نقد كتاب التربية الإسلامية علم ثنائي المصدر
صفحة 1 من اصل 1
نقد كتاب التربية الإسلامية علم ثنائي المصدر
نقد كتاب التربية الإسلامية علم ثنائي المصدر
المؤلف صالح بن علي أبو عراد وهو يبحث عن مصادر التربية في الإسلام فيقول :
"وبعد :
فلابد للتربية من مصادر معينة تستقى منها ، وركائز ثابتة تعتمد عليها في بنائها ، وانطلاقا من كون التربية الإسلامية نابعة في الأصل من الدين الإسلامي الحنيف ؛ فإن مصادرها الأساسية هي نفس مصادر هذا الدين العظيم الذي ارتضاه الله تعالى للعالمين بقوله في محكم التنزيل :
{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ( سورة المائدة : الآية 3 ) .
والذي قال - سبحانه وتعالى - في شأنه : { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } ( سورة آل عمران : الآية 85 ) ."
وتحدث أبو عراد حول اختلاف المؤلفين حول مصادر التربية فقال :
"ولعل من يطالع كثيرا من الكتب والأبحاث والدراسات التربوية يجد أن هناك عدم اتفاق حول مصادر التربية الإسلامية كعلم من العلوم التي تندرج تحت مظلة العلوم التربوية ؛ فهناك من يسهب ويطنب في تعداد تلك المصادر ، وهناك من يوجز ويختصر . وما ذلك بطبيعة الحال إلا نتيجة لتباين الاجتهادات واختلاف وجهات النظر في هذا الشأن الذي لا يمكن القول بوجود نص قطعي الدلالة عليه ."
وبناء على هذا الاختلاف حاول أبو عراد أن يوفق بين وجهان نظر الباحثين في تلك المصادر فقال :
"من هنا ، فإنني سأحاول فيما يلي التوفيق بين وجهات النظر المختلفة في هذا الشأن ، والاجتهاد في تحديد مصادر التربية الإسلامية كعلم تربوي يعتمد على مصادر محددة يمكن أن نشير إليها فيما يلي :
= أولا ) القرآن الكريم :
وهو كتاب الله العظيم الذي أوحاه جل شأنه إلى نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - ليكون منهج حياة و دستور أمة . وهو المصدر الأول والرئيس لكل ما تحتاجه البشرية في مختلف المجالات العلمية ، وشتى الميادين المعرفية ، وفي كل جزئية من جزئيات حياتها مصداقا لقوله - جل جلاله - : { ما فرطنا في الكتاب من شيء } ( سورة الأنعام : من الآية 38 ) "
وكلام أبو عرد متناقض فهو يقول أن القرآن المصدر الأول والرئيسى بقوله" وهو المصدر الأول والرئيس "وهو ما معناه وجود مصدر ثانى أو ثالث وهو ما يناقض كون القرآن فيه تفصيل كل جزئية في قوله" وفي كل جزئية من جزئيات حياتها
وتحدث عن أن القرآن كتاب تربوى خطأ فقال :
"ويعد القرآن الكريم " أهم مصدر من مصادر بناء الإنسان المسلم ، لأنه نزل لهداية البشرية إلى ما فيه صلاح دنياهم وأخراهم " ( علي خليل أبو العينين ، 1408هـ ، ص 22 ) .
وعلى الرغم من كون القرآن الكريم المصدر الأول والرئيس للتربية الإسلامية ؛ إلا أنه من الخطأ أن يقال : إن القرآن الكريم كتاب تربوي ؛ إذ إن القرآن الكريم أعلى وأسمى ، وأجل وأشمل من أن يقتصر على علم أو مجال واحد أو يحصر فيه ؛ فهو منهج إلهي شامل ، ودستور رباني كامل لجميع المجالات العلمية ، والميادين المعرفية دينية كانت أو دنيوية ، وهو ما يؤكده أحد الباحثين المعاصرين في التربية الإسلامية بقوله :
" فالوحي هو الموضوع الأساسي لجميع العلوم ، بل إن الحضارة الإسلامية كلها إن هي إلا محاولة لعرض فكري منهجي لهذا الوحي ، ويتضح ذلك من أبنية العلوم نفسها " ( عبد الرحمن النقيب ، 1425هـ ، ص 120 ) "
وحكاية كون القرآن كتاب تربوى أو لا تعود للمعنى الذى يقصده كل مؤلف ولكن المعروف أن من اسماء الله في القرآن الرب بحسب ما يضاف إليه أو حتى بدون إضافة كما في كلمات كربنا وربكم ومن ثم يكون الرب مربيا وساعتها يصح القول أنه كتاب التربية لأنه لا تربية سوى تربية الله
وتحدث عن كون القرآن مقياس لكل شىء فقال :
"وليس هذا فحسب ؛ فإن من أبرز ميزات القرآن الكريم التي لا يشاركه فيها غيره من المصادر الأخرى ؛ أنه يعد مصدرا ومقياسا لغيره " فليس القرآن الكريم مجرد مصدر من المصادر ؛ بل هو المصدر المقياس لكل تفكير يراد وصفه بأنه إسلامي ، مثلما أنه المصدر والمقياس لكل تشريع واستنباط فقهي ، وذلك بالإضافة إلى كونه المنبع الأساسي لكل وجهة نظر إسلامية . وكونه المقياس يعني أنه المقياس الوحيد ، وإذا كان ثمة من مصادر أخرى فما هي إلا بيان له ، أو تفصيل لمقتضيات نصوصه ودلالاتها . فهو مشكاة هذه المصادر ، وهو مبدؤها ، وإليه تعود " ( عبد القادر هاشم رمزي ، 1404هـ ، ص 39 ) .
وانطلاقا من ذلك الشمول فقد كان للقرآن الكريم أثر كبير وواضح في تربية الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام ؛ الذين تربوا في ضوء منهجه الرباني ، وتتلمذوا على معاني آياته الكريمة ؛ فنالوا به الشرف العظيم ، والمنزلة الرفيعة التي جعلتهم قادة للبشر بعد أن كانوا عبادا للحجر ، وحولتهم إلى زعماء للأمم بعد أن كانوا رعاة للغنم . وما ذلك إلا لشدة تعلقهم وعظيم تأثرهم - رضوان الله عليهم - بالقرآن الكريم ، وحرصهم على الالتزام بمنهجه ، والتخلق بأخلاقه ، والعمل بأوامره ، والبعد عن نواهيه ."
والغريب أن أبو عاد رفض تسمية القرآن كتابي تربوى بقوله في فقرة سابقة " إلا أنه من الخطأ أن يقال : إن القرآن الكريم كتاب تربوي" إلا أنه جعله الكتاب وهو المنهج الذى تربى عليه المسلمون فقال في الفقرة السابقة"وواضح في تربية الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام ؛ الذين تربوا في ضوء منهجه الرباني ، وتتلمذوا على معاني آياته الكريمة"
وعاد لتكرار ما قاله سابقا عن كون القرآن المصدر الأول والرئيسى فقال :
"ولهذا فليس غريبا أن يكون " للقرآن وقع عظيم ، وأثر بالغ في نفوس المسلمين ، حتى [ أنه ] شغلهم عن الشعر ، وكانوا من أشد الناس تعلقا به ، وعن الحكم والكهانة ، وأخبار الفروسية ، وأخبار العرب في جاهليتهم " ( عبد الرحمن النحلاوي ، 1403هـ ، ص 22 ) .
كما أنه ليس غريبا أن يكون القرآن الكريم المصدر الأول و الرئيس للتربية الإسلامية ، والمحور الذي تتمركز حوله العملية التربوية عند المسلمين ، فقد قال الله تعالى في شأنه : { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } ( سورة الإسراء : من الآية 9 ) .
وقال سبحانه وتعالى في وصفه : { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } ( سورة فصلت : الآية 42 ) . فكان لابد للتربية الإسلامية أن تستمد منه أسسها الراسخة ، و أهدافها السامية ، ومبادئها الخالدة ، وقيمها النبيلة ، وتعاليمها الربانية ، وتوجيهاتها السديدة التي تكفل إعداد الإنسان المسلم الصالح في كل جوانب حياته ، وإقامة المجتمع المسلم المثالي في كل شأن من شؤونه ، وكل جزئية من جزئياته " فهي لا تقتصر على المسجد أو المعهد ، ولا تختص بالعبادة دون السلوك ، أو تهتم بالفرد وتترك المجتمع ، أو تعنى بالعقيدة و تهمل العمل ، إنما تشمل كل جوانب النفس ، وتعمل في كل ميادين الحياة . وعلى أساس هذا الشمول يقوم منهج القرآن في التربية " ( محمد شديد ، د . ت ، ص 7 ) .…"
ورغم أنه قال في فقرة سابقة أن القرآن فيه تفصيل كل جزئية في الحياة وهو قوله " وفي كل جزئية من جزئيات حياتها " إلا أن عاد فجعل السنة المصدر الثانى رغم أن الأول شمل كل شىء فلا حاجة معه لغيره فقال :
" ثانيا ) السنة النبوية المطهرة :
هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي لكونها جاءت وحيا من الله - سبحانه وتعالى - ، أجراه على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - . قال سبحانه وتعالى : { وما ينطق عن الهوى - إن هو إلا وحي يوحى - علمه شديد القوى } ( سورة النجم : الآيات 3 - 5 ) .
وقال تعالى : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب } ( سورة الحشر : من الآية 7 ) .
…والسنة في اللغة العربية تعني " الطريقة ؛ مرضية كانت أو غير مرضية ؛ وفي الشريعة هي الطريقة المسلوكة في الدين من غير افتراض ولا وجوب " ( علي بن محمد الجرجاني ، 1408هـ ، ص 122) .
…وقد تعرف السنة بأنها " ما أثر عن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير " ( مصطفى السباعي ، 1398هـ ، ص 47 ) .
والمعنى أن السنة في المجال التربوي تعني الطريقة ، أو الأسلوب ، أو المنهاج التفصيلي ، أو الكيفية التي تبين و تفصل كل جزئية في حياة الإنسان و المجتمع المسلم .
وحيث إن شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم - تمثل و تجسد تعاليم وتربية الإسلام قولا وأداء وتعاملا في مختلف شؤون حياته من عبادات ومعاملات ؛ سواء أكان ذلك الأداء قوليا ، أو فعليا ، أو موافقة منه - صلى الله عليه وسلم - لما صدر عن بعض أصحابه - رضوان الله عليهم - من الأقوال أو الأفعال ؛ فإن هذا يعني أنه - صلى الله عليه وسلم - بمثابة " المثال الإنساني المتفرد ، الذي يعتبر اتباعه والتأسي به جزءا أساسيا من التكليف الإلهي المتكامل الوارد في الكتاب والسنة ، سواء أثناء بعثته ، أو بعد موته ، وإلى يوم القيامة .. وهو المثال الذي ينبغي أن يحتذى في كل ما ثبت أنه فعله ، أو قاله ، أو قرره ، دون أن يطمح أحد في بلوغ مرتبته سواء في الأداء ، أو في الإحسان ، أو في الثواب " ( عبد القادر هاشم رمزي ، 1404هـ ، ص 58 ) .
…وعلى الرغم من أن للسنة النبوية وظائف كثيرة ومنافع عظيمة في حياة الفرد والجماعة ، إلا أن من أبرز وظائفها العمل على إيضاح وبيان وتفسير ما جاء في آيات القرآن الكريم من أحكام وتشريعات في مختلف المجالات والميادين ؛ وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى : { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون } ( سورة النحل : من الآية 44 ) . إضافة إلى أن السنة النبوية مجال واسع وخصب لاستنباط التشريعات ، والآداب ، والضوابط ، والدروس والتوجيهات التي يحتاج إليها الناس في المواقف والأحوال المختلفة ."
هذا الكلام على السنة غير مفيد في شىء لأن السنة غير متفق عليها فما يصدقه أهل مذهب غير ما يصدقه أهل المذهب الأخر فهناك أحاديث يكذبها أهل السنة عند الشيعة وهناك أحاديث عند الشيعة يكذبها السنة وحتى داخل المذهب الواحد نجد أن ما يصدقه الحنابلة غير ما يصدقه الحنفية غير ما يصدقه المالكية غير ما يصدقه الشافعية وحتى داخل كل مذهب داخل المذهب الواحد نجد أن ما يصدقه صاحب المذهب غير ما يصدقه تلاميذه
ومن أراد دليلا على هذا الاختلاف فليراجع كتب الجرح والتعديل فسيجد أن فلان وثق علان وفلان أخر كذبه أو جرحه
ومن ثم لا يوجد شىء متفق عليه بين الكل اسمه السنة النبوية فالمتفق عليه قليل جدا ومن ثم وجب أن نستبعد كل مختلف فيه
وتحدث عن فوائد السنة في المجال التربوى فقال :
"وهذا يعني أن " للسنة النبوية في المجال التربوي فائدتين عظيمتين :
أ - إيضاح المنهج التربوي الإسلامي المتكامل الوارد في القرآن الكريم ؛ وبيان التفاصيل التي لم ترد في القرآن الكريم ."
بالقطع لو راجع أبو عراد كتب الحديث فلن يجد أكثر من عشرين حديثا تفسر بعض كلمات القرآن عن النبى(ص) بغض النظر عن وجهات النظر في صحتها وبطلانها عند المحدثين ومن ثم فتعبير أن السنة شارحة للقرآن تعبير مخادع بالفعل
ثم قال :
"ب - استنباط أسلوب تربوي من حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه ، ومعاملته الأولاد ، وغرسه الإيمان في النفوس " (عبد الرحمن النحلاوي ، 1403هـ ، ص 25 ) .
ويأتي استنباط المنهج التربوي من حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - على اعتبار أنه المربي والمعلم والقدوة الذي اصطفاه الله - جل جلاله - من عباده لأداء رسالته إليهم ، وتبليغهم إياها قولا وعملا . ومن ثم تربيتهم وتعليمهم في ضوئها تربية إسلامية صحيحة ليخرجهم من الظلمات إلى النور . قال جل من قائل : { هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } ( سورة الجمعة : الآية 2 ) .
وهذا يعني أن شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم - هي الشخصية الوحيدة التي ينبغي للمسلم أن يقتدي بها في أي زمان ومكان ، وأن يعتبرها الأسوة الحسنة له في كل شأنه ، والمثل الأعلى الوحيد له في حياته ، تنفيذا لقوله - سبحانه وتعالى - : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } ( سورة الأحزاب : من الآية 21 ) .
ولأن شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ هي الشخصية الإنسانية المثالية التي يجد فيها الإنسان " مربيا عظيما ذا أسلوب تربوي فذ ، يراعي حاجات الطفولة ، وطبيعتها ، ويأمر بمخاطبة الناس على قدر عقولهم ، أي يراعي الفروق الفردية بينهم ، كما يراعي مواهبهم واستعداداتهم وطبائعهم ، يراعي في المرأة أنوثتها ، وفي الرجل رجولته ، وفي الكهل كهولته ، وفي الطفل طفولته ، ويلتمس دوافعهم الغريزية ؛ فيجود بالمال لمن يحب المال حتى يتألف قلبه ، ويقرب إليه من يحب المكانة لأنه في قومه ذو مكانة ، وهو من خلال ذلك كله يدعوهم إلى الله و إلى تطبيق شريعته ، لتكميل فطرتهم ، وتهذيب نفوسهم شيئا فشيئا ، وتوحيد نوازعهم وقلوبهم ، وتوجيه طاقاتهم وحسن استغلالها للخير والسمو " (عبد الرحمن النحلاوي ، 1403هـ ، ص ص 25- 26 ) .
من ذلك كله ؛ يمكن القول : إن السنة النبوية المطهرة بما ثبت فيها من أقوال ، وأفعال ، و تقريرات نبوية كريمة تعد مصدرا رئيسا من مصادر التربية الإسلامية ، لكونها المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام ، ولأنها بمثابة الجانب التطبيقي أو الميداني لما جاء في القرآن الكريم من أصول ، ومبادئ ، ومفاهيم تربوية رئيسة ، ولكون شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم - تعد بحق خير أنموذج بشري فردي لهذا التطبيق ، كما أن الصحابة -رضوان الله عليهم -كانوا أفضل أنموذج بشري مجتمعي لما يجب أن يكون عليه المجتمع الإنساني .
وانطلاقا من ذلك فقد تنبه علماء الأمة إلى هذا الجانب الهام ، فقام الكثير منهم بمحاولة تصنيف الأحاديث النبوية ، وجمع ما كان له علاقة بالجانب التربوي في عدد من الكتب والمؤلفات التي تتحدث عن بعض الملامح والتوجيهات والدروس المستفادة من هدي التربية النبوية ، ومنهجها العظيم ، وأهدافها السامية ، وأساليبها المتعددة في جوانب مختلفة من الحياة .
وليس هذا فحسب ؛ فهناك كثير من الدراسات والاجتهادات التي ركزت على المضامين ، والمفاهيم ، و الأبعاد ، والآداب ، والدروس التربوية النبوية؛ فكتبت الكتب ، وألفت المؤلفات ، وأعدت الدراسات المتنوعة التي توضح بما لا شك فيه أن السنة النبوية المطهرة مصدر تربوي رئيس وزاخر بالكثير من المبادئ ، والقيم ، والأهداف ، والأساليب ، والمضامين ، والدروس ذات العلاقة بحياة الإنسان والمجتمع المسلم "
وأما ما يمكن الاستعانة به من الأحاديث في العملية التربوية وغالبا يقصد به العملية التعليمية فأحاديث معدودة كحديث خطه لخط مستقيم وخطوط حوله كشرح لوضع الإسلام والأديان الأخرى منه
وحدثنا عن مصدر ثالث وهو تراث السلف الصالح فقال:
"وكما أن للتربية مصادر أساسية يتفق الجميع عليها ، ولا يختلفون في أهميتها للعملية التربوية في الإسلام ، وتتمثل في القرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة؛ فإن هناك مصادر أخرى تأتي تابعة للمصدرين الرئيسيين السابقين ، وهي :
= ثالثا ) تراث ومنهج السلف الصالح :
ويقصد بهذا التراث والمنهج مجموع الآراء ، والأفكار ، والاجتهادات ، والنظريات ، والتطبيقات والممارسات التربوية التي صدرت عن المهتمين بالجانب التربوي من العلماء ، والفقهاء ، والمربين ، والمفكرين المسلمين عبر عصور الحضارة الإسلامية ؛ على اعتبار أن " التراث الإسلامي هو ما ورثناه عن آبائنا من عقيدة وثقافة ، وقيم ، وآداب ، وفنون ، وصناعات ، وسائر المنجزات الأخرى المعنوية والمادية " ( أكرم ضياء العمري ، 1406هـ ، ص 27 ) .
ونظرا لأن مجموع هذا التراث أو ما يمكن أن يسمى بالموروث الثقافي لا يخرج عن كونه اجتهادات بشرية أملتها الكثير من الظروف والعوامل المختلفة ؛ فإن علينا ألا نقبل بكل ما جاء في هذا التراث على إطلاقه ؛ وإن نخضعه للنظر والتحقيق والدراسة ، فما كان منه صالحا ومتفقا مع كتاب الله العظيم ، وسنة رسوله الكريم ، عليه أفضل الصلاة والتسليم ؛ قبلناه وأخذناه وعملنا به ، وما كان مخالفا لهما تركناه ورفضناه ؛ وهو ما يشير إليه أحد الباحثين بقوله :
" فآراء هؤلاء جميعا [ أي علماء السلف ] تمثل اجتهادات في تفسير الإسلام وتوجيهاته في بناء الإنسان ، لهم عليها الأجر من الله ، وعلينا واجب النظر والتحقيق" ( يوسف عبد المعطي ، 1415هـ ، ص 37 ) .
والمعنى أن مجموع كتابات ومؤلفات المسلمين التي تشير إلى بعض الأفكار ، والآراء ، والمضامين ، والتوجيهات ، والدروس التربوية تعد مصدرا غنيا من مصادر التربية الإسلامية ؛ نظرا لما لها من قيمة علمية ، ولكونها صدرت عن علماء مسلمين كان لهم فضل الاجتهاد في ظروف و أزمنة مختلفة تلبية لحاجات المجتمع ، وتفاعلا مع أوضاعه المختلفة ؛ إضافة إلى " أن الإسهام الإسلامي عبر العصور فيه اجتهاد متعدد في شتى مجالات التربية ، والعودة إلى التراث التربوي الإسلامي ليس من أجل الأخذ به كمسلمات ، ولكن للاستفادة [ منه ] في كيفية فهمهم للنص الإسلامي ، وكيفية تطبيقهم لهذا النص على عصرهم وظروفهم ، أي أنها عودة للاستئناس والاسترشاد وليست عودة للتطبيق الأعمى أو الأخذ الحرفي ؛ فلكل عصر رجاله ، ولكل عصر اجتهاداته التربوية " ( عبد الرحمن النقيب ومنى السالوس ، 1420هـ ، ص 19 ) .
…وعلى الرغم من أن هناك تراثا علميا وثقافيا ضخما لسلفنا الصالح في مختلف ميادين العلوم التربوية على وجه الخصوص؛ إلا إن من أبرز الكتابات فيها ما يلي :
= آداب المعلمين والمتعلمين لمحمد بن سحنون التنوخي .
= سياسة الصبيان وتدبيرهم لأحمد بن إبراهيم المعروف بابن الجزار القيرواني .
= تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق لأحمد بن محمد المعروف بابن مسكويه .
= جامع بيان العلم وفضله ليوسف بن عبد البر.
= الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي .
= تعليم المتعلم طريق التعلم لبرهان الإسلام الزرنوجي .
= تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم لبدر الدين بن جماعة .
= الرسالة المفصلة لأحكام المعلمين والمتعلمين لأبي الحسن علي بن محمد القابسي .
= أدب الإملاء و الاستملاء لعبد الكريم بن محمد السمعاني .
= أخلاق العلماء لأبي بكر الآجري .
= أدب الطلب ومنتهى الأرب لمحمد بن علي الشوكاني ."
وهذا الكلام عن كون تراث السلف مصدر هو وهم لأنهم يخطئون ويصيبون ومن ثم لا يمكن أن يكون مصدرا لأن المصدر لابد أن يكون صائبا صحيحا فقط وهو الوحى المنزل
وتحدث عن اعتبار البعض القرآن وكتب الأحاديث تراثا فقال مخطئا إياهم :
"وهنا تجدر الإشارة إلى أن هناك مفهوما خاطئا عند بعض الباحثين والكتاب في الميدان التربوي ؛ حيث إن منهم من يرى أن القرآن الكريم والسنة المطهرة يعدان من التراث الإسلامي وهذا غير صحيح أبدا ؛ لأنهما غير موروثين من زمن لزمن ، ولا من جيل لجيل ، ولكنهما جاءا لكل زمان ومكان . يضاف إلى ذلك أن لفظة التراث كثيرا ما تطلق على القديم البالي ؛ وهو ما لا ينطبق على القرآن الكريم والسنة النبوية فهما متجددان تجدد الليل والنهار ؛ ولا يمكن أبدا إخضاعهما للمقاييس البشرية من حيث الانتقاء والاختيار ، والقدم والجدة "
وكلام ابو عراد يخالف كتاب الله حيث اعتبر الله الكتاب ورثا للناس فقال :
" ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات "
وتحدث عن وجود مصدر رابع وهو ما صح من الفكر التربوى فقال:
" رابعا ) الصالح من الفكر التربوي القديم و الحديث :
…ويقصد بذلك مجموع الدراسات ، والأبحاث ، والملاحظات العلمية ، والطروحات الفكرية التربوية القديمة أو المعاصرة التي يمكن الإفادة منها في معالجة القضايا والمشكلات التربوية المختلفة ، ولاسيما أن المجال التربوي يعد متطورا ومتجددا ، وغير ثابت أو مستقر ؛ فكان لا بد من الانفتاح المنضبط والإيجابي على مختلف المعطيات الحضارية القديمة أو المعاصرة شرقية كانت أو غربية ؛ للإفادة مما وصل إليه التقدم العلمي والحضاري في مختلف المجالات والميادين ، مع مراعاة أن تتم الإفادة من الجانب الإيجابي فيها ، والذي لا يتعارض بأي حال مع ثوابتنا الشرعية وتعاليم ديننا السمحة . وإلى هذا يشير أحد المهتمين بقوله :
" ورجوع المجتمع المسلم إلى مصدر الدين في تحديد فلسفته وأهدافه التربوية ، لا يمنعه من الرجوع إلى المصادر الفردية والاجتماعية والعلمية التي تذكرها عادة كتب التربية الحديثة في معرض حديثها عن مصادر الأهداف التربوية ، والتي تتمثل عادة في ما كشفت عنه الدراسات والأبحاث والملاحظات العلمية من حاجات جسمية و عقلية و روحية و نفسية و اجتماعية للفرد " ( عمر محمد التومي الشيباني ، 1395هـ ، ص 305 ) ."
وهذا الكلام مخالف لكتاب الله الكامل الذى بين كل شىء كما قال تعالى:
" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء"
فإذا كان فيه حكم كل شىء فما حاجتنا لمصدر غيره ؟
ولخص المصادر فقال في الخلاصة:
" والخلاصة ؛
أن التربية الإسلامية كعلم تربوي ، تعد من جهة التصنيف علم ثنائي المصدر ؛ لأنها تجمع بين العلوم والمصادر الشرعية الإسلامية من جهة ، والعلوم والمصادر التربوية من جهة أخرى . وهي بذلك متميزة ومنفردة عن غيرها من أنواع التربية الأخرى التي جرت العادة أن تعتمد في مصادرها على فلسفات ، أو نظريات ، أو مذاهب ، أو أفكار ، أو نحو ذلك من الاجتهادات و الآراء البشرية المختلفة .
وبذلك يمكن القول : إن مصادر التربية الإسلامية تنقسم إلى قسمين رئيسيين هما :
1) المصادر الأصلية ( الإلهية ) : وتتمثل في آيات القرآن الكريم ، وأحاديث السنة النبوية الثابتة التي تشترك جميعها في كونها جاءت وحيا من الله الخالق سبحانه . وهي مصادر أساسية لا يمكن أن تتحقق التربية الإسلامية الصحيحة أو تقوم بدونها .
2) المصادر الفرعية ( البشرية ) : وتشمل مجموع تراث ومنهج السلف الصالح لهذه الأمة ، وما فيه من اجتهادات ، وآراء ، وأفكار ، وتطبيقات تربوية لعلماء ، وفقهاء ، ومفكري المسلمين في الماضي والحاضر ؛ إضافة إلى مجموع الدراسات ، والأبحاث ، والملاحظات العلمية المعاصرة التي تعنى بالجانب التربوي وقضاياه المختلفة ؛ شريطة ألا يؤخذ من هذه المصادر إلا ما كان صحيحا ، وصالحا ، وإيجابيا ، وغير متعارض مع ما جاء في المصادر الأصلية المتمثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ."
وقطعا لا وجود سوى لمصدر واحد هو وحى الله
المؤلف صالح بن علي أبو عراد وهو يبحث عن مصادر التربية في الإسلام فيقول :
"وبعد :
فلابد للتربية من مصادر معينة تستقى منها ، وركائز ثابتة تعتمد عليها في بنائها ، وانطلاقا من كون التربية الإسلامية نابعة في الأصل من الدين الإسلامي الحنيف ؛ فإن مصادرها الأساسية هي نفس مصادر هذا الدين العظيم الذي ارتضاه الله تعالى للعالمين بقوله في محكم التنزيل :
{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } ( سورة المائدة : الآية 3 ) .
والذي قال - سبحانه وتعالى - في شأنه : { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } ( سورة آل عمران : الآية 85 ) ."
وتحدث أبو عراد حول اختلاف المؤلفين حول مصادر التربية فقال :
"ولعل من يطالع كثيرا من الكتب والأبحاث والدراسات التربوية يجد أن هناك عدم اتفاق حول مصادر التربية الإسلامية كعلم من العلوم التي تندرج تحت مظلة العلوم التربوية ؛ فهناك من يسهب ويطنب في تعداد تلك المصادر ، وهناك من يوجز ويختصر . وما ذلك بطبيعة الحال إلا نتيجة لتباين الاجتهادات واختلاف وجهات النظر في هذا الشأن الذي لا يمكن القول بوجود نص قطعي الدلالة عليه ."
وبناء على هذا الاختلاف حاول أبو عراد أن يوفق بين وجهان نظر الباحثين في تلك المصادر فقال :
"من هنا ، فإنني سأحاول فيما يلي التوفيق بين وجهات النظر المختلفة في هذا الشأن ، والاجتهاد في تحديد مصادر التربية الإسلامية كعلم تربوي يعتمد على مصادر محددة يمكن أن نشير إليها فيما يلي :
= أولا ) القرآن الكريم :
وهو كتاب الله العظيم الذي أوحاه جل شأنه إلى نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - ليكون منهج حياة و دستور أمة . وهو المصدر الأول والرئيس لكل ما تحتاجه البشرية في مختلف المجالات العلمية ، وشتى الميادين المعرفية ، وفي كل جزئية من جزئيات حياتها مصداقا لقوله - جل جلاله - : { ما فرطنا في الكتاب من شيء } ( سورة الأنعام : من الآية 38 ) "
وكلام أبو عرد متناقض فهو يقول أن القرآن المصدر الأول والرئيسى بقوله" وهو المصدر الأول والرئيس "وهو ما معناه وجود مصدر ثانى أو ثالث وهو ما يناقض كون القرآن فيه تفصيل كل جزئية في قوله" وفي كل جزئية من جزئيات حياتها
وتحدث عن أن القرآن كتاب تربوى خطأ فقال :
"ويعد القرآن الكريم " أهم مصدر من مصادر بناء الإنسان المسلم ، لأنه نزل لهداية البشرية إلى ما فيه صلاح دنياهم وأخراهم " ( علي خليل أبو العينين ، 1408هـ ، ص 22 ) .
وعلى الرغم من كون القرآن الكريم المصدر الأول والرئيس للتربية الإسلامية ؛ إلا أنه من الخطأ أن يقال : إن القرآن الكريم كتاب تربوي ؛ إذ إن القرآن الكريم أعلى وأسمى ، وأجل وأشمل من أن يقتصر على علم أو مجال واحد أو يحصر فيه ؛ فهو منهج إلهي شامل ، ودستور رباني كامل لجميع المجالات العلمية ، والميادين المعرفية دينية كانت أو دنيوية ، وهو ما يؤكده أحد الباحثين المعاصرين في التربية الإسلامية بقوله :
" فالوحي هو الموضوع الأساسي لجميع العلوم ، بل إن الحضارة الإسلامية كلها إن هي إلا محاولة لعرض فكري منهجي لهذا الوحي ، ويتضح ذلك من أبنية العلوم نفسها " ( عبد الرحمن النقيب ، 1425هـ ، ص 120 ) "
وحكاية كون القرآن كتاب تربوى أو لا تعود للمعنى الذى يقصده كل مؤلف ولكن المعروف أن من اسماء الله في القرآن الرب بحسب ما يضاف إليه أو حتى بدون إضافة كما في كلمات كربنا وربكم ومن ثم يكون الرب مربيا وساعتها يصح القول أنه كتاب التربية لأنه لا تربية سوى تربية الله
وتحدث عن كون القرآن مقياس لكل شىء فقال :
"وليس هذا فحسب ؛ فإن من أبرز ميزات القرآن الكريم التي لا يشاركه فيها غيره من المصادر الأخرى ؛ أنه يعد مصدرا ومقياسا لغيره " فليس القرآن الكريم مجرد مصدر من المصادر ؛ بل هو المصدر المقياس لكل تفكير يراد وصفه بأنه إسلامي ، مثلما أنه المصدر والمقياس لكل تشريع واستنباط فقهي ، وذلك بالإضافة إلى كونه المنبع الأساسي لكل وجهة نظر إسلامية . وكونه المقياس يعني أنه المقياس الوحيد ، وإذا كان ثمة من مصادر أخرى فما هي إلا بيان له ، أو تفصيل لمقتضيات نصوصه ودلالاتها . فهو مشكاة هذه المصادر ، وهو مبدؤها ، وإليه تعود " ( عبد القادر هاشم رمزي ، 1404هـ ، ص 39 ) .
وانطلاقا من ذلك الشمول فقد كان للقرآن الكريم أثر كبير وواضح في تربية الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام ؛ الذين تربوا في ضوء منهجه الرباني ، وتتلمذوا على معاني آياته الكريمة ؛ فنالوا به الشرف العظيم ، والمنزلة الرفيعة التي جعلتهم قادة للبشر بعد أن كانوا عبادا للحجر ، وحولتهم إلى زعماء للأمم بعد أن كانوا رعاة للغنم . وما ذلك إلا لشدة تعلقهم وعظيم تأثرهم - رضوان الله عليهم - بالقرآن الكريم ، وحرصهم على الالتزام بمنهجه ، والتخلق بأخلاقه ، والعمل بأوامره ، والبعد عن نواهيه ."
والغريب أن أبو عاد رفض تسمية القرآن كتابي تربوى بقوله في فقرة سابقة " إلا أنه من الخطأ أن يقال : إن القرآن الكريم كتاب تربوي" إلا أنه جعله الكتاب وهو المنهج الذى تربى عليه المسلمون فقال في الفقرة السابقة"وواضح في تربية الرسول - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام ؛ الذين تربوا في ضوء منهجه الرباني ، وتتلمذوا على معاني آياته الكريمة"
وعاد لتكرار ما قاله سابقا عن كون القرآن المصدر الأول والرئيسى فقال :
"ولهذا فليس غريبا أن يكون " للقرآن وقع عظيم ، وأثر بالغ في نفوس المسلمين ، حتى [ أنه ] شغلهم عن الشعر ، وكانوا من أشد الناس تعلقا به ، وعن الحكم والكهانة ، وأخبار الفروسية ، وأخبار العرب في جاهليتهم " ( عبد الرحمن النحلاوي ، 1403هـ ، ص 22 ) .
كما أنه ليس غريبا أن يكون القرآن الكريم المصدر الأول و الرئيس للتربية الإسلامية ، والمحور الذي تتمركز حوله العملية التربوية عند المسلمين ، فقد قال الله تعالى في شأنه : { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } ( سورة الإسراء : من الآية 9 ) .
وقال سبحانه وتعالى في وصفه : { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } ( سورة فصلت : الآية 42 ) . فكان لابد للتربية الإسلامية أن تستمد منه أسسها الراسخة ، و أهدافها السامية ، ومبادئها الخالدة ، وقيمها النبيلة ، وتعاليمها الربانية ، وتوجيهاتها السديدة التي تكفل إعداد الإنسان المسلم الصالح في كل جوانب حياته ، وإقامة المجتمع المسلم المثالي في كل شأن من شؤونه ، وكل جزئية من جزئياته " فهي لا تقتصر على المسجد أو المعهد ، ولا تختص بالعبادة دون السلوك ، أو تهتم بالفرد وتترك المجتمع ، أو تعنى بالعقيدة و تهمل العمل ، إنما تشمل كل جوانب النفس ، وتعمل في كل ميادين الحياة . وعلى أساس هذا الشمول يقوم منهج القرآن في التربية " ( محمد شديد ، د . ت ، ص 7 ) .…"
ورغم أنه قال في فقرة سابقة أن القرآن فيه تفصيل كل جزئية في الحياة وهو قوله " وفي كل جزئية من جزئيات حياتها " إلا أن عاد فجعل السنة المصدر الثانى رغم أن الأول شمل كل شىء فلا حاجة معه لغيره فقال :
" ثانيا ) السنة النبوية المطهرة :
هي المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي لكونها جاءت وحيا من الله - سبحانه وتعالى - ، أجراه على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - . قال سبحانه وتعالى : { وما ينطق عن الهوى - إن هو إلا وحي يوحى - علمه شديد القوى } ( سورة النجم : الآيات 3 - 5 ) .
وقال تعالى : { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله إن الله شديد العقاب } ( سورة الحشر : من الآية 7 ) .
…والسنة في اللغة العربية تعني " الطريقة ؛ مرضية كانت أو غير مرضية ؛ وفي الشريعة هي الطريقة المسلوكة في الدين من غير افتراض ولا وجوب " ( علي بن محمد الجرجاني ، 1408هـ ، ص 122) .
…وقد تعرف السنة بأنها " ما أثر عن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو تقرير " ( مصطفى السباعي ، 1398هـ ، ص 47 ) .
والمعنى أن السنة في المجال التربوي تعني الطريقة ، أو الأسلوب ، أو المنهاج التفصيلي ، أو الكيفية التي تبين و تفصل كل جزئية في حياة الإنسان و المجتمع المسلم .
وحيث إن شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم - تمثل و تجسد تعاليم وتربية الإسلام قولا وأداء وتعاملا في مختلف شؤون حياته من عبادات ومعاملات ؛ سواء أكان ذلك الأداء قوليا ، أو فعليا ، أو موافقة منه - صلى الله عليه وسلم - لما صدر عن بعض أصحابه - رضوان الله عليهم - من الأقوال أو الأفعال ؛ فإن هذا يعني أنه - صلى الله عليه وسلم - بمثابة " المثال الإنساني المتفرد ، الذي يعتبر اتباعه والتأسي به جزءا أساسيا من التكليف الإلهي المتكامل الوارد في الكتاب والسنة ، سواء أثناء بعثته ، أو بعد موته ، وإلى يوم القيامة .. وهو المثال الذي ينبغي أن يحتذى في كل ما ثبت أنه فعله ، أو قاله ، أو قرره ، دون أن يطمح أحد في بلوغ مرتبته سواء في الأداء ، أو في الإحسان ، أو في الثواب " ( عبد القادر هاشم رمزي ، 1404هـ ، ص 58 ) .
…وعلى الرغم من أن للسنة النبوية وظائف كثيرة ومنافع عظيمة في حياة الفرد والجماعة ، إلا أن من أبرز وظائفها العمل على إيضاح وبيان وتفسير ما جاء في آيات القرآن الكريم من أحكام وتشريعات في مختلف المجالات والميادين ؛ وإلى هذا المعنى يشير قوله تعالى : { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون } ( سورة النحل : من الآية 44 ) . إضافة إلى أن السنة النبوية مجال واسع وخصب لاستنباط التشريعات ، والآداب ، والضوابط ، والدروس والتوجيهات التي يحتاج إليها الناس في المواقف والأحوال المختلفة ."
هذا الكلام على السنة غير مفيد في شىء لأن السنة غير متفق عليها فما يصدقه أهل مذهب غير ما يصدقه أهل المذهب الأخر فهناك أحاديث يكذبها أهل السنة عند الشيعة وهناك أحاديث عند الشيعة يكذبها السنة وحتى داخل المذهب الواحد نجد أن ما يصدقه الحنابلة غير ما يصدقه الحنفية غير ما يصدقه المالكية غير ما يصدقه الشافعية وحتى داخل كل مذهب داخل المذهب الواحد نجد أن ما يصدقه صاحب المذهب غير ما يصدقه تلاميذه
ومن أراد دليلا على هذا الاختلاف فليراجع كتب الجرح والتعديل فسيجد أن فلان وثق علان وفلان أخر كذبه أو جرحه
ومن ثم لا يوجد شىء متفق عليه بين الكل اسمه السنة النبوية فالمتفق عليه قليل جدا ومن ثم وجب أن نستبعد كل مختلف فيه
وتحدث عن فوائد السنة في المجال التربوى فقال :
"وهذا يعني أن " للسنة النبوية في المجال التربوي فائدتين عظيمتين :
أ - إيضاح المنهج التربوي الإسلامي المتكامل الوارد في القرآن الكريم ؛ وبيان التفاصيل التي لم ترد في القرآن الكريم ."
بالقطع لو راجع أبو عراد كتب الحديث فلن يجد أكثر من عشرين حديثا تفسر بعض كلمات القرآن عن النبى(ص) بغض النظر عن وجهات النظر في صحتها وبطلانها عند المحدثين ومن ثم فتعبير أن السنة شارحة للقرآن تعبير مخادع بالفعل
ثم قال :
"ب - استنباط أسلوب تربوي من حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه ، ومعاملته الأولاد ، وغرسه الإيمان في النفوس " (عبد الرحمن النحلاوي ، 1403هـ ، ص 25 ) .
ويأتي استنباط المنهج التربوي من حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم - على اعتبار أنه المربي والمعلم والقدوة الذي اصطفاه الله - جل جلاله - من عباده لأداء رسالته إليهم ، وتبليغهم إياها قولا وعملا . ومن ثم تربيتهم وتعليمهم في ضوئها تربية إسلامية صحيحة ليخرجهم من الظلمات إلى النور . قال جل من قائل : { هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } ( سورة الجمعة : الآية 2 ) .
وهذا يعني أن شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم - هي الشخصية الوحيدة التي ينبغي للمسلم أن يقتدي بها في أي زمان ومكان ، وأن يعتبرها الأسوة الحسنة له في كل شأنه ، والمثل الأعلى الوحيد له في حياته ، تنفيذا لقوله - سبحانه وتعالى - : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة } ( سورة الأحزاب : من الآية 21 ) .
ولأن شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ هي الشخصية الإنسانية المثالية التي يجد فيها الإنسان " مربيا عظيما ذا أسلوب تربوي فذ ، يراعي حاجات الطفولة ، وطبيعتها ، ويأمر بمخاطبة الناس على قدر عقولهم ، أي يراعي الفروق الفردية بينهم ، كما يراعي مواهبهم واستعداداتهم وطبائعهم ، يراعي في المرأة أنوثتها ، وفي الرجل رجولته ، وفي الكهل كهولته ، وفي الطفل طفولته ، ويلتمس دوافعهم الغريزية ؛ فيجود بالمال لمن يحب المال حتى يتألف قلبه ، ويقرب إليه من يحب المكانة لأنه في قومه ذو مكانة ، وهو من خلال ذلك كله يدعوهم إلى الله و إلى تطبيق شريعته ، لتكميل فطرتهم ، وتهذيب نفوسهم شيئا فشيئا ، وتوحيد نوازعهم وقلوبهم ، وتوجيه طاقاتهم وحسن استغلالها للخير والسمو " (عبد الرحمن النحلاوي ، 1403هـ ، ص ص 25- 26 ) .
من ذلك كله ؛ يمكن القول : إن السنة النبوية المطهرة بما ثبت فيها من أقوال ، وأفعال ، و تقريرات نبوية كريمة تعد مصدرا رئيسا من مصادر التربية الإسلامية ، لكونها المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام ، ولأنها بمثابة الجانب التطبيقي أو الميداني لما جاء في القرآن الكريم من أصول ، ومبادئ ، ومفاهيم تربوية رئيسة ، ولكون شخصية النبي - صلى الله عليه وسلم - تعد بحق خير أنموذج بشري فردي لهذا التطبيق ، كما أن الصحابة -رضوان الله عليهم -كانوا أفضل أنموذج بشري مجتمعي لما يجب أن يكون عليه المجتمع الإنساني .
وانطلاقا من ذلك فقد تنبه علماء الأمة إلى هذا الجانب الهام ، فقام الكثير منهم بمحاولة تصنيف الأحاديث النبوية ، وجمع ما كان له علاقة بالجانب التربوي في عدد من الكتب والمؤلفات التي تتحدث عن بعض الملامح والتوجيهات والدروس المستفادة من هدي التربية النبوية ، ومنهجها العظيم ، وأهدافها السامية ، وأساليبها المتعددة في جوانب مختلفة من الحياة .
وليس هذا فحسب ؛ فهناك كثير من الدراسات والاجتهادات التي ركزت على المضامين ، والمفاهيم ، و الأبعاد ، والآداب ، والدروس التربوية النبوية؛ فكتبت الكتب ، وألفت المؤلفات ، وأعدت الدراسات المتنوعة التي توضح بما لا شك فيه أن السنة النبوية المطهرة مصدر تربوي رئيس وزاخر بالكثير من المبادئ ، والقيم ، والأهداف ، والأساليب ، والمضامين ، والدروس ذات العلاقة بحياة الإنسان والمجتمع المسلم "
وأما ما يمكن الاستعانة به من الأحاديث في العملية التربوية وغالبا يقصد به العملية التعليمية فأحاديث معدودة كحديث خطه لخط مستقيم وخطوط حوله كشرح لوضع الإسلام والأديان الأخرى منه
وحدثنا عن مصدر ثالث وهو تراث السلف الصالح فقال:
"وكما أن للتربية مصادر أساسية يتفق الجميع عليها ، ولا يختلفون في أهميتها للعملية التربوية في الإسلام ، وتتمثل في القرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة؛ فإن هناك مصادر أخرى تأتي تابعة للمصدرين الرئيسيين السابقين ، وهي :
= ثالثا ) تراث ومنهج السلف الصالح :
ويقصد بهذا التراث والمنهج مجموع الآراء ، والأفكار ، والاجتهادات ، والنظريات ، والتطبيقات والممارسات التربوية التي صدرت عن المهتمين بالجانب التربوي من العلماء ، والفقهاء ، والمربين ، والمفكرين المسلمين عبر عصور الحضارة الإسلامية ؛ على اعتبار أن " التراث الإسلامي هو ما ورثناه عن آبائنا من عقيدة وثقافة ، وقيم ، وآداب ، وفنون ، وصناعات ، وسائر المنجزات الأخرى المعنوية والمادية " ( أكرم ضياء العمري ، 1406هـ ، ص 27 ) .
ونظرا لأن مجموع هذا التراث أو ما يمكن أن يسمى بالموروث الثقافي لا يخرج عن كونه اجتهادات بشرية أملتها الكثير من الظروف والعوامل المختلفة ؛ فإن علينا ألا نقبل بكل ما جاء في هذا التراث على إطلاقه ؛ وإن نخضعه للنظر والتحقيق والدراسة ، فما كان منه صالحا ومتفقا مع كتاب الله العظيم ، وسنة رسوله الكريم ، عليه أفضل الصلاة والتسليم ؛ قبلناه وأخذناه وعملنا به ، وما كان مخالفا لهما تركناه ورفضناه ؛ وهو ما يشير إليه أحد الباحثين بقوله :
" فآراء هؤلاء جميعا [ أي علماء السلف ] تمثل اجتهادات في تفسير الإسلام وتوجيهاته في بناء الإنسان ، لهم عليها الأجر من الله ، وعلينا واجب النظر والتحقيق" ( يوسف عبد المعطي ، 1415هـ ، ص 37 ) .
والمعنى أن مجموع كتابات ومؤلفات المسلمين التي تشير إلى بعض الأفكار ، والآراء ، والمضامين ، والتوجيهات ، والدروس التربوية تعد مصدرا غنيا من مصادر التربية الإسلامية ؛ نظرا لما لها من قيمة علمية ، ولكونها صدرت عن علماء مسلمين كان لهم فضل الاجتهاد في ظروف و أزمنة مختلفة تلبية لحاجات المجتمع ، وتفاعلا مع أوضاعه المختلفة ؛ إضافة إلى " أن الإسهام الإسلامي عبر العصور فيه اجتهاد متعدد في شتى مجالات التربية ، والعودة إلى التراث التربوي الإسلامي ليس من أجل الأخذ به كمسلمات ، ولكن للاستفادة [ منه ] في كيفية فهمهم للنص الإسلامي ، وكيفية تطبيقهم لهذا النص على عصرهم وظروفهم ، أي أنها عودة للاستئناس والاسترشاد وليست عودة للتطبيق الأعمى أو الأخذ الحرفي ؛ فلكل عصر رجاله ، ولكل عصر اجتهاداته التربوية " ( عبد الرحمن النقيب ومنى السالوس ، 1420هـ ، ص 19 ) .
…وعلى الرغم من أن هناك تراثا علميا وثقافيا ضخما لسلفنا الصالح في مختلف ميادين العلوم التربوية على وجه الخصوص؛ إلا إن من أبرز الكتابات فيها ما يلي :
= آداب المعلمين والمتعلمين لمحمد بن سحنون التنوخي .
= سياسة الصبيان وتدبيرهم لأحمد بن إبراهيم المعروف بابن الجزار القيرواني .
= تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق لأحمد بن محمد المعروف بابن مسكويه .
= جامع بيان العلم وفضله ليوسف بن عبد البر.
= الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي .
= تعليم المتعلم طريق التعلم لبرهان الإسلام الزرنوجي .
= تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم لبدر الدين بن جماعة .
= الرسالة المفصلة لأحكام المعلمين والمتعلمين لأبي الحسن علي بن محمد القابسي .
= أدب الإملاء و الاستملاء لعبد الكريم بن محمد السمعاني .
= أخلاق العلماء لأبي بكر الآجري .
= أدب الطلب ومنتهى الأرب لمحمد بن علي الشوكاني ."
وهذا الكلام عن كون تراث السلف مصدر هو وهم لأنهم يخطئون ويصيبون ومن ثم لا يمكن أن يكون مصدرا لأن المصدر لابد أن يكون صائبا صحيحا فقط وهو الوحى المنزل
وتحدث عن اعتبار البعض القرآن وكتب الأحاديث تراثا فقال مخطئا إياهم :
"وهنا تجدر الإشارة إلى أن هناك مفهوما خاطئا عند بعض الباحثين والكتاب في الميدان التربوي ؛ حيث إن منهم من يرى أن القرآن الكريم والسنة المطهرة يعدان من التراث الإسلامي وهذا غير صحيح أبدا ؛ لأنهما غير موروثين من زمن لزمن ، ولا من جيل لجيل ، ولكنهما جاءا لكل زمان ومكان . يضاف إلى ذلك أن لفظة التراث كثيرا ما تطلق على القديم البالي ؛ وهو ما لا ينطبق على القرآن الكريم والسنة النبوية فهما متجددان تجدد الليل والنهار ؛ ولا يمكن أبدا إخضاعهما للمقاييس البشرية من حيث الانتقاء والاختيار ، والقدم والجدة "
وكلام ابو عراد يخالف كتاب الله حيث اعتبر الله الكتاب ورثا للناس فقال :
" ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات "
وتحدث عن وجود مصدر رابع وهو ما صح من الفكر التربوى فقال:
" رابعا ) الصالح من الفكر التربوي القديم و الحديث :
…ويقصد بذلك مجموع الدراسات ، والأبحاث ، والملاحظات العلمية ، والطروحات الفكرية التربوية القديمة أو المعاصرة التي يمكن الإفادة منها في معالجة القضايا والمشكلات التربوية المختلفة ، ولاسيما أن المجال التربوي يعد متطورا ومتجددا ، وغير ثابت أو مستقر ؛ فكان لا بد من الانفتاح المنضبط والإيجابي على مختلف المعطيات الحضارية القديمة أو المعاصرة شرقية كانت أو غربية ؛ للإفادة مما وصل إليه التقدم العلمي والحضاري في مختلف المجالات والميادين ، مع مراعاة أن تتم الإفادة من الجانب الإيجابي فيها ، والذي لا يتعارض بأي حال مع ثوابتنا الشرعية وتعاليم ديننا السمحة . وإلى هذا يشير أحد المهتمين بقوله :
" ورجوع المجتمع المسلم إلى مصدر الدين في تحديد فلسفته وأهدافه التربوية ، لا يمنعه من الرجوع إلى المصادر الفردية والاجتماعية والعلمية التي تذكرها عادة كتب التربية الحديثة في معرض حديثها عن مصادر الأهداف التربوية ، والتي تتمثل عادة في ما كشفت عنه الدراسات والأبحاث والملاحظات العلمية من حاجات جسمية و عقلية و روحية و نفسية و اجتماعية للفرد " ( عمر محمد التومي الشيباني ، 1395هـ ، ص 305 ) ."
وهذا الكلام مخالف لكتاب الله الكامل الذى بين كل شىء كما قال تعالى:
" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء"
فإذا كان فيه حكم كل شىء فما حاجتنا لمصدر غيره ؟
ولخص المصادر فقال في الخلاصة:
" والخلاصة ؛
أن التربية الإسلامية كعلم تربوي ، تعد من جهة التصنيف علم ثنائي المصدر ؛ لأنها تجمع بين العلوم والمصادر الشرعية الإسلامية من جهة ، والعلوم والمصادر التربوية من جهة أخرى . وهي بذلك متميزة ومنفردة عن غيرها من أنواع التربية الأخرى التي جرت العادة أن تعتمد في مصادرها على فلسفات ، أو نظريات ، أو مذاهب ، أو أفكار ، أو نحو ذلك من الاجتهادات و الآراء البشرية المختلفة .
وبذلك يمكن القول : إن مصادر التربية الإسلامية تنقسم إلى قسمين رئيسيين هما :
1) المصادر الأصلية ( الإلهية ) : وتتمثل في آيات القرآن الكريم ، وأحاديث السنة النبوية الثابتة التي تشترك جميعها في كونها جاءت وحيا من الله الخالق سبحانه . وهي مصادر أساسية لا يمكن أن تتحقق التربية الإسلامية الصحيحة أو تقوم بدونها .
2) المصادر الفرعية ( البشرية ) : وتشمل مجموع تراث ومنهج السلف الصالح لهذه الأمة ، وما فيه من اجتهادات ، وآراء ، وأفكار ، وتطبيقات تربوية لعلماء ، وفقهاء ، ومفكري المسلمين في الماضي والحاضر ؛ إضافة إلى مجموع الدراسات ، والأبحاث ، والملاحظات العلمية المعاصرة التي تعنى بالجانب التربوي وقضاياه المختلفة ؛ شريطة ألا يؤخذ من هذه المصادر إلا ما كان صحيحا ، وصالحا ، وإيجابيا ، وغير متعارض مع ما جاء في المصادر الأصلية المتمثلة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ."
وقطعا لا وجود سوى لمصدر واحد هو وحى الله
رضا البطاوى- المساهمات : 1545
تاريخ التسجيل : 21/08/2020
مواضيع مماثلة
» نقد كتاب التربية الإسلامية ومراحل النمو
» نقد كتاب التربية البدنية في المدارس النسائية
» قراءة فى كتاب التربية العقائدية للمؤمنين في سورة الإخلاص
» نقد كتاب الشعر في ضوء الشريعة الإسلامية
» قراءة فى كتاب أسس الحكم في الشريعة الإسلامية
» نقد كتاب التربية البدنية في المدارس النسائية
» قراءة فى كتاب التربية العقائدية للمؤمنين في سورة الإخلاص
» نقد كتاب الشعر في ضوء الشريعة الإسلامية
» قراءة فى كتاب أسس الحكم في الشريعة الإسلامية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى