نقد مرويات قصة سبب إسلام عمر بن الخطاب
صفحة 1 من اصل 1
نقد مرويات قصة سبب إسلام عمر بن الخطاب
نقد مرويات قصة سبب إسلام عمر بن الخطاب
المؤلف عبد الله زقيل والبحث يدور حول حكاية إسلام عمر هل تصح أم لا وفى مقدمته استعرض زقيل من يمدحون الصحابة بذكر مناقبهم ومن يسبون بعضهم ويلعنونهم فقال :
"الحمد لله وبعد ؛
إن فضل الصحابة معروف عند من عمر الله قلبه بمحبتهم ، وحبهم علامة من علامات الإيمان كما صحت بذلك الأخبار عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
ولست في هذا المقام بصدد ذكر فضائل أولئك الرجال الذين عايشوا التنزيل ، وصحبوا النبي صلى الله عليه وسلم فقد ألف العلماء في ذكر مناقبهم المجلدات ، وسطروا في فضائلهم الصفحات ، وليس هذا كثير في حقهم ، بل هو قليل ، ولهذا غصت حلوق أهل البدع من الرافضة وغيرهم بذكر مناقبهم وفضائلهم ، كيف لا ؟ وهم يتعبدون الله بلعنهم وسبهم ليلا ونهارا ، سرا وجهارا ، وهذا ما يصرح به علمائهم وعامتهم ، وإن أخفوا ذلك فإنما تقية ، لأن كتبهم مليئة بالشتم واللعن ، ولن يستطيعوا أن ينكروا ذلك .
والذب عن عرض الصحابة دين يتقرب به العبد المؤمن ، من أجل ذلك حرص العلماء وطلبة العلم على رد ما لم يصح من روايات تنسب إليهم ، ومما اشتهر في كتب السيرة قصة إسلام عمر رضي الله عنه ، وجاءت عدة روايات في كيفية إسلامه رضي الله عنه ، من أشهرها سماعه فواتح سورة طه ، وكذلك قصة سبب تسميته بـ " الفاروق " .
إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر
قالت عائشة : إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر ."
واستهل زقيل بحثه بذكر من خرج حكاية إسلام عمر فقال :
"أخرجه الإمام أحمد (6/184) وصحح إسناده الشيخ شعيب الأرنؤوط في " تخريج مسند الإمام أحمد " (42/77) ، وجاء من رواية عبد الله بن مسعود كما في " فضائل الصحابة " لإمام أحمد (340) ، ومن رواية علي بن أبي طالب عند الطبراني في " الأوسط " (5545) .
وقبل البدء في تخريج الروايات ، لا شك أن سيرة الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب سيرة تأنس بها الآذان ، وتظهر فيها عزة الإسلام .
عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال : ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر . رواه البخاري (3684) .
قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " : أي لما كان فيه من الجلد والقوة في أمر الله .ا.هـ."
والحديث باطل فدين الله لا يعز بأحد بل العز بالإسلام للفرد كما قال تعالى :
" من كان يريد العزة فلله العزة جميعا"
ومن ثم فأى مخلوق حتى لو كان النبى الخاتم(ص) لا يعز الإسلام به بل المخلوق الإسلام هو من يعزه به
وذكر زقيل بعض الكتب في مناقب عمر فقال :
ولذلك اهتم العلماء بسيرته ، وألفوا في ذلك المؤلفات ، ومن أشهرها " مناقب عمر " لابن الجوزي ، ومن أجمعها " محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب " للإمام المحدث يوسف بن الحسن بن عبد الهادي المعروف بـ " ابن المبرد " ( ت 909 ) ، وحقق الكتاب في ثلاثة مجلدات في رسالة علمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة بتحقيق : عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الفريح ."
وبعد ذلك ذكر مرويات حكاية إسلام عمر فقال :
"مرويات قصة سبب إسلام عمر:
وردت عدة روايات في سبب إسلام عمر رضي الله عنه ، وجلها بسبب سماعه للقرآن ، وتأثره به ، نأتي عليها بالتفصيل ، وما يصح منها ، وما لا يصح منها نأتي عليها :
1 – قصة سماعه فواتح سورة " طه " :
عن أنس رضي الله عنه قال : خرج عمر متقلدا بالسيف فلقيه رجل من بني زهرة فقال له : أين تغدو يا عمر ؟ قال : أريد أن أقتل محمدا . قال : وكيف تأمن بني هاشم وبني زهرة ؟ فقال له عمر : ما أراك إلا قد صبأت وتركت دينك ! قال : أفلا أدلك على العجب ؟! إن أختك وختنك قد صبآ وتركا دينك ، فمشى عمر ذامرا – أي متهددا - حتى أتاهما ، وعندهما رجل من المهاجرين يقال له : خباب – وهو ابن الأرت - ، فلما سمع خباب بحس عمر ، توارى في البيت ، فدخل عليهما فقال : ما هذه الهينمة – أي الصوت الخفي - التي سمعتها عندكم ؟ وكانوا يقرأون " طه " فقالا : ما عدا حديثا تحدثناه بيننا قال : فلعلكما قد صبأتما ؟ فقال له ختنه : يا عمر ، إن كان الحق في غير دينك ؟ فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديدا : فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها ، فنفخها نفخة بيده فدمى وجهها . فقال عمر : أعطوني الكتاب الذي هو عندكم فأقرأه ، فقالت أخته : إنك رجس وإنه " لا يمسه إلا المطهرون " [ الواقعة : 79 ] فقم فتوضأ ، فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ " طه" حتى انتهى إلى " إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري " [ طه : 14 ] فقال عمر : دلوني على محمد ، فلما سمع خباب قول عمر ، خرج من البيت فقال : أبشر يا عمر ، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك - ليلة الخميس - " اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب ، أو بعمر بن هشام " قال : ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في أصل الصفا ، فانطلق عمر حتى أتي الدار ، وعلى الباب حمزة وطلحة في ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى حمزة رضوان الله عليه وجل القوم من عمر قال : " نعم فهذا عمر فإن يرد الله بعمر خيرا يسلم ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينا " ،قال : والنبي صلى الله عليه وسلم داخل يوحى إليه ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عمر ، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال : " ما أراك منتهيا يا عمر حتى ينزل الله بك – يعني من الخزي والنكال – ما أنزل الله بالوليد بن المغيرة ، اللهم اهد عمر بن الخطاب ، اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب ، فقال عمر رضي الله عنه : " أشهد أنك رسول الله ، وقال : اخرج يا رسول الله " .
رواه ابن الجوزي في " مناقب عمر " ( ص 15 ) ، وابن سعد في " الطبقات " (3/267 – 269) ، والدارقطني في " السنن " (1/123) ، مختصرة ، والحاكم في " المستدرك " (4/59 – 60) من طريق إسحاق بن الأزرق ، نا القاسم بن عثمان البصري ، عن أنس به .
وفي سندها القاسم بن عثمان البصري .
قال الذهبي في " الميزان " (3/375) عند ترجمته : القاسم بن عثمان البصري عن أنس . قال البخاري : له أحاديث لا يتابع عليها .
قلت : حدث عنه إسحاق الأزرق بمتن محفوظ ، وبقصة إسلام عمر ؛ وهي منكرة جدا .ا.هـ.
ورواه ابن إسحاق بلاغا في " السيرة النبوية " (1/423 – 426) لابن هشام ، وبلاغات ابن إسحاق لا يعتمد عليها ."
الحديث لم يحدث للتالى :
التناقض بين تخفى خباب في قول الحديث:
"فلما سمع خباب بحس عمر ، توارى في البيت"
وبين عدم تخفيه لأنه رد عليه مع حتنه بدليل قول الحديث :
"فقالا : ما عدا حديثا تحدثناه بيننا قال : فلعلكما قد صبأتما ؟ فقال له ختنه : يا عمر"
والتناقض مع تخفيه بدليل خروج خباب عندما سمع القول دلونى على محمد وهو قول الحديث" فلما سمع خباب قول عمر ، خرج من البيت "
والخطأ هو دعاء النبى (ص)أن يعز الإسلام برجل في قول الحديث "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب ، أو بعمر بن هشام" وتكراره في قول الحديث "اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب"
وكما سبق القول الإسلام من يعز صاحبه وليس العكس كما قال تعالى :
" من كان يريد العزة فلله العزة جميعا"
والخطأ أن حمزة كان يريد قتل عمر في قول الحديث لو أظهر شرا في قول الحديث:
"وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينا"
ومن المعروف أن الإسلام لم يأذن في القتال إلا في المدينة ومن ثم فهذا القول مستبعد قوله من أيا كان في تلك المرحلة
وذكر زقيل الحكاية من طريق أخر فقال :
"طريق أخرى :
وجاءت قصة إسلام عمر أيضا بسياق مختصر من طريق آخر عند الحاكم في " المستدرك " (4/59 – 60) فقال : أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب ، ثنا محمد بن أحمد بن الوليد الأنطاكي ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني ، ثنا أسامة بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر قال : لما فتحت له أختي قلت : يا عدوة نفسها ، أصبوت ؟ قالت : ورفع شيئا فقالت : يا ابن الخطاب ؛ ما كنت صانعا فاصنعه ، فإني قد أسلمت . قال : فدخلت فجلست على السرير فإذا بصحيفة وسط البيت فقلت : ما هذه الصحيفة هنا ؟ قالت : دعنا عنك يا ابن الخطاب أنت لا تغتسل من الجنابة ، ولا تطهر ، وهذا " لا يمسه إلا المطهرون " [ الواقعة : 79 ] .
وهذا السند فيه أربع علل :
الأولى : محمد بن أحمد الأنطاكي .
قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (2/74) : سئل أبي عنه فقال : شيخ .ا.هـ.
قال الحافظ الذهبي في " الميزان " (2/385) عن لفظة " شيخ " عندما يطلقها أبو حاتم على الرجل : فقوله : هو شيخ ، ليس هو عبارة جرح ، ولهذا لم أذكر في كتابنا أحدا ممن قال فيه ذلك ، ولكنها أيضا ما هي عبارة توثيق ، وبالاستقراء يلوح لك أنه ليس بحجة . ومن ذلك قوله : يكتب حديثه ؛ أي ليس هو بحجة .ا.هـ.
الثانية : إسحاق بن إبراهيم الحنيني .
قال أبو حاتم : رأيت أحمد بن صالح لا يرضاه . وقال البخاري : في حديثه نظر . وقال النسائي : ليس بثقة . وقال الذهبي في " الميزان " (1/179) : صاحب أوابد .
الثالثة : أسامة بن زيد بن أسلم .
قال الإمام أحمد : منكر الحديث ، ضعيف . وقال يحيى بن معين : أسامة بن زيد بن أسلم ، وعبد الله بن زيد بن أسلم ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، هؤلاء إخوة ، وليس حديثهم بشيء جميعا .
الرابعة : الانقطاع بين زيد بن أسلم وعمر .
قال البزار (3/169 كشف الأستار ) : لا نعلم رواه أحد بهذا الإسناد إلا الحنيني .ا.هـ.
قال الذهبي في التلخيص عن هذه الرواية : قد سقط منه ، وهو واه منقطع .ا.هـ
وقال الهيثمي في " المجمع " (9/65) : رواه البزار وفيه أسامة بن زيد وهو ضعيف .ا.هـ.
وضعف الشيخ مقبل الوادعي في " تتبع أوهام الحاكم التي سكت عنها الذهبي " (4/151) هذه الرواية "
وهذا الحديث يناقض الحديث قبه فيمن فتح الباب ففى ألأولى دخل عمر عليهما ففتح الباب بنفسه وهو قول الحديث السابق "فدخل عليهما فقال"
وهو ما يناقض أن أخته هى من فتحت له قفى قول الحديث الثانى " لما فتحت له أختي"
كما أن الأول تبين أنه ضرب ختنه وأخته في قوله"فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديدا : فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها ، فنفخها نفخة بيده فدمى وجهها "والثانى ليس فيه أى ضرب
ونجد أنه سأل أخته وحدها عن الصبو وهو الكفر في الثانى فقال :
"قلت : يا عدوة نفسها ، أصبوت" "
وفى الأول سأل المرأة وزوجها في قول الحديث الأول:
"فقالا : ما عدا حديثا تحدثناه بيننا قال : فلعلكما قد صبأتما"
ثم الحكاية من طريق أخر فقال :
"طريق أخرى أيضا :
وجاءت أيضا عند الطبراني في " المعجم الكبير " (2/97 رقم 1428) فقال :
حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا يزيد بن ربيعة ، ثنا أبو الأشعث ، عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب " ، وقد ضرب أخته أول الليل ، وهي تقرأ : " اقرأ باسم ربك الذي خلق " حتى أظن أنه قتلها ، ثم قام من السحر ، فسمع صوتها تقرأ : " اقرأ باسم ربك الذي خلق " فقال والله ما هذا بشعر ، ولا همهمة فذهب حتى أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد بلالا على الباب فدفع الباب فقال : بلال من هذا ؟ فقال : عمر بن الخطاب ، فقال : حتى أستأذن لك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بلال : يا رسول الله عمر بالباب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن يرد الله بعمر خيرا أدخله في الدين ، فقال لبلال : افتح ، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بضبعيه فهزه فقال : ما الذي تريد ، وما الذي جئت ، فقال له عمر : أعرض علي الذي تدعو إليه ، قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله ، فأسلم عمر مكانه ، وقال : اخرج .
وفي سندها يزيد بن ربيعة الرحبي .
قال عنه الذهبي في " الميزان " (4/422) : قال البخاري : أحاديثه مناكير . وقال أبو حاتم وغيره : ضعيف . وقال النسائي : متروك . وقال الجوزجاني : أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة
قال الهيثمي في " المجمع " (9/62) : وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك ، وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به ، وبقية رجاله ثقات .ا.هـ."
في الحديث الثالث خبل ظاهر وهو :
أن بلال كان واقف على الباب وهو ما يعنى أنه خارج البيت في قول الحديث"فذهب حتى أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد بلالا على الباب"
وهو ما يناقض قول نفس الحديث أنه بلال كان داخل البيت لأن عمر دفع الباب ولكن بلال تصدى له ورفض دخوله حتى يستأذن النبى(ص)
فدفع الباب فقال : بلال من هذا ؟ فقال : عمر بن الخطاب ، فقال : حتى أستأذن لك على رسول الله (ص)
ووجود بلال وحده في الحديث الثالث يناقض الحديث الأول حيث حمزة وجمع من المسلمين في قول الحديث "وعلى الباب حمزة وطلحة في ناس من أصحاب رسول الله (ص)"
ونجد أن زقيل قرر أن الأحاديث الثلاثة كل أسانيدها متكلم فيها ومن ثم حكم بضعفها ونكارتها
وفى حديث رابع قال:
2 – بسبب إسلامه سمي " الفاروق " :
عن ابن عباس قال : سألت عمر : لأي شئ سميت ( الفاروق ) ؟ قال : أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام ، ثم شرح الله صدري للإسلام فقلت : الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ، فما في الأرض نسمة أحب إلي من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت أختي : هو في دار الأرقم بن أبي الأرقم عند الصفا ، فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت : فضربت الباب ، فاستجمع القوم ، فقال لهم حمزة : ما لكم ؟ قالوا : عمر بن الخطاب ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابي ثم نترني نترة ، فما تمالكت أن وقعت على ركبتي فقال : ما أنت بمنته يا عمر ! فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد فقلت : يا رسول الله ! ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا ؟ قال : بلى ! والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم ! قلت : ففيم الإختفاء ؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن فأخرجناه في صفين : حمزة في أحدهما وأنا في الآخر ، له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد ، فنظرت إلى قريش وإلى حمزة ، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها ، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ( الفاروق ) .
أخرجها ابن الجوزي في " مناقب عمر " ( ص 12) ، وأبو نعيم في " الحلية " (1/40) .
والقصة في سندها إسحاق بن أبي فروة وقد لخص الحافظ ابن حجر في " التقريب " آراء علماء الجرح والتعديل في الرجل فقال : " متروك " .
وذكرها الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (4/280) وقال : " وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بسند فيه إسحاق بن أبي فروة " .ا.هـ.
وقال صاحب " كنز العمال " (12/551) : وفيه أبان بن صالح ليس بالقوي ، وعنه إسحاق بن عبدالله الدمشقي متروك .ا.هـ.
قال صاحب اللسان (3/378) : والكديد : التراب الناعم ، فإذا وطئ ثار غباره ؛ أراد أنهم كانوا في جماعة ، وأن الغبار كان يثور من مشيهم "
وزقيل قرر أيضا عدم صحة هذا الحديث ونجده يتناقض مع ما ما سبق كالتالى :
الأول مكان الصحابة ففى الرابع كانوا جلوس داخل الدار في قول الحديث:
" فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار"
وهو ما يناقض أنهم كانوا وقوف على باب الدار ومنهم حمزة وطلخة في قول الحديث الأول" وعلى الباب حمزة وطلحة في ناس من أصحاب رسول الله (ص)"
وهو ما يناقض أن الواقف كان بلال وحده في قول الحديث الثالث:" فوجد بلالا على الباب فدفع الباب فقال : بلال من هذا ؟ فقال : عمر بن الخطاب ، فقال : حتى أستأذن لك على رسول الله"
الثانى ما فعله النبى(ص) بعمر ففى الحديث الرابع أمسكه من ثيابه وقذفه على الأرض وهو قوله"فأخذ بمجامع ثيابي ثم نترني نترة"
وهو ما يناقض أنه أمسكه من كتفيه وهزه في قول الحديث الثالث:" وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بضبعيه فهزه"
وهو ما يناقض الحديث الأول أنه أمسكه من ثوبه وسلاحه وهو قوله" " فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف "
وذكر زقيل حكاية خامسة فقال :
3 – قصة سماعه لآيات من سورة الحاقة :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم ، فوجدته قد سبقني إلى المسجد ، فقمت خلفه ، فاستفتح سورة الحاقة ، فجعلت أعجب من تأليف القرآن قال : فقلت : هذا والله شاعر كما قالت قريش ، قال : فقرأ : " إنه لقول رسول كريم . وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون " [ الحاقة : 40 – 41 ] قال : قلت : كاهن قال : " ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون . " تنزيل من رب العالمين . ولو تقول علينا بعض الأقاويل . لأخذنا منه باليمين . ثم لقطعنا منه الوتين . فما منكم من أحد عنه حاجزين " [ الحاقة : 42 – 47 ] ، إلى آخر السورة ، قال : فوقع الإسلام في قلبي كل موقع .
أخرجه الإمام أحمد في " المسند " (1/17) بسنده فقال : حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا صفوان ، حدثنا شريح بن عبيد قال : قال عمر بن الخطاب به .
وسنده ضعيف لانقطاعه بين شريح بن عبيد وعمر بن الخطاب رضي الله عنه .
قال الهيثمي في " المجمع " (9/62) : رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن شريح بن عبيد لم يدرك عمر .ا.هـ.
وقال الشيخ أحمد شاكر في " تخريج مسند الإمام أحمد " (1/201 رقم 107) : إسناده ضعيف لانقطاعه ، شريح بن عبيد الحمصي : تابعي متأخر ، لم يدرك عمر .ا.هـ.
وضعف الإسناد بالانقطاع الشيخ شعيب الأرنؤوط في " تخرج مسند الإمام أحمد " (1/262 -263 رقم 107) ."
والحديث مناقض للحكايات الأربع الأولى في كل شىء في المكان والمتواجدين وحتى في الايات والسورة
وانتهى زقيل إلى عدم صحة أى حديث من أحاديث إسلام عمر سندا لوجود المجروحين والمتكلم فيهم في كل حديث منهم
المؤلف عبد الله زقيل والبحث يدور حول حكاية إسلام عمر هل تصح أم لا وفى مقدمته استعرض زقيل من يمدحون الصحابة بذكر مناقبهم ومن يسبون بعضهم ويلعنونهم فقال :
"الحمد لله وبعد ؛
إن فضل الصحابة معروف عند من عمر الله قلبه بمحبتهم ، وحبهم علامة من علامات الإيمان كما صحت بذلك الأخبار عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
ولست في هذا المقام بصدد ذكر فضائل أولئك الرجال الذين عايشوا التنزيل ، وصحبوا النبي صلى الله عليه وسلم فقد ألف العلماء في ذكر مناقبهم المجلدات ، وسطروا في فضائلهم الصفحات ، وليس هذا كثير في حقهم ، بل هو قليل ، ولهذا غصت حلوق أهل البدع من الرافضة وغيرهم بذكر مناقبهم وفضائلهم ، كيف لا ؟ وهم يتعبدون الله بلعنهم وسبهم ليلا ونهارا ، سرا وجهارا ، وهذا ما يصرح به علمائهم وعامتهم ، وإن أخفوا ذلك فإنما تقية ، لأن كتبهم مليئة بالشتم واللعن ، ولن يستطيعوا أن ينكروا ذلك .
والذب عن عرض الصحابة دين يتقرب به العبد المؤمن ، من أجل ذلك حرص العلماء وطلبة العلم على رد ما لم يصح من روايات تنسب إليهم ، ومما اشتهر في كتب السيرة قصة إسلام عمر رضي الله عنه ، وجاءت عدة روايات في كيفية إسلامه رضي الله عنه ، من أشهرها سماعه فواتح سورة طه ، وكذلك قصة سبب تسميته بـ " الفاروق " .
إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر
قالت عائشة : إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر ."
واستهل زقيل بحثه بذكر من خرج حكاية إسلام عمر فقال :
"أخرجه الإمام أحمد (6/184) وصحح إسناده الشيخ شعيب الأرنؤوط في " تخريج مسند الإمام أحمد " (42/77) ، وجاء من رواية عبد الله بن مسعود كما في " فضائل الصحابة " لإمام أحمد (340) ، ومن رواية علي بن أبي طالب عند الطبراني في " الأوسط " (5545) .
وقبل البدء في تخريج الروايات ، لا شك أن سيرة الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب سيرة تأنس بها الآذان ، وتظهر فيها عزة الإسلام .
عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال : ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر . رواه البخاري (3684) .
قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " : أي لما كان فيه من الجلد والقوة في أمر الله .ا.هـ."
والحديث باطل فدين الله لا يعز بأحد بل العز بالإسلام للفرد كما قال تعالى :
" من كان يريد العزة فلله العزة جميعا"
ومن ثم فأى مخلوق حتى لو كان النبى الخاتم(ص) لا يعز الإسلام به بل المخلوق الإسلام هو من يعزه به
وذكر زقيل بعض الكتب في مناقب عمر فقال :
ولذلك اهتم العلماء بسيرته ، وألفوا في ذلك المؤلفات ، ومن أشهرها " مناقب عمر " لابن الجوزي ، ومن أجمعها " محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب " للإمام المحدث يوسف بن الحسن بن عبد الهادي المعروف بـ " ابن المبرد " ( ت 909 ) ، وحقق الكتاب في ثلاثة مجلدات في رسالة علمية في الجامعة الإسلامية بالمدينة بتحقيق : عبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن الفريح ."
وبعد ذلك ذكر مرويات حكاية إسلام عمر فقال :
"مرويات قصة سبب إسلام عمر:
وردت عدة روايات في سبب إسلام عمر رضي الله عنه ، وجلها بسبب سماعه للقرآن ، وتأثره به ، نأتي عليها بالتفصيل ، وما يصح منها ، وما لا يصح منها نأتي عليها :
1 – قصة سماعه فواتح سورة " طه " :
عن أنس رضي الله عنه قال : خرج عمر متقلدا بالسيف فلقيه رجل من بني زهرة فقال له : أين تغدو يا عمر ؟ قال : أريد أن أقتل محمدا . قال : وكيف تأمن بني هاشم وبني زهرة ؟ فقال له عمر : ما أراك إلا قد صبأت وتركت دينك ! قال : أفلا أدلك على العجب ؟! إن أختك وختنك قد صبآ وتركا دينك ، فمشى عمر ذامرا – أي متهددا - حتى أتاهما ، وعندهما رجل من المهاجرين يقال له : خباب – وهو ابن الأرت - ، فلما سمع خباب بحس عمر ، توارى في البيت ، فدخل عليهما فقال : ما هذه الهينمة – أي الصوت الخفي - التي سمعتها عندكم ؟ وكانوا يقرأون " طه " فقالا : ما عدا حديثا تحدثناه بيننا قال : فلعلكما قد صبأتما ؟ فقال له ختنه : يا عمر ، إن كان الحق في غير دينك ؟ فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديدا : فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها ، فنفخها نفخة بيده فدمى وجهها . فقال عمر : أعطوني الكتاب الذي هو عندكم فأقرأه ، فقالت أخته : إنك رجس وإنه " لا يمسه إلا المطهرون " [ الواقعة : 79 ] فقم فتوضأ ، فقام فتوضأ ثم أخذ الكتاب فقرأ " طه" حتى انتهى إلى " إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري " [ طه : 14 ] فقال عمر : دلوني على محمد ، فلما سمع خباب قول عمر ، خرج من البيت فقال : أبشر يا عمر ، فإني أرجو أن تكون دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لك - ليلة الخميس - " اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب ، أو بعمر بن هشام " قال : ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الدار التي في أصل الصفا ، فانطلق عمر حتى أتي الدار ، وعلى الباب حمزة وطلحة في ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى حمزة رضوان الله عليه وجل القوم من عمر قال : " نعم فهذا عمر فإن يرد الله بعمر خيرا يسلم ويتبع النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينا " ،قال : والنبي صلى الله عليه وسلم داخل يوحى إليه ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عمر ، فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال : " ما أراك منتهيا يا عمر حتى ينزل الله بك – يعني من الخزي والنكال – ما أنزل الله بالوليد بن المغيرة ، اللهم اهد عمر بن الخطاب ، اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب ، فقال عمر رضي الله عنه : " أشهد أنك رسول الله ، وقال : اخرج يا رسول الله " .
رواه ابن الجوزي في " مناقب عمر " ( ص 15 ) ، وابن سعد في " الطبقات " (3/267 – 269) ، والدارقطني في " السنن " (1/123) ، مختصرة ، والحاكم في " المستدرك " (4/59 – 60) من طريق إسحاق بن الأزرق ، نا القاسم بن عثمان البصري ، عن أنس به .
وفي سندها القاسم بن عثمان البصري .
قال الذهبي في " الميزان " (3/375) عند ترجمته : القاسم بن عثمان البصري عن أنس . قال البخاري : له أحاديث لا يتابع عليها .
قلت : حدث عنه إسحاق الأزرق بمتن محفوظ ، وبقصة إسلام عمر ؛ وهي منكرة جدا .ا.هـ.
ورواه ابن إسحاق بلاغا في " السيرة النبوية " (1/423 – 426) لابن هشام ، وبلاغات ابن إسحاق لا يعتمد عليها ."
الحديث لم يحدث للتالى :
التناقض بين تخفى خباب في قول الحديث:
"فلما سمع خباب بحس عمر ، توارى في البيت"
وبين عدم تخفيه لأنه رد عليه مع حتنه بدليل قول الحديث :
"فقالا : ما عدا حديثا تحدثناه بيننا قال : فلعلكما قد صبأتما ؟ فقال له ختنه : يا عمر"
والتناقض مع تخفيه بدليل خروج خباب عندما سمع القول دلونى على محمد وهو قول الحديث" فلما سمع خباب قول عمر ، خرج من البيت "
والخطأ هو دعاء النبى (ص)أن يعز الإسلام برجل في قول الحديث "اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب ، أو بعمر بن هشام" وتكراره في قول الحديث "اللهم أعز الدين بعمر بن الخطاب"
وكما سبق القول الإسلام من يعز صاحبه وليس العكس كما قال تعالى :
" من كان يريد العزة فلله العزة جميعا"
والخطأ أن حمزة كان يريد قتل عمر في قول الحديث لو أظهر شرا في قول الحديث:
"وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هينا"
ومن المعروف أن الإسلام لم يأذن في القتال إلا في المدينة ومن ثم فهذا القول مستبعد قوله من أيا كان في تلك المرحلة
وذكر زقيل الحكاية من طريق أخر فقال :
"طريق أخرى :
وجاءت قصة إسلام عمر أيضا بسياق مختصر من طريق آخر عند الحاكم في " المستدرك " (4/59 – 60) فقال : أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب ، ثنا محمد بن أحمد بن الوليد الأنطاكي ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني ، ثنا أسامة بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن عمر قال : لما فتحت له أختي قلت : يا عدوة نفسها ، أصبوت ؟ قالت : ورفع شيئا فقالت : يا ابن الخطاب ؛ ما كنت صانعا فاصنعه ، فإني قد أسلمت . قال : فدخلت فجلست على السرير فإذا بصحيفة وسط البيت فقلت : ما هذه الصحيفة هنا ؟ قالت : دعنا عنك يا ابن الخطاب أنت لا تغتسل من الجنابة ، ولا تطهر ، وهذا " لا يمسه إلا المطهرون " [ الواقعة : 79 ] .
وهذا السند فيه أربع علل :
الأولى : محمد بن أحمد الأنطاكي .
قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (2/74) : سئل أبي عنه فقال : شيخ .ا.هـ.
قال الحافظ الذهبي في " الميزان " (2/385) عن لفظة " شيخ " عندما يطلقها أبو حاتم على الرجل : فقوله : هو شيخ ، ليس هو عبارة جرح ، ولهذا لم أذكر في كتابنا أحدا ممن قال فيه ذلك ، ولكنها أيضا ما هي عبارة توثيق ، وبالاستقراء يلوح لك أنه ليس بحجة . ومن ذلك قوله : يكتب حديثه ؛ أي ليس هو بحجة .ا.هـ.
الثانية : إسحاق بن إبراهيم الحنيني .
قال أبو حاتم : رأيت أحمد بن صالح لا يرضاه . وقال البخاري : في حديثه نظر . وقال النسائي : ليس بثقة . وقال الذهبي في " الميزان " (1/179) : صاحب أوابد .
الثالثة : أسامة بن زيد بن أسلم .
قال الإمام أحمد : منكر الحديث ، ضعيف . وقال يحيى بن معين : أسامة بن زيد بن أسلم ، وعبد الله بن زيد بن أسلم ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، هؤلاء إخوة ، وليس حديثهم بشيء جميعا .
الرابعة : الانقطاع بين زيد بن أسلم وعمر .
قال البزار (3/169 كشف الأستار ) : لا نعلم رواه أحد بهذا الإسناد إلا الحنيني .ا.هـ.
قال الذهبي في التلخيص عن هذه الرواية : قد سقط منه ، وهو واه منقطع .ا.هـ
وقال الهيثمي في " المجمع " (9/65) : رواه البزار وفيه أسامة بن زيد وهو ضعيف .ا.هـ.
وضعف الشيخ مقبل الوادعي في " تتبع أوهام الحاكم التي سكت عنها الذهبي " (4/151) هذه الرواية "
وهذا الحديث يناقض الحديث قبه فيمن فتح الباب ففى ألأولى دخل عمر عليهما ففتح الباب بنفسه وهو قول الحديث السابق "فدخل عليهما فقال"
وهو ما يناقض أن أخته هى من فتحت له قفى قول الحديث الثانى " لما فتحت له أختي"
كما أن الأول تبين أنه ضرب ختنه وأخته في قوله"فوثب عمر على ختنه فوطئه وطأ شديدا : فجاءت أخته لتدفعه عن زوجها ، فنفخها نفخة بيده فدمى وجهها "والثانى ليس فيه أى ضرب
ونجد أنه سأل أخته وحدها عن الصبو وهو الكفر في الثانى فقال :
"قلت : يا عدوة نفسها ، أصبوت" "
وفى الأول سأل المرأة وزوجها في قول الحديث الأول:
"فقالا : ما عدا حديثا تحدثناه بيننا قال : فلعلكما قد صبأتما"
ثم الحكاية من طريق أخر فقال :
"طريق أخرى أيضا :
وجاءت أيضا عند الطبراني في " المعجم الكبير " (2/97 رقم 1428) فقال :
حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا يزيد بن ربيعة ، ثنا أبو الأشعث ، عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب " ، وقد ضرب أخته أول الليل ، وهي تقرأ : " اقرأ باسم ربك الذي خلق " حتى أظن أنه قتلها ، ثم قام من السحر ، فسمع صوتها تقرأ : " اقرأ باسم ربك الذي خلق " فقال والله ما هذا بشعر ، ولا همهمة فذهب حتى أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد بلالا على الباب فدفع الباب فقال : بلال من هذا ؟ فقال : عمر بن الخطاب ، فقال : حتى أستأذن لك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بلال : يا رسول الله عمر بالباب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن يرد الله بعمر خيرا أدخله في الدين ، فقال لبلال : افتح ، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بضبعيه فهزه فقال : ما الذي تريد ، وما الذي جئت ، فقال له عمر : أعرض علي الذي تدعو إليه ، قال : تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله ، فأسلم عمر مكانه ، وقال : اخرج .
وفي سندها يزيد بن ربيعة الرحبي .
قال عنه الذهبي في " الميزان " (4/422) : قال البخاري : أحاديثه مناكير . وقال أبو حاتم وغيره : ضعيف . وقال النسائي : متروك . وقال الجوزجاني : أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة
قال الهيثمي في " المجمع " (9/62) : وفيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو متروك ، وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به ، وبقية رجاله ثقات .ا.هـ."
في الحديث الثالث خبل ظاهر وهو :
أن بلال كان واقف على الباب وهو ما يعنى أنه خارج البيت في قول الحديث"فذهب حتى أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجد بلالا على الباب"
وهو ما يناقض قول نفس الحديث أنه بلال كان داخل البيت لأن عمر دفع الباب ولكن بلال تصدى له ورفض دخوله حتى يستأذن النبى(ص)
فدفع الباب فقال : بلال من هذا ؟ فقال : عمر بن الخطاب ، فقال : حتى أستأذن لك على رسول الله (ص)
ووجود بلال وحده في الحديث الثالث يناقض الحديث الأول حيث حمزة وجمع من المسلمين في قول الحديث "وعلى الباب حمزة وطلحة في ناس من أصحاب رسول الله (ص)"
ونجد أن زقيل قرر أن الأحاديث الثلاثة كل أسانيدها متكلم فيها ومن ثم حكم بضعفها ونكارتها
وفى حديث رابع قال:
2 – بسبب إسلامه سمي " الفاروق " :
عن ابن عباس قال : سألت عمر : لأي شئ سميت ( الفاروق ) ؟ قال : أسلم حمزة قبلي بثلاثة أيام ، ثم شرح الله صدري للإسلام فقلت : الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ، فما في الأرض نسمة أحب إلي من نسمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : أين رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت أختي : هو في دار الأرقم بن أبي الأرقم عند الصفا ، فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار ورسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت : فضربت الباب ، فاستجمع القوم ، فقال لهم حمزة : ما لكم ؟ قالوا : عمر بن الخطاب ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بمجامع ثيابي ثم نترني نترة ، فما تمالكت أن وقعت على ركبتي فقال : ما أنت بمنته يا عمر ! فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فكبر أهل الدار تكبيرة سمعها أهل المسجد فقلت : يا رسول الله ! ألسنا على الحق إن متنا وإن حيينا ؟ قال : بلى ! والذي نفسي بيده إنكم على الحق إن متم وإن حييتم ! قلت : ففيم الإختفاء ؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن فأخرجناه في صفين : حمزة في أحدهما وأنا في الآخر ، له كديد ككديد الطحين حتى دخلنا المسجد ، فنظرت إلى قريش وإلى حمزة ، فأصابتهم كآبة لم يصبهم مثلها ، فسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ ( الفاروق ) .
أخرجها ابن الجوزي في " مناقب عمر " ( ص 12) ، وأبو نعيم في " الحلية " (1/40) .
والقصة في سندها إسحاق بن أبي فروة وقد لخص الحافظ ابن حجر في " التقريب " آراء علماء الجرح والتعديل في الرجل فقال : " متروك " .
وذكرها الحافظ ابن حجر في " الإصابة " (4/280) وقال : " وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه بسند فيه إسحاق بن أبي فروة " .ا.هـ.
وقال صاحب " كنز العمال " (12/551) : وفيه أبان بن صالح ليس بالقوي ، وعنه إسحاق بن عبدالله الدمشقي متروك .ا.هـ.
قال صاحب اللسان (3/378) : والكديد : التراب الناعم ، فإذا وطئ ثار غباره ؛ أراد أنهم كانوا في جماعة ، وأن الغبار كان يثور من مشيهم "
وزقيل قرر أيضا عدم صحة هذا الحديث ونجده يتناقض مع ما ما سبق كالتالى :
الأول مكان الصحابة ففى الرابع كانوا جلوس داخل الدار في قول الحديث:
" فأتيت الدار وحمزة في أصحابه جلوس في الدار"
وهو ما يناقض أنهم كانوا وقوف على باب الدار ومنهم حمزة وطلخة في قول الحديث الأول" وعلى الباب حمزة وطلحة في ناس من أصحاب رسول الله (ص)"
وهو ما يناقض أن الواقف كان بلال وحده في قول الحديث الثالث:" فوجد بلالا على الباب فدفع الباب فقال : بلال من هذا ؟ فقال : عمر بن الخطاب ، فقال : حتى أستأذن لك على رسول الله"
الثانى ما فعله النبى(ص) بعمر ففى الحديث الرابع أمسكه من ثيابه وقذفه على الأرض وهو قوله"فأخذ بمجامع ثيابي ثم نترني نترة"
وهو ما يناقض أنه أمسكه من كتفيه وهزه في قول الحديث الثالث:" وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بضبعيه فهزه"
وهو ما يناقض الحديث الأول أنه أمسكه من ثوبه وسلاحه وهو قوله" " فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف "
وذكر زقيل حكاية خامسة فقال :
3 – قصة سماعه لآيات من سورة الحاقة :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : خرجت أتعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم ، فوجدته قد سبقني إلى المسجد ، فقمت خلفه ، فاستفتح سورة الحاقة ، فجعلت أعجب من تأليف القرآن قال : فقلت : هذا والله شاعر كما قالت قريش ، قال : فقرأ : " إنه لقول رسول كريم . وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون " [ الحاقة : 40 – 41 ] قال : قلت : كاهن قال : " ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون . " تنزيل من رب العالمين . ولو تقول علينا بعض الأقاويل . لأخذنا منه باليمين . ثم لقطعنا منه الوتين . فما منكم من أحد عنه حاجزين " [ الحاقة : 42 – 47 ] ، إلى آخر السورة ، قال : فوقع الإسلام في قلبي كل موقع .
أخرجه الإمام أحمد في " المسند " (1/17) بسنده فقال : حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا صفوان ، حدثنا شريح بن عبيد قال : قال عمر بن الخطاب به .
وسنده ضعيف لانقطاعه بين شريح بن عبيد وعمر بن الخطاب رضي الله عنه .
قال الهيثمي في " المجمع " (9/62) : رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن شريح بن عبيد لم يدرك عمر .ا.هـ.
وقال الشيخ أحمد شاكر في " تخريج مسند الإمام أحمد " (1/201 رقم 107) : إسناده ضعيف لانقطاعه ، شريح بن عبيد الحمصي : تابعي متأخر ، لم يدرك عمر .ا.هـ.
وضعف الإسناد بالانقطاع الشيخ شعيب الأرنؤوط في " تخرج مسند الإمام أحمد " (1/262 -263 رقم 107) ."
والحديث مناقض للحكايات الأربع الأولى في كل شىء في المكان والمتواجدين وحتى في الايات والسورة
وانتهى زقيل إلى عدم صحة أى حديث من أحاديث إسلام عمر سندا لوجود المجروحين والمتكلم فيهم في كل حديث منهم
رضا البطاوى- المساهمات : 1553
تاريخ التسجيل : 21/08/2020
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى