قراءة فى كتيب أطب مطعمك
صفحة 1 من اصل 1
قراءة فى كتيب أطب مطعمك
قراءة فى كتيب أطب مطعمك
مؤلف الكتيب أو المطوية علي بن محمد الدهامي وموضوع الكتيب هو الكسب الحلال وقد استهل الكتاب بمقدمة تحدث فيها عن انتشار عدم مبالاة الناس بأن يكون طعامهم من حلال أو حرام فقال :
"وبعد:
لا يخفى أننا في زمن فتحت فيه الدنيا على الناس، وكثرت تجاراتهم، وتعددت مكاسبهم، وكثرت صور البيوع التي حيرت الناس ولبست عليهم، وقد أخبر النبي أنه يأتي على الناس زمان ما يبالي الرجل من أين أصاب المال من حلال أو حرام. "
والرجل لم يذكر السبب الرئيسى فى تلك المشكلة وهى الحكومات التى تعطى الكثير لمن تريد وتقلل لمن تريد بدلا من العدالة فى توزيع المال فمعظم من اختلط حرامهم بحلالهم كما يقال سببه أن الحكومات فى المجتمعات الحالية منعت هؤلاء حقوقهم وهذا لا يمنع من وجود طائفة تتعمد أكل الحرام دون أن تكون محتاجة لإليه وهؤلاء هم من يدخلون النار وهم من يحتاج الكاتب للحديث عنهم وأما بقية الناس الفقراء والمحتاجين فهم يعملون قدر المستطاع على أن يكون كسبهم حلال ولكن الظروف لا تسمح للغالبية بذلك
وتحدث الرجل عن أن المسلم لا يتأثر بما علي الناس فقال :
ولكن من يسعى إلى اللحاق بركب النبي وصحبه لا يتأثر بما يتأثر به الناس، ولا يتابعهم فيما يخالفون فيه هدي رسول الله الذي لم يأكل التمرة؛ لأنه يخشى أن تكون من تمر الصدقة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: {أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة طعمة}"
الرواية لا تصح لأنها بالأربعة المذكورة تجعل الصلاة والصوم وعفة الفرج وغض البصر وآلاف من الأحكام ليست واجبة ولا مهمة فالمهم هو ألأربع وهو كلام لا يقوله النبى(ص) أبدا
وذكر حديث أخر وهو :
" وقال: {لا تستبطئوا الرزق، فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغ آخر رزق هو له، فأجملوا في الطلب: أخذ الحلال، وترك الحرام} [السلسلة الصحيحة:2607]
وقد قال: {إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، لأن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا [المؤمنون:51]، وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم [البقرة:172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمده يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك} [رواه مسلم]"
وحديث التغذية بالحرام لا يصح فمعظم الرسل(ص) تربوا فى أسر كافرة وتغذوا بالحرام طوال عقود وهم صغار وقطعا ليس الذنب على الآكل للحرام وهو صغير أو وهو جاهل وإنما الذنب على المطعم فالإنسان يدخل الجنة بعمله وأما الغذاء الحرام فهو لا يدخله النار إلا إذا كان مصرا عليه وهو من ضمن العمل
ونقل الرجل شرح ابن رجب للحديث فقال:
"قال ابن رجب في شرحه لهذا الحديث: (وفي هذا الحديث إشارة إلى أنه لا يقبل العمل ولا يزكو إلا بأكل الحلال، وأن أكل الحرام يفسد العمل، ويمنع قبوله، فإنه قال بعد تقريره {إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا} إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا، وقال: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم والمراد بهذا أن الرسل وأممهم مأمورون بالأكل من الطيبات التي هي الحلال، وبالعمل الصالح، فما دام الأكل حلالا فالعمل صالح مقبول، فإذا كان الأكل غير حلال فكيف يكون العمل مقبولا؟! وما ذكره بعد ذلك من الدعاء وأنه كيف يتقبل مع الحرام فهو مثال لاستبعاد قبول الأعمال مع التغذية بالحرام)."
وكما سبق القول الكسب الطيب يكون فى المجتمع المسلم وأما الكسب الطيب فى مجتمعات تحكم بغير شرع الله فلا يتحقق إلا قليلا وهو أمر اضطرارى مغفور كما قال تعالى:
" إلا ما اضطررتم إليه"
فمثلا الموظف التى تعطيه الدولة الحالية مرتب صغير وتعطى غيره وهو فى مثل مؤهله أو أقل من مؤهله كثيرا ليس سارق ولا يأكل حرام لو أخذ من مال الدولة شىء دون علم الأخرين ولم يضرهم حتى يسد ضروريات أسرته ولكن فقهائنا يعتبرونه لصا ويطالبونه بالرضا براتبه الذى لو ينفقه فى عدة أمور ضرورية ويبقى دون الشهر بلا نفقة والموظف الذى يعمل على توزيع طعام أو غيره على الناس ويحرم عليه القانون الوضعى أخذ شىء منه ليس لصا لو أخذ شىء منه لأنه يأخذ بعض حقه الذى سرقته الحكومات وهناك مقولة صحيحة تقول:
" لا تكمم فم الثور وهو يدرس الحنطة"
والمعنى من عمل فى شىء مباح له الأكل منه لسد جوعه وجوع أهله
وتحدث عمن حج بمال حرام أو صلى فى ثوب حرام فقال :
"وقد اختلف العلماء في حج من حج بمال حرام أو من صلى في ثوب حرام، هل يسقط عنه فرض الصلاة والحج بذلك؟ وفيه عن الإمام أحمد روايتان، وهذه الأحاديث المذكورة تدل على أنه لا يتقبل العمل مع مباشرة الحرام، لكن القبول قد يراد به الرضا بالعمل، ومدح فاعله، والثناء عليه بين الملائكة، والمباهاة به، وقد يراد به حصول الثواب والأجر عليه، وقد يراد به سقوط الفرض به من الذمة كما ورد أنه لا تقبل صلاة الآبق ولا المرأة التي زوجها عليها ساخط، ولا من أتى كاهنا، ولا من شرب الخمر أربعين يوما، والمراد والله أعلم نفي القبول بالمعنى الأول أو الثاني وهو المراد والله أعلم من قوله عز وجل: إنما يتقبل الله من المتقين [المائدة:27]، ولهذا كانت هذه الآية يشتد منها خوف السلف على نفوسهم، فخافوا أن لا يكونوا من المتقين الذين يتقبل منهم، وسئل أحمد عن معنى (المتقين) فيها فقال: (يتقي الأشياء فلا يقع فيما لا يحل له). وقال أبو عبدالله النباجي الزاهد رحمه الله: (خمس خصال بها تمام العمل: الإيمان بمعرفة الله عز وجل، ومعرفة الحق، واخلاص العمل لله، والعمل على السنة، وأكل الحلال، فإن فقدت واحدة لم يرتفع العمل، وذلك أنك إذا عرفت الله عز وجل ولم تعرف الحق لم تنتفع، وإن عرفت الحق ولم تعرف الله لم تنتفع، وان عرفت الله وعرفت الحق ولم تخلص العمل لم تنتفع، وان عرفت الله وعرفت الحق وأخلصت العمل ولم يكن على السنة لم تنتفع، وإن تمت الأربع ولم يكن الأكل منا حلال لم تنتفع)."
المال الحرام لغير الاضطرار كالحج هو حرام لكون الحج ليس واجبا إلا على المستطيع له وصاحب المال لحرام أو من أعطى مالا حراما لأدهك كى يحج وهو يعرف حجهم غير مقبول وأما ثوب الصلاة فلو كان لابسه أخذه لمواراة عورته لعدم وجود ملابس عنده إلا القليل فصلاته مقبولة وأما غير المضطر لذلك فصلاته غير مقبولة حتى يتوب ويعيد المال إلى أهله وكذلك الحاج بمال محرم
ثم قال ناقلا بعض أقوال الغير :
"وقال وهيب بن الورد: (لو قمت مقام هذه السارية لم ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل بطنك حلال أم حرام).
ويقول ميمون بن مهران: (لا يكون الرجل تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه وحتى يعلم من أين ملبسه، ومطعمه، ومشربه).
ويقول حذيفة المرعشي: (جماع الخير في حرفين: حل الكسرة، وإخلاص العمل لله).
ويقولى أبو حفص النيسابوري: (أحسن ما يتوسل به العبد إلى مولاه الافتقار إليه، وملازمة السنة، وطلب القوت من حله).
وقال يوسف بن أسباط: (إذا تعبد الشاب يقول إبليس: انظروا من أين مطعمه؟ فإن كان مطعمه مطعم سوء قال: دعوه لا تشتغلوا به، دعوه يجتهد وينصب، فقد كفاكم نفسه).
وقال سهل بن عبدالله: (من نظر في مطعمه دخل عليه الزهد من غير دعوى).
وسأل رجل سفيان الثوري عن فضل الصف الأول فقال: (انظر كسرتك التي تأكلها من أين تأكلها؟ وقم في الصف الأخير، وكأنه رحمه الله رأى من الرجل استهانة بهذا الأمر، فأحب أن ينبهه إليه؟ لأنه أهتم مما سأل عنه).
وقال إبراهيم بن أدهم: (ما أدرك من أدرك إلا من كان يعقل ما يدخل جوفه).
وقال يحيى بن معاذ: (الطاعة خزانة من خزائن الله إلا أن مفتاحها الدعاء، وأسنانه لقم الحلال). وقال ابن المبارك: (رد درهم من شبهة أحب إلي من أن أتصدق. بمائة ألف درهم ومائة ألف ومائة ألف حتى بلغ ستمائة ألف) وكان يحيى بن معين ينشد:
المال يذهب حله وحرامه *** يوما وتبقئ في غد آثامه
ليس التقي بمتق لألهه *** حتى يطيب شرابه وطعامه
ويطيب ما يحوي وتكسب كفه *** ويكون في حسن الحديث كلامه
نطق النبي لنا به عن ربه *** فعلى النبي صلاته وسلامه
لقد كانوا رحمة الله عليهم يؤكدون على هذا المعنى كثيرا حتى أن الفضيل رحمه الله لما أراد أن يعرف أهل السنة قال: (أهل السنة من عرف ما يدخل بطنه من حلال).
عن عائشة رضي الله عنها قالت: {كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة، إلا أني خدعته فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه}.
فاللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، واغننا بفضلك عمن سواك."
وهذه الأقوال تكون كما شرع الله فالمال لا يوصف بالحلال أو الحرام إلا حسب حل العمل أو حرمته وحسب المجتمع الذى يعيش فيه الكاسب
الحالة الوحيدة التى يصح فيها أكل الحرام فى المجتمعات التى لا تحكم بشرع الله هى حالة الاضطرار
وأما فى المجتمع المسلم فلا يحل للمسلم سوى الحلال
مؤلف الكتيب أو المطوية علي بن محمد الدهامي وموضوع الكتيب هو الكسب الحلال وقد استهل الكتاب بمقدمة تحدث فيها عن انتشار عدم مبالاة الناس بأن يكون طعامهم من حلال أو حرام فقال :
"وبعد:
لا يخفى أننا في زمن فتحت فيه الدنيا على الناس، وكثرت تجاراتهم، وتعددت مكاسبهم، وكثرت صور البيوع التي حيرت الناس ولبست عليهم، وقد أخبر النبي أنه يأتي على الناس زمان ما يبالي الرجل من أين أصاب المال من حلال أو حرام. "
والرجل لم يذكر السبب الرئيسى فى تلك المشكلة وهى الحكومات التى تعطى الكثير لمن تريد وتقلل لمن تريد بدلا من العدالة فى توزيع المال فمعظم من اختلط حرامهم بحلالهم كما يقال سببه أن الحكومات فى المجتمعات الحالية منعت هؤلاء حقوقهم وهذا لا يمنع من وجود طائفة تتعمد أكل الحرام دون أن تكون محتاجة لإليه وهؤلاء هم من يدخلون النار وهم من يحتاج الكاتب للحديث عنهم وأما بقية الناس الفقراء والمحتاجين فهم يعملون قدر المستطاع على أن يكون كسبهم حلال ولكن الظروف لا تسمح للغالبية بذلك
وتحدث الرجل عن أن المسلم لا يتأثر بما علي الناس فقال :
ولكن من يسعى إلى اللحاق بركب النبي وصحبه لا يتأثر بما يتأثر به الناس، ولا يتابعهم فيما يخالفون فيه هدي رسول الله الذي لم يأكل التمرة؛ لأنه يخشى أن تكون من تمر الصدقة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: {أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة طعمة}"
الرواية لا تصح لأنها بالأربعة المذكورة تجعل الصلاة والصوم وعفة الفرج وغض البصر وآلاف من الأحكام ليست واجبة ولا مهمة فالمهم هو ألأربع وهو كلام لا يقوله النبى(ص) أبدا
وذكر حديث أخر وهو :
" وقال: {لا تستبطئوا الرزق، فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغ آخر رزق هو له، فأجملوا في الطلب: أخذ الحلال، وترك الحرام} [السلسلة الصحيحة:2607]
وقد قال: {إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، لأن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا [المؤمنون:51]، وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم [البقرة:172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمده يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك} [رواه مسلم]"
وحديث التغذية بالحرام لا يصح فمعظم الرسل(ص) تربوا فى أسر كافرة وتغذوا بالحرام طوال عقود وهم صغار وقطعا ليس الذنب على الآكل للحرام وهو صغير أو وهو جاهل وإنما الذنب على المطعم فالإنسان يدخل الجنة بعمله وأما الغذاء الحرام فهو لا يدخله النار إلا إذا كان مصرا عليه وهو من ضمن العمل
ونقل الرجل شرح ابن رجب للحديث فقال:
"قال ابن رجب في شرحه لهذا الحديث: (وفي هذا الحديث إشارة إلى أنه لا يقبل العمل ولا يزكو إلا بأكل الحلال، وأن أكل الحرام يفسد العمل، ويمنع قبوله، فإنه قال بعد تقريره {إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا} إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا، وقال: يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم والمراد بهذا أن الرسل وأممهم مأمورون بالأكل من الطيبات التي هي الحلال، وبالعمل الصالح، فما دام الأكل حلالا فالعمل صالح مقبول، فإذا كان الأكل غير حلال فكيف يكون العمل مقبولا؟! وما ذكره بعد ذلك من الدعاء وأنه كيف يتقبل مع الحرام فهو مثال لاستبعاد قبول الأعمال مع التغذية بالحرام)."
وكما سبق القول الكسب الطيب يكون فى المجتمع المسلم وأما الكسب الطيب فى مجتمعات تحكم بغير شرع الله فلا يتحقق إلا قليلا وهو أمر اضطرارى مغفور كما قال تعالى:
" إلا ما اضطررتم إليه"
فمثلا الموظف التى تعطيه الدولة الحالية مرتب صغير وتعطى غيره وهو فى مثل مؤهله أو أقل من مؤهله كثيرا ليس سارق ولا يأكل حرام لو أخذ من مال الدولة شىء دون علم الأخرين ولم يضرهم حتى يسد ضروريات أسرته ولكن فقهائنا يعتبرونه لصا ويطالبونه بالرضا براتبه الذى لو ينفقه فى عدة أمور ضرورية ويبقى دون الشهر بلا نفقة والموظف الذى يعمل على توزيع طعام أو غيره على الناس ويحرم عليه القانون الوضعى أخذ شىء منه ليس لصا لو أخذ شىء منه لأنه يأخذ بعض حقه الذى سرقته الحكومات وهناك مقولة صحيحة تقول:
" لا تكمم فم الثور وهو يدرس الحنطة"
والمعنى من عمل فى شىء مباح له الأكل منه لسد جوعه وجوع أهله
وتحدث عمن حج بمال حرام أو صلى فى ثوب حرام فقال :
"وقد اختلف العلماء في حج من حج بمال حرام أو من صلى في ثوب حرام، هل يسقط عنه فرض الصلاة والحج بذلك؟ وفيه عن الإمام أحمد روايتان، وهذه الأحاديث المذكورة تدل على أنه لا يتقبل العمل مع مباشرة الحرام، لكن القبول قد يراد به الرضا بالعمل، ومدح فاعله، والثناء عليه بين الملائكة، والمباهاة به، وقد يراد به حصول الثواب والأجر عليه، وقد يراد به سقوط الفرض به من الذمة كما ورد أنه لا تقبل صلاة الآبق ولا المرأة التي زوجها عليها ساخط، ولا من أتى كاهنا، ولا من شرب الخمر أربعين يوما، والمراد والله أعلم نفي القبول بالمعنى الأول أو الثاني وهو المراد والله أعلم من قوله عز وجل: إنما يتقبل الله من المتقين [المائدة:27]، ولهذا كانت هذه الآية يشتد منها خوف السلف على نفوسهم، فخافوا أن لا يكونوا من المتقين الذين يتقبل منهم، وسئل أحمد عن معنى (المتقين) فيها فقال: (يتقي الأشياء فلا يقع فيما لا يحل له). وقال أبو عبدالله النباجي الزاهد رحمه الله: (خمس خصال بها تمام العمل: الإيمان بمعرفة الله عز وجل، ومعرفة الحق، واخلاص العمل لله، والعمل على السنة، وأكل الحلال، فإن فقدت واحدة لم يرتفع العمل، وذلك أنك إذا عرفت الله عز وجل ولم تعرف الحق لم تنتفع، وإن عرفت الحق ولم تعرف الله لم تنتفع، وان عرفت الله وعرفت الحق ولم تخلص العمل لم تنتفع، وان عرفت الله وعرفت الحق وأخلصت العمل ولم يكن على السنة لم تنتفع، وإن تمت الأربع ولم يكن الأكل منا حلال لم تنتفع)."
المال الحرام لغير الاضطرار كالحج هو حرام لكون الحج ليس واجبا إلا على المستطيع له وصاحب المال لحرام أو من أعطى مالا حراما لأدهك كى يحج وهو يعرف حجهم غير مقبول وأما ثوب الصلاة فلو كان لابسه أخذه لمواراة عورته لعدم وجود ملابس عنده إلا القليل فصلاته مقبولة وأما غير المضطر لذلك فصلاته غير مقبولة حتى يتوب ويعيد المال إلى أهله وكذلك الحاج بمال محرم
ثم قال ناقلا بعض أقوال الغير :
"وقال وهيب بن الورد: (لو قمت مقام هذه السارية لم ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل بطنك حلال أم حرام).
ويقول ميمون بن مهران: (لا يكون الرجل تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه وحتى يعلم من أين ملبسه، ومطعمه، ومشربه).
ويقول حذيفة المرعشي: (جماع الخير في حرفين: حل الكسرة، وإخلاص العمل لله).
ويقولى أبو حفص النيسابوري: (أحسن ما يتوسل به العبد إلى مولاه الافتقار إليه، وملازمة السنة، وطلب القوت من حله).
وقال يوسف بن أسباط: (إذا تعبد الشاب يقول إبليس: انظروا من أين مطعمه؟ فإن كان مطعمه مطعم سوء قال: دعوه لا تشتغلوا به، دعوه يجتهد وينصب، فقد كفاكم نفسه).
وقال سهل بن عبدالله: (من نظر في مطعمه دخل عليه الزهد من غير دعوى).
وسأل رجل سفيان الثوري عن فضل الصف الأول فقال: (انظر كسرتك التي تأكلها من أين تأكلها؟ وقم في الصف الأخير، وكأنه رحمه الله رأى من الرجل استهانة بهذا الأمر، فأحب أن ينبهه إليه؟ لأنه أهتم مما سأل عنه).
وقال إبراهيم بن أدهم: (ما أدرك من أدرك إلا من كان يعقل ما يدخل جوفه).
وقال يحيى بن معاذ: (الطاعة خزانة من خزائن الله إلا أن مفتاحها الدعاء، وأسنانه لقم الحلال). وقال ابن المبارك: (رد درهم من شبهة أحب إلي من أن أتصدق. بمائة ألف درهم ومائة ألف ومائة ألف حتى بلغ ستمائة ألف) وكان يحيى بن معين ينشد:
المال يذهب حله وحرامه *** يوما وتبقئ في غد آثامه
ليس التقي بمتق لألهه *** حتى يطيب شرابه وطعامه
ويطيب ما يحوي وتكسب كفه *** ويكون في حسن الحديث كلامه
نطق النبي لنا به عن ربه *** فعلى النبي صلاته وسلامه
لقد كانوا رحمة الله عليهم يؤكدون على هذا المعنى كثيرا حتى أن الفضيل رحمه الله لما أراد أن يعرف أهل السنة قال: (أهل السنة من عرف ما يدخل بطنه من حلال).
عن عائشة رضي الله عنها قالت: {كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة، إلا أني خدعته فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه}.
فاللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، واغننا بفضلك عمن سواك."
وهذه الأقوال تكون كما شرع الله فالمال لا يوصف بالحلال أو الحرام إلا حسب حل العمل أو حرمته وحسب المجتمع الذى يعيش فيه الكاسب
الحالة الوحيدة التى يصح فيها أكل الحرام فى المجتمعات التى لا تحكم بشرع الله هى حالة الاضطرار
وأما فى المجتمع المسلم فلا يحل للمسلم سوى الحلال
رضا البطاوى- المساهمات : 1546
تاريخ التسجيل : 21/08/2020
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتيب حين أكتب عن أمي
» قراءة فى كتيب كيف ترق قلوبنا؟
» قراءة فى كتيب إلإ الجنة
» قراءة فى كتيب ابتسم
» قراءة فى كتيب عالم السحر
» قراءة فى كتيب كيف ترق قلوبنا؟
» قراءة فى كتيب إلإ الجنة
» قراءة فى كتيب ابتسم
» قراءة فى كتيب عالم السحر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى