل ذنب لأنه يعاقب على نيته كما قال تعالى :
" ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
فإذا كانت الكعبة لا يمكن ارتكاب ذنب فيها فمن الطبيعى حفظ الكتاب فيها لأنه لا احد يقدر على تحريفه فيها ولذا طلب الله قراءة الكتاب وهو القرآن في الحج في يومين أو ثلاثة مسميا غياه ذكر الله فقال :
" اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى"
ثم قال :
ورابعها : أن قوله : " لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ " [ الواقعة :79] ، صفة للكتاب ، ولو كان معناها الأمر ، لم يصح الوصف بها ، وإنما يوصف بالجملة الخبرية ."
الخبل هنا هو وصف الكتاب بالمطهرون والمطهرون هم من يقيمون الصلاة وهى قراءة القرآن في المساجد كما قال تعالى :
"لمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ"
ثم قال :
"وخامسها : أنه لو كان معنى الكلام الأمر لقيل"
ويبدو الكلام المنقول هنا ناقص أو غامض فالله لم يتحدث عن أمر يأمر به الناس
ثم قال :
"وسادسها : أنه لو قال : " الْمُطَهَّرُونَ " وهذا يقتضي أن يكون تطهيرهم من غيرهم ، ولو أريد طهارة بني آدم فقط لقيل : المتطهرون ، كما قال تعالى : " فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ " [التوبة :108] ، وقال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ " [ البقرة : 222] ."
وهذه تعسفات لغوية بلا أى دليل فالمطهرون هم كل المسلمين من الجن والإنس ومنهم الملائكة
ثم قال :
"وسابعها : أن هذا مسوق لبيان شرف القرآن وعلوه وحفظه ."
قطعا الكلام يمدح الكتاب كما يمدح قارئيه وهم لا مسيه بأنهم مطهرون
ونقل زقيل عن ابن القيم قول القيم عن نفس الآية فقال :
"وقال الإمام ابن القيم في مدارج السالكين (2/417) :
قلت : مثاله قوله تعالى : " لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ " [ الواقعة :79] قال - يقصد الإمام ابن القيم ابن تيمية- : والصحيح في الآية أن المراد به الصحف التي بأيدي الملائكة لوجوه عديدة :
- منها : أنه وصفه بأنه مكنون والمكنون المستور عن العيون وهذا إنما هو في الصحف التي بأيدي الملائكة ."
والمكنون أيضا في كعبة الله وهو معنى محفوظ والمقصود :
لا يقدر مخلوق على تحريفه بأى شكل من الأشكال حيث يعاقب الخلق فى الكعبة على النية وهى الارادة الخاطئة بالعذاب الفورة المهلك كما قال تعالى :
" ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
ثم قال نافيا كون المطهرون هم المسلمون كما نفى ابن تيمية فقال:
" ومنها : أنه قال : " لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ " [ الواقعة :79] ، وهم الملائكة ، ولو أراد المتوضئين لقال : لا يمسه إلا المتطهرون ، كما قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ " [ البقرة : 222] . فالملائكة مطهرون ، والمؤمنون متطهرون ."
وهذا يناقض الكلام يناقض أن ذكر المطهرين وليس المتطهرين في قوله عن مسجد التقوى :
فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ "
وهو مسجد للرسول(ص) ومسلمى بنى آدم (ص) ولو أراد لقال كما يزعمون الرجلين :
المتطهرين ولكنه ذكر المطهرين
ثم قال :
" ومنها : أن هذا إخبار ، ولو كان نهيا لقال : لا يمسسه بالجزم ، والأصل في الخبر أن يكون خبرا صورة ومعنى .
- ومنها : أن هذا رد على من قال : إن الشيطان جاء بهذا القرآن ؛ فأخبر تعالى : أنه في كتاب مكنون لا تناله الشياطين ، ولا وصول لها إليه كما قال تعالى في آية الشعراء : " وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ . وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ [ عراء : 210 - 211] وإنما تناله الأرواح المطهرة وهم الملائكة . - ومنها : أن هذا نظير الآية التي في سورة عبس : " فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ . فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ . مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ . بِأَيْدِي سَفَرَةٍ . كِرَامٍ بَرَرَةٍ " [ عبس : 12 - 16] ، قال مالك في موطئه : أحسن ما سمعت في تفسير : " لَا يَمَسُّهُ إلا الْمُطَهَّرُونَ " أنها مثل هذه الآية التي في سورة عبس "
قطعا الآيات في شىء واحد وهو :
ان الكتاب في يد الحجاج وهم الأطهار وقد بين أن الطهارة تكون بالعمل الصالح كالنفقة وهى الصدقة كما قال تعالى :
"خذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا"
ومن ثم الطهارة تقع من الكل وليس من الملائكة فقط
ثم قال :
"- ومنها : أن الآية مكية من سورة مكية تتضمن تقرير التوحيد والنبوة والمعاد ، وإثبات الصانع ، والرد على الكفار ، وهذا المعني أليق بالمقصود من فرع عملي وهو حكم مس المحدث المصحف ."
وكون السور مكية أو مدنية لن يفرق هنا أو هناك لأنه معنى واحد وهو التطهر لقراءة القرآن وهو الصلاة التى أوجب قبلها الوضوء أو غسل ومسح الأعضاء الأربعة وهو التطهر
ثم قال :
" ومنها : أنه لو أريد به الكتاب الذي بأيدي الناس لم يكن في الإقسام على ذلك بهذا القسم العظيم كثير فائدة إذ من المعلوم أن كل كلام فهو قابل لأن يكون في كتاب حقا أو باطلا بخلاف ما إذا وقع القسم على أنه في كتاب مصون مستور عن العيون عند الله لا يصل إليه شيطان ، ولا ينال منه ، ولا يمسه إلا الأرواح الطاهرة الزكية ؛ فهذا المعنى أليق وأجل وأخلق بالآية وأولى بلا شك "
والحق أن نسخ القرآن التى في أيدينا لابد أن تكون طاهرة مثلها مثل أصلها في الكعبة وفى السماء حيث كرسى العرش وهو المسجد الأقصى الذى تصلى فيه الملائكة
فالكل يجب أن يكون طاهر :
الكتاب ومكان الصلاة والمصلى بما عليه من ملابس
صاحب التفسير عبد الله زقيل والمقال يدور حول المقصود بكتاب والمقصود بالمطهرين وقد استهله الرجل بذكر اختلاف المفسرين في المراد بهما فقال :
"لقد اختلف اهل العلم في تفسير هذه الآية على قولين :
1 - أن المقصود الكتاب الذي في السماء لا يمسه إلا الملائكة .
2 - أن المقصود القرآن لا يمسه إلا الطاهر أما المحدث حدثا أكبر أو أصغر على خلاف بين أهل العلم فإنه لا يمسه ."
وذكر لنا اختيار ابن تيمية أنه الكتاب في السماء الذى تلمسه الملائكة فقال :
"وقد رجح شيخ الإسلام ابن تيمية في " شرح العمدة (1/384) القول الأول ، فقال :
والصحيح اللوح المحفوظ الذي في السماء مراد من هذه الآية وكذلك الملائكة مرادون من قوله المطهرون لوجوه :
أحدهما : إن هذا تفسير جماهير السلف من الصحابة ومن بعدهم حتى الفقهاء الذين قالوا : لا يمس القرآن إلا طاهر من أئمة المذاهب صرحوا بذلك وشبهوا هذه الآية بقوله : " كَلَّا إِنَّهَا . تَذْكِرَةٌ . فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ . فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ . مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ . بِأَيْدِي سَفَرَةٍ . كِرَامٍ بَرَرَةٍ " [ عبس : 11 - 16] ."
قطعا أولا لا قيمة لها فلا يوجد رأى لبشر في مقابل نص واختيار البشر قد يخطىء حتى ولو أجمعوا على رأى معين بدليل أن الرسول(ص) أجمع هو والمسلمين عن الدفاع عن المتهم الحقيقى واتهموا البرىء كما قص الله علينا في قوله تعالى :
"وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (106) وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (109) وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا (110) وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (111) وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (112) وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ"
ثم قال متما كلام ابن تيمية:
"وثانيها : أنه أخبر أن القرآن جميعه في كتاب ، وحين نزلت هذه الآية لم يكن نزل إلا بعض المكي منه ، ولم يجمع جميعه في المصحف إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ."
هذا الكلام عما في أيدى الناس من النسخ وهى المصاحف التى كانوا يسجلون ما فيها أولا بأول ولكن الكتاب كان موجودا في داخل الكعبة ككل
ثم قال :
وثالثها : أنه قال : " فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ " [ الواقعة : 78] ، والمكنون : المصون المحرر الذي لا تناله أيدي المضلين ؛ فهذه صفة اللوح المحفوظ ."
واللوج المحفوظ هو في كعبة الله التى لا يقدر بشر على أرادة أى اتخاذ قرار بعمل ذنب لأنه يعاقب على نيته كما قال تعالى :
" ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
فإذا كانت الكعبة لا يمكن ارتكاب ذنب فيها فمن الطبيعى حفظ الكتاب فيها لأنه لا احد يقدر على تحريفه فيها ولذا طلب الله قراءة الكتاب وهو القرآن في الحج في يومين أو ثلاثة مسميا غياه ذكر الله فقال :
" اذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى"
ثم قال :
ورابعها : أن قوله : " لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ " [ الواقعة :79] ، صفة للكتاب ، ولو كان معناها الأمر ، لم يصح الوصف بها ، وإنما يوصف بالجملة الخبرية ."
الخبل هنا هو وصف الكتاب بالمطهرون والمطهرون هم من يقيمون الصلاة وهى قراءة القرآن في المساجد كما قال تعالى :
"لمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ"
ثم قال :
"وخامسها : أنه لو كان معنى الكلام الأمر لقيل"
ويبدو الكلام المنقول هنا ناقص أو غامض فالله لم يتحدث عن أمر يأمر به الناس
ثم قال :
"وسادسها : أنه لو قال : " الْمُطَهَّرُونَ " وهذا يقتضي أن يكون تطهيرهم من غيرهم ، ولو أريد طهارة بني آدم فقط لقيل : المتطهرون ، كما قال تعالى : " فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ " [التوبة :108] ، وقال تعالى : " إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ " [ البقرة : 222] ."
وهذه تعسفات لغوية بلا أى دليل فالمطهرون هم كل المسلمين من الجن والإنس ومنهم الملائكة
ثم قال :
"وسابعها : أن هذا مسوق لبيان شرف القرآن وعلوه وحفظه ."
قطعا الكلام يمدح الكتاب كما يمدح قارئيه وهم لا مسيه بأنهم مطهرون
ونقل زقيل عن ابن القيم قول القيم عن نفس الآية فقال :
"وقال الإمام ابن القيم في مدارج السالكين (2/417) :
قلت : مثاله قوله تعالى : " لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ " [ الواقعة :79] قال - يقصد الإمام ابن القيم ابن تيمية- : والصحيح في الآية أن المراد به الصحف التي بأيدي الملائكة لوجوه عديدة :
- منها : أنه وصفه بأنه مكنون والمكنون المستور عن العيون وهذا إنما هو في الصحف التي بأيدي الملائكة ."
والمكنون أيضا في كعبة الله وهو معنى محفوظ والمقصود :
لا يقدر مخلوق على تحريفه بأى شكل من الأشكال حيث يعاقب الخلق فى الكعبة على النية وهى الارادة الخاطئة بالعذاب الفورة المهلك كما قال تعالى :
" ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
ثم قال نافيا كون المطهرون هم المسلمون كما نفى ابن تيمية فقال:
" ومنها : أنه قال : " لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ " [ الواقعة :79] ، وهم الملائكة ، ولو أراد المتوضئين لقال : لا يمسه إلا المتطهرون ، كما قال تعالى : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ " [ البقرة : 222] . فالملائكة مطهرون ، والمؤمنون متطهرون ."
وهذا يناقض الكلام يناقض أن ذكر المطهرين وليس المتطهرين في قوله عن مسجد التقوى :
فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ "
وهو مسجد للرسول(ص) ومسلمى بنى آدم (ص) ولو أراد لقال كما يزعمون الرجلين :
المتطهرين ولكنه ذكر المطهرين
ثم قال :
" ومنها : أن هذا إخبار ، ولو كان نهيا لقال : لا يمسسه بالجزم ، والأصل في الخبر أن يكون خبرا صورة ومعنى .
- ومنها : أن هذا رد على من قال : إن الشيطان جاء بهذا القرآن ؛ فأخبر تعالى : أنه في كتاب مكنون لا تناله الشياطين ، ولا وصول لها إليه كما قال تعالى في آية الشعراء : " وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ . وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ [ عراء : 210 - 211] وإنما تناله الأرواح المطهرة وهم الملائكة . - ومنها : أن هذا نظير الآية التي في سورة عبس : " فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ . فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ . مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ . بِأَيْدِي سَفَرَةٍ . كِرَامٍ بَرَرَةٍ " [ عبس : 12 - 16] ، قال مالك في موطئه : أحسن ما سمعت في تفسير : " لَا يَمَسُّهُ إلا الْمُطَهَّرُونَ " أنها مثل هذه الآية التي في سورة عبس "
قطعا الآيات في شىء واحد وهو :
ان الكتاب في يد الحجاج وهم الأطهار وقد بين أن الطهارة تكون بالعمل الصالح كالنفقة وهى الصدقة كما قال تعالى :
"خذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا"
ومن ثم الطهارة تقع من الكل وليس من الملائكة فقط
ثم قال :
"- ومنها : أن الآية مكية من سورة مكية تتضمن تقرير التوحيد والنبوة والمعاد ، وإثبات الصانع ، والرد على الكفار ، وهذا المعني أليق بالمقصود من فرع عملي وهو حكم مس المحدث المصحف ."
وكون السور مكية أو مدنية لن يفرق هنا أو هناك لأنه معنى واحد وهو التطهر لقراءة القرآن وهو الصلاة التى أوجب قبلها الوضوء أو غسل ومسح الأعضاء الأربعة وهو التطهر
ثم قال :
" ومنها : أنه لو أريد به الكتاب الذي بأيدي الناس لم يكن في الإقسام على ذلك بهذا القسم العظيم كثير فائدة إذ من المعلوم أن كل كلام فهو قابل لأن يكون في كتاب حقا أو باطلا بخلاف ما إذا وقع القسم على أنه في كتاب مصون مستور عن العيون عند الله لا يصل إليه شيطان ، ولا ينال منه ، ولا يمسه إلا الأرواح الطاهرة الزكية ؛ فهذا المعنى أليق وأجل وأخلق بالآية وأولى بلا شك "
والحق أن نسخ القرآن التى في أيدينا لابد أن تكون طاهرة مثلها مثل أصلها في الكعبة وفى السماء حيث كرسى العرش وهو المسجد الأقصى الذى تصلى فيه الملائكة
فالكل يجب أن يكون طاهر :
الكتاب ومكان الصلاة والمصلى بما عليه من ملابس
رضا البطاوى- المساهمات : 1555
تاريخ التسجيل : 21/08/2020
مواضيع مماثلة
» الرد على مقال معنى قوله تعالى ( صلوا عليه وسلموا تسليما )
» قراءة في كتاب التحقيق فيما نسب إلى آدم وحواء في قوله تعالى " فلما آتاهما صالحا "
» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص
» قراءة في كتاب سب الله تعالى
» نقد شريط الأخوة و المحبة في الله تبارك و تعالى
» قراءة في كتاب التحقيق فيما نسب إلى آدم وحواء في قوله تعالى " فلما آتاهما صالحا "
» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص
» قراءة في كتاب سب الله تعالى
» نقد شريط الأخوة و المحبة في الله تبارك و تعالى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى