قراءة فى كتاب المعجزات النبوية بين الإيمان والجحود
صفحة 1 من اصل 1
قراءة فى كتاب المعجزات النبوية بين الإيمان والجحود
قراءة فى كتاب المعجزات النبوية بين الإيمان والجحود
المؤلف محمد بو خبزة التطواني والكتيب يدور حول إيمان الناس بوجود ارتباط بين النبوة والمعجزة وأن محمد(ص) كان له معجزات وفى مستهل بحثه قال :
“النبوة والمعجزة متلازمان يستلزم إنكار أحدهم إنكار الآخر هذه حقيقة تدرك بأدنى تأمل وعلى هذه الصفة آمن بها المسلمون منذ فجر الإسلام وعليها درج متقدموهم ومتأخروهم إلا فئة شاذة لا تخلو من مثلها ملة ولا نحلة كان جزاء إنكارها التشهير والتحذير والتفسيق بعد إقامة الحجة والإعذار والتعجيز."
مما لا شك فيه أن كل الرسل(ص) عدا خاتم النبيين(ص) كانت لهم معجزات أمام الناس ما عدا النبى الأخير(ص) والنبى الأول آدم(ص)
وفى منع الآيات وهى المعجزات عن الناس وليس عن خاتم النبيين(ص) قال تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وبو خبزة فى الفقرة التالية تحدث عن أن عامة الناس يؤمنون بالماديات ولذا كان لابد من المعجزات وهى الآيات فقال :
"والمعجزة المادية أمر لابد منه والفائدة المتوخاة منها عظيمة النفع فإن جماهير المؤمنين في جميع الأديان تكون من سواد الناس ودهمائهم وهؤلاء لا يتحاكمون إلى العقل ولا يدركون براهينه ولا يقتنعون بمنطقه وإنما يذعنون للدليل المحسوس ويؤمنون بخرق العادة فالمعجزة إعلام من الله تعالى بصدق الرسول فيما يبلغ بهذا المفهوم سجلها علماء المسلمين وتلقنها الأطفال في الكتاتيب والطلبة في المدارس والعامة والقراء في المساجد ومن منا لا يتذكر قول المرشد المعين.
إذ معجزاته كقوله وبر *** صدق هذا العبد في كل خبر"
ومع كلمته تلك فواقع الحال أن من آمن لم يؤمن من خلال الآيات المعجزات وإنما لأنه اقتنع بوحى الله وحده وعامة الناس كذبوا بتلك المعجزات كما قال تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
والاستثناء الوحيد هو قوم يونس (ص) الذين آمنوا عدا القلة الأولى نتيجة ما رأوه من الآيات كما قال تعالى :
"فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما أمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين"
ومن ثم لم ير أحد ممن فى عصر خاتم الأنبياء(ص) أى معجزات الوحيد الذى رأى هو النبى(ص)الذى رأى فى الإسراء وهو المعراج من آيات ربه الكبرى كما قال تعالى :
“سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا"
وقال :
"ولقد رءاه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى"
ومن ثم كل المعجزات المروية فى كتب الحديث كاذبة فلم ير أحد غير النبى الأخير(ص) معجزة بعينه لأن كل ما يحكى رآه غيره
وحدثنا بو خبزة عن انقسام الكتاب المحدثين فى أمر تلك المعجزات إلى نوعين فقال :
"والملاحظ في هذا الصدد للباحث أن المعجزات تداولها اتجاهان متقابلان:
الأول: اتجاه سليم صالح نافع وهو اتجاه المحققين الناقدين المحدثين والإخباريين والفقهاء والأصوليين ويتجلى في نقد الروايات وفحصها ودرايتها وجمع ألفاظها وطرح الزائف وما لا يقوى على النقد منها طبق قواعد البحث العلمي ومبادئ النقد التاريخي الذي كان المسلمون السابقين إلى إرسائها وتقعيدها وتطبيقها في نقد الأخبار والآثار والرواة كما اعترف بذلك العدو قبل الصديق وترى نتائج مجهوداتهم في كتب الحديث التي يلتزم أصحابها الصحة كالصحيحين وبعض المسانيد ولا ينتفع في هذه الكتب إلا على ما يطمئن له القلب ويسكن إليه الضمير ويرتاح له الخاطر.
الثاني: اتجاه المتساهلين المغربين الجامعين لما دب ودرج وقام وقعد وهو عمل سقيم فاسد ضار وهو المسئول عن تعبيد الطريق أمام الدساسين المأجورين وفتح الفجوة في حصن الإيمان قبالة المتسللين المفسدين وغير مستغرب من هؤلاء أن يقول قائلهم إن المعجزات بلغ عددها ألفا فإن منهجهم في البحث وطريقة تأليفهم كفيلة بإبلاغها عدة آلاف، ما دامت قواعد العلم والبحث ملغاة من حسابهم، والعقل والتفكير محتقرا مطرحا في ميدانهم ويمثل هذا الاتجاه أمثال: ابن سبع السبتي، وجلال الدين السيوطي والقسطلاني والشامي، والحلبي، إلى دحلان، والنبهاني، وغيرهم، وعلى
كتب هؤلاء وأقوالهم اعتمدت شرذمة منكري المعجزات في التشويه والتضليل، تلك الشرذمة التي نبغ قرنها في مطلع هذا القرن من خلال الظلام الذي خيم على العالم الإسلامي ولبد جوه منبعثا من مداخن العقول الكافرة المادية التي واكبت مداخن التقدم والنهضة في أوربا الناقمة على الدين والمغراة بمحاربته مدفوعة بانحراف الكنيسة ورجالها الضالين المضلين
وتضم هذه الشرذمة أسماء لامعة لها وقع كبير ورنين بالغ في تاريخ يقظة العالم الإسلامي الحديث، أمثال:
جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ورشيد رضا، ومحمد فريد وجدي، وطنطاوي جوهري، ومحمد حسين هيكل، إلى محمود شلتوت، ومحمد المدني، وعبد الجليل عيسى، وغيرهم.
وقد تواصت هذه الجماعة بالقيام بهذه (المهمة) فلا تقع في كتاباتهم على معجزة نبوية متواترة سواء كانت واردة في القرآن أو صحت بها الأخبار إلا رأيتهم جاهدين في تأويلها تأويلا يكون إنكارها مرة واحدة أهون منه.
والعجب من أمر هؤلاء أن موقفهم يتغير تماما إذا تبنى القضية مستشرق ماكر ومبشر متلفع بمسوح العلم الحديث وسوابقهم في هذا الميدان مبثوثة في آثارهم المسمومة التي أضرت بالصغير والكبير وكان هدمها في جانب العقيدة أخطر من بنائها في نواحي الآداب والسياسة والاجتماع، ولا زال الناس يذكرون جنون فريد وجدي وطنطاوي جوهري بعلم استحضار الأرواح وافتتانهم بالروحية الحديثة – لعبة يهودية مكشوفة – حتى إذا ذكرت المعجزات أخذوا في رثاء العقل ونصرته على الخرافات والأساطير مما يزعمون ولم يتورع جوهري في تفسيره الذي سماه " الجواهر" أن يعلن تحسره على العقل المسكين المضطهد الذي يكلفونه ما لا يطيق ... يكلفونه الإيمان بوجود مولود دون أب (عيسى عليه السلام) هكذا يقول عالم معدود من كبار علماء المسلمين ومفسريهم في كتاب طبقت شهرته العالم وأهجت بتقريضه السنة لا تحصى وصحف لا تستقصى ولم يرتفع من بينها صوت واحد مسموع إلا همس خافت من بعض المغمورين وبوسائل لا أثر لها في مجال الإعلام والنشر، وهذا في مصر حيث الأزهر (حصن الإسلام الحصين)!!.
كما لا يزال ماثلا في أذهان الناس كلام مسئول تضمن المساس بأنبياء الله والسخرية بآياتهم التي ذكرها القرآن وأكدها، وذلك أمام ملأ من الأساتذة والعلماء الذين لم يتلطف واحد منهم في إرشاده وتذكيره بضروريات الدين.
وأخيرا – وليس آخر – ما تناقلته الصحف عن رئيس في إحدى دول المغرب العربي شن هجوما سافرا على كتاب الله تعالى ورسوله الكريم وسيرته العطرة ومعجزاته المستفيضة ردد فيه إنكاره بأسلوب أرعن ساخر والمضحك المبكي في أمر هؤلاء أن يتناقضوا فيسارعوا إلى الاحتفال بالمواسم الدينية وإحياء ذكرياتها كذكرى الإسراء والمعراج التي كثر الكلام فيها في السنوات الأخيرة كأن ذلك معاكسة اليهود المحتلين للمسجد الأقصى المعلنين عزمهم على إقامة هيكل سليمان مكانه فلعل السادة كفوا عن الإنكار- هذه الأيام – حياء وخجلا حتى إذا تمكنوا من العودة وانتصروا عادوا إلى (قواعدهم)."
وما قاله بوخبزة وهو :
أن الفريق المؤمن بالمعجزات فى الأحاديث هو من على الحق بينما الفريق الثانى ضال خطأ
والحقيقة التى بينتها فى أول النقد تبين أن كلا الفريقين مخالف لكتاب الله فالله منع الآيات وهى المعجزات عن كل البشرية فى عهد خاتم الأنبياء(ص) ما عدا النبى(ص) والتى رأى بعضها بنص كتاب الله فى الإسراء وهو نفسه ما يسمونه المعراج وهناك بعض لم يراه هو ولا غيره كما حدث فى المعجزة حيث نصره الله بجنود غير مرئية وفى هذا قال تعالى :
"إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها"
وأيضا فى غزوة الأحزاب نصره بجنود غير مرئية لم يراها لا هو ولا غيره من المؤمنين أو الكفار وفى هذا قال تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا "
وأنهى بو خبزة كتيبه بدعوة العلماء للدفاع عن دين الله فقال :
"إن علماء المسلمين ودعاتهم وغيوريهم مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى الجهاد في سبيل الإسلام الذي تغزوه الأوبئة الفتاكة في عقر داره وتهدده الشرور الطاحنة من داخل مواقعه ولا أقول (حصونه) فليست هناك حصون ولا تحصين فهو بالعراء أعزل ... ومعزول رغم أنه الدين الكامل المرتضى والنظام الرباني المتكامل ولا حول ولا قوة إلا بالله"
قطعا المطلوب هو :
الدفاع عن دين الله الحقيقى وليس عقائد الناس التى معظمها مستمد من نصوص وضعها الكفار أو حرفها الكفار ونسبوها للرسول(ص) أو نسبوها للصحابة وهم جميعا أبرياء من تلك العقائد الضالة التى أصبحت موجودة بنسب مختلفة عند كل الفرق التى تظن أنها الفرقة الناجية مع أن معظم عقائد الفرق تكذب كلام الله تكذيبا واضحا لمن فكر
كل المسائل يجب الاحتكام فيها لنصوص القرآن وليس لأقوال بشر مهما بلغ عددهم وعدد المؤمنين بهم
ومصيبتنا فى الدين الحالى هو :
أنه أقوال بشر تركوا كتاب الله المتيقن منه إلى أحاديث هم بأنفسهم يقولون أنهم أحاديث ظنية لم تثبت نسبتها للنبى(ص) والصحابة
المؤلف محمد بو خبزة التطواني والكتيب يدور حول إيمان الناس بوجود ارتباط بين النبوة والمعجزة وأن محمد(ص) كان له معجزات وفى مستهل بحثه قال :
“النبوة والمعجزة متلازمان يستلزم إنكار أحدهم إنكار الآخر هذه حقيقة تدرك بأدنى تأمل وعلى هذه الصفة آمن بها المسلمون منذ فجر الإسلام وعليها درج متقدموهم ومتأخروهم إلا فئة شاذة لا تخلو من مثلها ملة ولا نحلة كان جزاء إنكارها التشهير والتحذير والتفسيق بعد إقامة الحجة والإعذار والتعجيز."
مما لا شك فيه أن كل الرسل(ص) عدا خاتم النبيين(ص) كانت لهم معجزات أمام الناس ما عدا النبى الأخير(ص) والنبى الأول آدم(ص)
وفى منع الآيات وهى المعجزات عن الناس وليس عن خاتم النبيين(ص) قال تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
وبو خبزة فى الفقرة التالية تحدث عن أن عامة الناس يؤمنون بالماديات ولذا كان لابد من المعجزات وهى الآيات فقال :
"والمعجزة المادية أمر لابد منه والفائدة المتوخاة منها عظيمة النفع فإن جماهير المؤمنين في جميع الأديان تكون من سواد الناس ودهمائهم وهؤلاء لا يتحاكمون إلى العقل ولا يدركون براهينه ولا يقتنعون بمنطقه وإنما يذعنون للدليل المحسوس ويؤمنون بخرق العادة فالمعجزة إعلام من الله تعالى بصدق الرسول فيما يبلغ بهذا المفهوم سجلها علماء المسلمين وتلقنها الأطفال في الكتاتيب والطلبة في المدارس والعامة والقراء في المساجد ومن منا لا يتذكر قول المرشد المعين.
إذ معجزاته كقوله وبر *** صدق هذا العبد في كل خبر"
ومع كلمته تلك فواقع الحال أن من آمن لم يؤمن من خلال الآيات المعجزات وإنما لأنه اقتنع بوحى الله وحده وعامة الناس كذبوا بتلك المعجزات كما قال تعالى :
" وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
والاستثناء الوحيد هو قوم يونس (ص) الذين آمنوا عدا القلة الأولى نتيجة ما رأوه من الآيات كما قال تعالى :
"فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما أمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين"
ومن ثم لم ير أحد ممن فى عصر خاتم الأنبياء(ص) أى معجزات الوحيد الذى رأى هو النبى(ص)الذى رأى فى الإسراء وهو المعراج من آيات ربه الكبرى كما قال تعالى :
“سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا"
وقال :
"ولقد رءاه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى إذ يغشى السدرة ما يغشى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى"
ومن ثم كل المعجزات المروية فى كتب الحديث كاذبة فلم ير أحد غير النبى الأخير(ص) معجزة بعينه لأن كل ما يحكى رآه غيره
وحدثنا بو خبزة عن انقسام الكتاب المحدثين فى أمر تلك المعجزات إلى نوعين فقال :
"والملاحظ في هذا الصدد للباحث أن المعجزات تداولها اتجاهان متقابلان:
الأول: اتجاه سليم صالح نافع وهو اتجاه المحققين الناقدين المحدثين والإخباريين والفقهاء والأصوليين ويتجلى في نقد الروايات وفحصها ودرايتها وجمع ألفاظها وطرح الزائف وما لا يقوى على النقد منها طبق قواعد البحث العلمي ومبادئ النقد التاريخي الذي كان المسلمون السابقين إلى إرسائها وتقعيدها وتطبيقها في نقد الأخبار والآثار والرواة كما اعترف بذلك العدو قبل الصديق وترى نتائج مجهوداتهم في كتب الحديث التي يلتزم أصحابها الصحة كالصحيحين وبعض المسانيد ولا ينتفع في هذه الكتب إلا على ما يطمئن له القلب ويسكن إليه الضمير ويرتاح له الخاطر.
الثاني: اتجاه المتساهلين المغربين الجامعين لما دب ودرج وقام وقعد وهو عمل سقيم فاسد ضار وهو المسئول عن تعبيد الطريق أمام الدساسين المأجورين وفتح الفجوة في حصن الإيمان قبالة المتسللين المفسدين وغير مستغرب من هؤلاء أن يقول قائلهم إن المعجزات بلغ عددها ألفا فإن منهجهم في البحث وطريقة تأليفهم كفيلة بإبلاغها عدة آلاف، ما دامت قواعد العلم والبحث ملغاة من حسابهم، والعقل والتفكير محتقرا مطرحا في ميدانهم ويمثل هذا الاتجاه أمثال: ابن سبع السبتي، وجلال الدين السيوطي والقسطلاني والشامي، والحلبي، إلى دحلان، والنبهاني، وغيرهم، وعلى
كتب هؤلاء وأقوالهم اعتمدت شرذمة منكري المعجزات في التشويه والتضليل، تلك الشرذمة التي نبغ قرنها في مطلع هذا القرن من خلال الظلام الذي خيم على العالم الإسلامي ولبد جوه منبعثا من مداخن العقول الكافرة المادية التي واكبت مداخن التقدم والنهضة في أوربا الناقمة على الدين والمغراة بمحاربته مدفوعة بانحراف الكنيسة ورجالها الضالين المضلين
وتضم هذه الشرذمة أسماء لامعة لها وقع كبير ورنين بالغ في تاريخ يقظة العالم الإسلامي الحديث، أمثال:
جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ورشيد رضا، ومحمد فريد وجدي، وطنطاوي جوهري، ومحمد حسين هيكل، إلى محمود شلتوت، ومحمد المدني، وعبد الجليل عيسى، وغيرهم.
وقد تواصت هذه الجماعة بالقيام بهذه (المهمة) فلا تقع في كتاباتهم على معجزة نبوية متواترة سواء كانت واردة في القرآن أو صحت بها الأخبار إلا رأيتهم جاهدين في تأويلها تأويلا يكون إنكارها مرة واحدة أهون منه.
والعجب من أمر هؤلاء أن موقفهم يتغير تماما إذا تبنى القضية مستشرق ماكر ومبشر متلفع بمسوح العلم الحديث وسوابقهم في هذا الميدان مبثوثة في آثارهم المسمومة التي أضرت بالصغير والكبير وكان هدمها في جانب العقيدة أخطر من بنائها في نواحي الآداب والسياسة والاجتماع، ولا زال الناس يذكرون جنون فريد وجدي وطنطاوي جوهري بعلم استحضار الأرواح وافتتانهم بالروحية الحديثة – لعبة يهودية مكشوفة – حتى إذا ذكرت المعجزات أخذوا في رثاء العقل ونصرته على الخرافات والأساطير مما يزعمون ولم يتورع جوهري في تفسيره الذي سماه " الجواهر" أن يعلن تحسره على العقل المسكين المضطهد الذي يكلفونه ما لا يطيق ... يكلفونه الإيمان بوجود مولود دون أب (عيسى عليه السلام) هكذا يقول عالم معدود من كبار علماء المسلمين ومفسريهم في كتاب طبقت شهرته العالم وأهجت بتقريضه السنة لا تحصى وصحف لا تستقصى ولم يرتفع من بينها صوت واحد مسموع إلا همس خافت من بعض المغمورين وبوسائل لا أثر لها في مجال الإعلام والنشر، وهذا في مصر حيث الأزهر (حصن الإسلام الحصين)!!.
كما لا يزال ماثلا في أذهان الناس كلام مسئول تضمن المساس بأنبياء الله والسخرية بآياتهم التي ذكرها القرآن وأكدها، وذلك أمام ملأ من الأساتذة والعلماء الذين لم يتلطف واحد منهم في إرشاده وتذكيره بضروريات الدين.
وأخيرا – وليس آخر – ما تناقلته الصحف عن رئيس في إحدى دول المغرب العربي شن هجوما سافرا على كتاب الله تعالى ورسوله الكريم وسيرته العطرة ومعجزاته المستفيضة ردد فيه إنكاره بأسلوب أرعن ساخر والمضحك المبكي في أمر هؤلاء أن يتناقضوا فيسارعوا إلى الاحتفال بالمواسم الدينية وإحياء ذكرياتها كذكرى الإسراء والمعراج التي كثر الكلام فيها في السنوات الأخيرة كأن ذلك معاكسة اليهود المحتلين للمسجد الأقصى المعلنين عزمهم على إقامة هيكل سليمان مكانه فلعل السادة كفوا عن الإنكار- هذه الأيام – حياء وخجلا حتى إذا تمكنوا من العودة وانتصروا عادوا إلى (قواعدهم)."
وما قاله بوخبزة وهو :
أن الفريق المؤمن بالمعجزات فى الأحاديث هو من على الحق بينما الفريق الثانى ضال خطأ
والحقيقة التى بينتها فى أول النقد تبين أن كلا الفريقين مخالف لكتاب الله فالله منع الآيات وهى المعجزات عن كل البشرية فى عهد خاتم الأنبياء(ص) ما عدا النبى(ص) والتى رأى بعضها بنص كتاب الله فى الإسراء وهو نفسه ما يسمونه المعراج وهناك بعض لم يراه هو ولا غيره كما حدث فى المعجزة حيث نصره الله بجنود غير مرئية وفى هذا قال تعالى :
"إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها"
وأيضا فى غزوة الأحزاب نصره بجنود غير مرئية لم يراها لا هو ولا غيره من المؤمنين أو الكفار وفى هذا قال تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا "
وأنهى بو خبزة كتيبه بدعوة العلماء للدفاع عن دين الله فقال :
"إن علماء المسلمين ودعاتهم وغيوريهم مدعوون اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى الجهاد في سبيل الإسلام الذي تغزوه الأوبئة الفتاكة في عقر داره وتهدده الشرور الطاحنة من داخل مواقعه ولا أقول (حصونه) فليست هناك حصون ولا تحصين فهو بالعراء أعزل ... ومعزول رغم أنه الدين الكامل المرتضى والنظام الرباني المتكامل ولا حول ولا قوة إلا بالله"
قطعا المطلوب هو :
الدفاع عن دين الله الحقيقى وليس عقائد الناس التى معظمها مستمد من نصوص وضعها الكفار أو حرفها الكفار ونسبوها للرسول(ص) أو نسبوها للصحابة وهم جميعا أبرياء من تلك العقائد الضالة التى أصبحت موجودة بنسب مختلفة عند كل الفرق التى تظن أنها الفرقة الناجية مع أن معظم عقائد الفرق تكذب كلام الله تكذيبا واضحا لمن فكر
كل المسائل يجب الاحتكام فيها لنصوص القرآن وليس لأقوال بشر مهما بلغ عددهم وعدد المؤمنين بهم
ومصيبتنا فى الدين الحالى هو :
أنه أقوال بشر تركوا كتاب الله المتيقن منه إلى أحاديث هم بأنفسهم يقولون أنهم أحاديث ظنية لم تثبت نسبتها للنبى(ص) والصحابة
رضا البطاوى- المساهمات : 1555
تاريخ التسجيل : 21/08/2020
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتاب النظام من الإيمان
» قراءة فى كتاب زيارة النبي الأكرم (ص) في السنة النبوية
» قراءة فى كتاب هل المدائح النبوية من البدعة كما يدعي الوهابية؟
» نقد كتاب تنبيه أهل الإيمان إفك دعوى لبس الصحابة الصلبان في الفتوح
» نقد كتاب ثورة في السنة النبوية
» قراءة فى كتاب زيارة النبي الأكرم (ص) في السنة النبوية
» قراءة فى كتاب هل المدائح النبوية من البدعة كما يدعي الوهابية؟
» نقد كتاب تنبيه أهل الإيمان إفك دعوى لبس الصحابة الصلبان في الفتوح
» نقد كتاب ثورة في السنة النبوية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى