قراءة فى درس الإعجاز النبوي في الجانب العلاجي
صفحة 1 من اصل 1
قراءة فى درس الإعجاز النبوي في الجانب العلاجي
قراءة فى درس الإعجاز النبوي في الجانب العلاجي
المؤلف سعيد بن مسفر القحطانى وقد تحدث القحطانى فى أول كلامه عن أن أول قواعد الصحة هو طلب التداوى فقال :
"المجال العلاجي عظيم، ومظهر من مظاهر الإعجاز النبوي الكريم صلوات الله وسلامه على رسوله، فلقد وضع الإسلام قاعدة صلبة ينطلق منها البحث العلمي والجهد المتواصل الدائم من أجل الوصول إلى أسباب الداء والعثور على الدواء، فقد أمر الإسلام بالتداوي؛ لأن التداوي لا ينافي التوكل؛ بل هو عين التوكل،"
وحدثنا عن كون التداوى هو من ضمن الأخذ بالأسباب التى قررها الله فقال :
" فإذا مرضت وقلت: أنا لن أتداوى توكلاً على الله، نقول: هذا ليس توكلاً بل هو تواكل، عليك أن تتداوى وتداويك هو التوكل، فالذي جاء بالناقة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يا رسول الله! أطلقها وأتوكل، قال: لا، اعقلها وتوكل )
فتداو وتوكل، أما ألا تتداوى وتتوكل فهذا تواكل"
فلابد من طاعة الله فى الأخذ بالسبب وغيره لأن هذا هو معنى التوكل على الله
وحدثنا القحطانى عن حديث التداوى فقال :
"وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالتداوي، فقد روى الإمام أحمد حديثاً صحيحاً قال:
( تداووا عباد الله! فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له شفاءً، إلا داءً واحداً هو الهرم )
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل للهرم دواء؟ لا.
فلو كان هناك دواء لمرض الهرم لاكتشفوه، لكن ليس له دواء، يبلغ الهرم سن الثمانين أو التسعين وعنده أموال وأولاد ومنصب وملك، لكن يترهل جسمه، وتتساقط أسنانه، وتضعف حواسه، وتصبح عينه لا ترى، وأذنه لا تسمع، وعضلاته وعظامه لم تعد تقوى على شيء، ثم يموت، ما رأيكم لو أن هناك دواء للهرم يرد الواحد شاباً هل سيبقى خافياً؟ لا.
لكن لا دواء للهرم بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فما أنزل الله من داء إلا وله دواء إلا داءً واحداً هو داء الهرم، ثم إن إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم بأن لكل داء دواء يفتح باب الأمل أمام المرضى أن هناك أملاً في الشفاء، وأمام الأطباء أن هناك أملاً في أن نجد الدواء"
ونص الحديث السابق عن استثناء الهرم يناقض الحديث التالى الذى لا يستثنى أحد وهو :
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
( ما أنزل الله من داءٍ إلا وأنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله )"
وبالقطع لا يمكن أن يناقض النبى(ص) كلامه وفى روايات أخرى مكان الهرم السام وهو الموت فلو كانا بمعنى واحد لقابلتنا مشكلة وهى أن السام وهو الموت ليس مرضا حتى يكون له علاج
ومما لاشك فيه أن مظاهر الشيخوخة النفسية وهى النسيان حتى نسيان كل الكلام محال علاجه لقوله تعالى :
" ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا"
وأما الشيخوخة الجسدية فبعضها له علاج إلا ما كان من أمر الشيب وأشباهه من علامات الشيخوخة
وتحدث عن أن حديث التداوى يفتح أبواب الأمل لمرضى فقال :
"وهذا يفتح باب الأمل عند المريض فمهما مرض يقول: عندي أمل أن الله يكتب لي دواء ويكتشف، وعند الأطباء أنه إذا ما بحث الأطباء والخبراء فعندهم أمل أنهم لا بد أن يأتوا بهذا الدواء، لكن إلى الآن ما عرفوه، وسوف يعرفونه بإذن الله، إلا داء واحداً هو الهرم . وجوب التداوي وسلوك طرقه المشروعة"
وتحدث القحطانى عن أن العلاج واجب دينى له هدف أخر فى الأمراض المعدية وهو وقاية الآخرين منها فقال :
"أيضاً من العوامل العلاجية:
أن الإسلام جعل التداوي واجباً دينياً، وذلك للوقاية؛ لأن العلاج للمريض معناه تجنيب غيره من المرض، لكن إذا تركنا المريض بغير علاج فكأننا نسوغ للمرض أن ينتقل من هذا إلى آخر، فإذا قضينا على المرض عند شخص أفضل من أن نقضي عليه عند عشرة"
وحدثنا عن أمر باطل وهو عمل النبى(ص) كطبيب لأمراض الجسم فقال "ولقد كان صلى الله عليه وسلم يصف الدواء للمرضى بنفسه صلوات الله وسلامه عليه.
أخرج البخاري و مسلم في الصحيحين :
( أن رجلاً اشتكى بطنه، فجاء أخوه يشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اسقه عسلاً، فسقاه عسلاً فزاد، فجاء الرجل وقال: يا رسول الله! سقيته عسلاً فزاد، قال: اسقه عسلاً الثانية، فسقاه عسلاً فزاد، فجاء وقال: يا رسول الله! زدناه عسلاً فزاد، قال: اسقه عسلاً ثلاث مرات، صدق الله وكذب بطن أخيك، فسقاه الثالثة فبرئ )."
وهذا الكلام يتعارض مع أمر النبى (ص) بالتداوى عند المختصين وهم ألطباء وليس عنده
وبالقطع لم يفعل النبى(ص) حكاية مداوة الغير إلا أن يكون ليس هناك طبيب موجود فينصح المريض
ونقل القحطانى كلاما عن ابن القيم فى الطب مؤكدا أن الدواء يستلزمه جرعات ووقت لكى يؤتى ثماره فقال :
"يقول ابن القيم : إن الدواء لا ينفع إلا بأمرين:
الأمر الأول: الوقت.
الأمر الثاني: الجرعة.
فالأول أخذ جرعة واحدة ما تكفيه لإيقاف الداء، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: أعطه جرعة ثانية ثم ثالثة؛ فأعطاه الجرعة الثالثة فوقف الداء، لكن بعض الناس عندما تقول له: خذ عسلاً."
وهذا الكلام عن الدواء ربما يكون صحيحا لأن فى كثير من الحالات يكون تشخيص المرض خاطىء ومن ثم لا يجدى العلاج نفعا وقد يكون التشخيص صحيح ومع هذا لا يتوافق العلاج مع جسم المريض وساعتها يتم تغييره لعلاج أخر فالأمر منوط بتقدير الله عز وجل ولكن على الناس الأخذ بالأسباب طاعة لله
وتحدث عن وجول مواصلة العلاج فقال :
"فإذا أخذه مرة قال: ما شفيت، بينما يذهب إلى الأطباء فيعطونه (كرتوناً) من الحبوب، حبة صباحاً وحبة ظهراً وحبة مساءً، ويداوم عليها، ويقولون له: إذا لم تأخذ العلاج بانتظام فلن تستفيد.
والجرعة مهمة في الدواء، بعض الناس يذهب إلى الطبيب ويأخذ كرتون الأدوية ويأخذ حبتين وبعدها يرمي بالباقي، ما بك؟
قال: قد أخذت الحبوب وما استفدت، لا بد من مواصلة العلاج، كذلك الطب النبوي، عليك إذا أخذت عسلاً أن تأخذه باستمرار في مقدار الجرعة وفي وقت التداوي حتى تشفى بإذن الله تعالى. العسل والحبة السوداء من أفضل الأدوية"
وتحدث القحطانى عن أن العسل هو علاج لبعض الأمراض وليس علاجا لكلها فقال :
"من أعظم الأدوية للعلاج البطني العسل، فالعسل شفاء بإذن الله، لكن ليس من كل داء بل من بعض الأمراض يقول الله عز وجل:
{ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ } [النحل:69]
وقد ينفع في أمراض ولا ينفع في أخرى"
ومع هذا الكلام الصحيح آتانا بباطل وهو أن الحبة السوداء شفاء من كل الداءات عدا الموت فقال :
" ولكن الذي ينفع من كل داء إلا الموت أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح وهو الحبة السوداء، يقول عليه الصلاة والسلام:
( عليكم بهذه الحبة السوداء فإنها شفاء من كل داء إلا السام ) يعني: الموت"
وهذا الكلام باطل فالسام وهو الموت ليس مرضا حتى يتم إدخاله ضمن الأمراض كما أنه لا يوجد علاج واحد لكل الأمراض ؟
حتى لو صدقنا القحطانى فالروايات تكذبه لأن النبى(ص) نفسه مرض حسب التاريخ بأمراض متعددة منها مرض موته فلماذا لم تشفيه الحبة السوداء؟
وإذا كان علاج واحد وهو الحبة السوداء فلماذا إذا الأمر بالتداوى عند الأطباء ؟
وإذا كانت الحبة لها كلها هذا المفعول فلماذا لا يشفى من يتناولها ولماذا يتواجد مئات الملايين من المرضى فى ظل علاج معروف؟
إنه كلام جنونى
وتحدث عن وجوب استمرارية العلاج بالعسل والحبة فقال:
"والتداوي بالحبة السوداء أو بالعسل يقتضي منك الاستمرارية، ومعرفة مقدار الجرعة بالتجارب، حتى يشفيك الله سبحانه وتعالى؛ لأنها سبب، وأما الاعتماد فيجب أن يكون على مسبب الأسباب، وعلى الذي ينزل العافية وهو الله تبارك وتعالى."
وهو كلام باطل فيجب ايقاف العلاج بعد عدة أيام طالما لم يؤتى ثماره وأتى بنتائج مخيبة للآمال
وتحدث عن واجب المسلم تجاه الصحة فقال :
واجبنا نحو نعمة العافية
أيها الإخوة! إننا بهذا العرض الموجز نقف أمام صورة باهرة، ومعجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، ومن دلائل رسالته صلوات الله وسلامه عليه تشمل العديد من الصور، وهي أيضاً تعطينا وتفرض فينا القيام بالعديد من الواجبات التي أهمها: أولاً: أن نشعر بأن العافية والصحة نعمةٌ من نعم الله يجب أن نشكر الله عليها، فإذا نمت في فراشك، واستلقيت على سريرك، وتذكرت كم جهازاً يسير فيك، ثم تذكرت عروقك ودماءك ومفاصلك وعظامك وأسنانك، وأجهزتك السمعية والبصرية والتنفسية والهضمية والعظمية والدموية، وكلها تعمل، فتعرف نعمة الله عليك، ما ظنك لو آلمك ضرس، أو اختلج فيك عرق، أو ضرب عليك مفصل، أو أصابك التهاب في عينك؟! فاشكر الله يا أخي! على نعمة الإسلام، ثم انتقل ببصرك إلى زوجتك وأولادك وإخوانك، واعرف نعمة الله عليك."
إذا المطلوب من الإنسان هو شكر الله على نعمة الصحة بالقول وهو كلام خاطىء فشكر الله هو طاعته بالقول والفعل وليس مجرد كلكة الشكر لله أو الحمد لله فهى لا تفيد إذا استعمل الإنسان صحته فى إيذاء الناس والمخلوقات
وطلب الرجل من الإنسان أن يذهب للمشافى لمعرفة مقدار النعمة التى هو فيها فقال :
"وإذا أردت أن تعرف النعمة أكثر فاذهب إلى المستشفيات، فإذا زرت مريضاً فانظر في الأقسام:
كم تجد من مريض ومتأوه ووجيع، كم تسمع من الصياح، وأنت لا تئن ولا تصيح ولا تتشكى بل أنت معافى، فاشكر الله على نعمته! ثم من شكر الله على نعمة العافية أن تستعمل هذا الجسد في طاعة الله، فإذا أتى وقت الفريضة فلا تنم يا أخي! بل قم إلى بيت الله، واستخدم هذا البدن في شكر المنعم الواهب لك هذه النعمة، فإن الله عز وجل وهبك النعمة وطلب منك أن تصرفها في طاعته تبارك وتعالى.
وتحدث عما سمينه عن شكر الله باستعمال الصحة فى طاعة أحكام الله فقال:
"ثانياً: أن تعلم أن صحتك هذه أمانة في عنقك يجب أن تستخدمها في طاعة الله، ثم أن تعلم أن صحة المجتمع كله أمانة في عنقك فتسعى في حمايته ووقايته من انتشار الأمراض باتباع وسائل الوقاية ووسائل العلاج.
ثم لتعلم أن النظافة تقف حصناً حصيناً في مقدمة الحصون التي نحمي بها أجسامنا ومجتمعاتنا من الأمراض والأوبئة."
وحدثنا عن وجدوب التداوى بالحلال فقال :
"وقد أمر الإسلام بالتداوي للقضاء على المرض ووقف انتشاره لكن بالحلال، إذ لم يجعل الله شفاء الأمة فيما حرم عليها، فلا يجوز التداوي بالشركيات عند الطبيب الذي يسمونه طباً عربياً، ولا بشرب الخمور، ولا بلبن بعض الدواب أو البهائم كمن يشرب لبن الأتان.
فقد جاء شخص يسألني قال: هل يجوز شرب لبن الأتان؟ قلت: لماذا؟ قال: يقولون: إنه ينفع من السعال الديكي، قلت: كذب، وإن حصل فإن الله سيشافيه ولو لم يشرب لبن الأتان؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
( إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها )
فما دام لبن الأتان حراماً فلا شفاء فيه، فلا ينبغي لك أن تشربه، ثم إذا شربت لبن الأتان فربما تتخلق بأخلاق الحمير، وينبت لحم ولدك مثل الحمير! وهذه مصيبة ولا حول ولا قوة إلا بالله!! وأخيراً أيها الإخوة! هذه هي الخطوط الرئيسية والأسس العامة التي وضعها الإسلام للحفاظ على صحة الإنسان التي هي أعظم ما يمكن أن يصل إليه العقل البشري، وما ذلك إلا لأنه تنزيل من حكيم حميد، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فنشهد أن لا إله إلا الله، ونشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، فجزاه الله عن أمته أفضل ما جزى نبياً عن أمته، وصلوات الله وسلامه عليه."
هنا بالقطع الرجل كمعظم الفقهاء يتحدث دون أن ينظر نظرة متكاملة لموضوع التداوى بالحرام فمثلا بعض الأشياء كحيوانات الصيد يحرمها الله فى فترة الحج على الحجاج والعمار وبعد ذلك تكون حلال لهم ومثلا بعض النباتات تكون حلالا إذا استعملت فى شىء وتكون حراما إذا استعملت فى شىء أخر فمثلا نبات الطباق يستعمل فى إنتاج الخبز ولكنه يستعمل أيضا فى إنتاج الأدخنة السجائر وما ماثلها
ومن ضمن ذلك ما يسمونه الخمر فأصول الخمور مواد نباتية محللة فإذا انقلبت لخمر فقد حرمت
ومثلا القوم يحرمون كل الخنازير مع أن الله حرم أكل لحم الخنزير ولم يحرم التداوى به لأن الحرام هو الأكل وليس العلاج فأعضاء الخنازير حاليا يستعملونها بديلا لبعض أعضاء الإنسان التالفة كما يستخرجون من جلده خيوط الجراحة
المؤلف سعيد بن مسفر القحطانى وقد تحدث القحطانى فى أول كلامه عن أن أول قواعد الصحة هو طلب التداوى فقال :
"المجال العلاجي عظيم، ومظهر من مظاهر الإعجاز النبوي الكريم صلوات الله وسلامه على رسوله، فلقد وضع الإسلام قاعدة صلبة ينطلق منها البحث العلمي والجهد المتواصل الدائم من أجل الوصول إلى أسباب الداء والعثور على الدواء، فقد أمر الإسلام بالتداوي؛ لأن التداوي لا ينافي التوكل؛ بل هو عين التوكل،"
وحدثنا عن كون التداوى هو من ضمن الأخذ بالأسباب التى قررها الله فقال :
" فإذا مرضت وقلت: أنا لن أتداوى توكلاً على الله، نقول: هذا ليس توكلاً بل هو تواكل، عليك أن تتداوى وتداويك هو التوكل، فالذي جاء بالناقة إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يا رسول الله! أطلقها وأتوكل، قال: لا، اعقلها وتوكل )
فتداو وتوكل، أما ألا تتداوى وتتوكل فهذا تواكل"
فلابد من طاعة الله فى الأخذ بالسبب وغيره لأن هذا هو معنى التوكل على الله
وحدثنا القحطانى عن حديث التداوى فقال :
"وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالتداوي، فقد روى الإمام أحمد حديثاً صحيحاً قال:
( تداووا عباد الله! فإن الله لم يضع داءً إلا وضع له شفاءً، إلا داءً واحداً هو الهرم )
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل للهرم دواء؟ لا.
فلو كان هناك دواء لمرض الهرم لاكتشفوه، لكن ليس له دواء، يبلغ الهرم سن الثمانين أو التسعين وعنده أموال وأولاد ومنصب وملك، لكن يترهل جسمه، وتتساقط أسنانه، وتضعف حواسه، وتصبح عينه لا ترى، وأذنه لا تسمع، وعضلاته وعظامه لم تعد تقوى على شيء، ثم يموت، ما رأيكم لو أن هناك دواء للهرم يرد الواحد شاباً هل سيبقى خافياً؟ لا.
لكن لا دواء للهرم بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فما أنزل الله من داء إلا وله دواء إلا داءً واحداً هو داء الهرم، ثم إن إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم بأن لكل داء دواء يفتح باب الأمل أمام المرضى أن هناك أملاً في الشفاء، وأمام الأطباء أن هناك أملاً في أن نجد الدواء"
ونص الحديث السابق عن استثناء الهرم يناقض الحديث التالى الذى لا يستثنى أحد وهو :
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
( ما أنزل الله من داءٍ إلا وأنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله )"
وبالقطع لا يمكن أن يناقض النبى(ص) كلامه وفى روايات أخرى مكان الهرم السام وهو الموت فلو كانا بمعنى واحد لقابلتنا مشكلة وهى أن السام وهو الموت ليس مرضا حتى يكون له علاج
ومما لاشك فيه أن مظاهر الشيخوخة النفسية وهى النسيان حتى نسيان كل الكلام محال علاجه لقوله تعالى :
" ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكى لا يعلم بعد علم شيئا"
وأما الشيخوخة الجسدية فبعضها له علاج إلا ما كان من أمر الشيب وأشباهه من علامات الشيخوخة
وتحدث عن أن حديث التداوى يفتح أبواب الأمل لمرضى فقال :
"وهذا يفتح باب الأمل عند المريض فمهما مرض يقول: عندي أمل أن الله يكتب لي دواء ويكتشف، وعند الأطباء أنه إذا ما بحث الأطباء والخبراء فعندهم أمل أنهم لا بد أن يأتوا بهذا الدواء، لكن إلى الآن ما عرفوه، وسوف يعرفونه بإذن الله، إلا داء واحداً هو الهرم . وجوب التداوي وسلوك طرقه المشروعة"
وتحدث القحطانى عن أن العلاج واجب دينى له هدف أخر فى الأمراض المعدية وهو وقاية الآخرين منها فقال :
"أيضاً من العوامل العلاجية:
أن الإسلام جعل التداوي واجباً دينياً، وذلك للوقاية؛ لأن العلاج للمريض معناه تجنيب غيره من المرض، لكن إذا تركنا المريض بغير علاج فكأننا نسوغ للمرض أن ينتقل من هذا إلى آخر، فإذا قضينا على المرض عند شخص أفضل من أن نقضي عليه عند عشرة"
وحدثنا عن أمر باطل وهو عمل النبى(ص) كطبيب لأمراض الجسم فقال "ولقد كان صلى الله عليه وسلم يصف الدواء للمرضى بنفسه صلوات الله وسلامه عليه.
أخرج البخاري و مسلم في الصحيحين :
( أن رجلاً اشتكى بطنه، فجاء أخوه يشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اسقه عسلاً، فسقاه عسلاً فزاد، فجاء الرجل وقال: يا رسول الله! سقيته عسلاً فزاد، قال: اسقه عسلاً الثانية، فسقاه عسلاً فزاد، فجاء وقال: يا رسول الله! زدناه عسلاً فزاد، قال: اسقه عسلاً ثلاث مرات، صدق الله وكذب بطن أخيك، فسقاه الثالثة فبرئ )."
وهذا الكلام يتعارض مع أمر النبى (ص) بالتداوى عند المختصين وهم ألطباء وليس عنده
وبالقطع لم يفعل النبى(ص) حكاية مداوة الغير إلا أن يكون ليس هناك طبيب موجود فينصح المريض
ونقل القحطانى كلاما عن ابن القيم فى الطب مؤكدا أن الدواء يستلزمه جرعات ووقت لكى يؤتى ثماره فقال :
"يقول ابن القيم : إن الدواء لا ينفع إلا بأمرين:
الأمر الأول: الوقت.
الأمر الثاني: الجرعة.
فالأول أخذ جرعة واحدة ما تكفيه لإيقاف الداء، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: أعطه جرعة ثانية ثم ثالثة؛ فأعطاه الجرعة الثالثة فوقف الداء، لكن بعض الناس عندما تقول له: خذ عسلاً."
وهذا الكلام عن الدواء ربما يكون صحيحا لأن فى كثير من الحالات يكون تشخيص المرض خاطىء ومن ثم لا يجدى العلاج نفعا وقد يكون التشخيص صحيح ومع هذا لا يتوافق العلاج مع جسم المريض وساعتها يتم تغييره لعلاج أخر فالأمر منوط بتقدير الله عز وجل ولكن على الناس الأخذ بالأسباب طاعة لله
وتحدث عن وجول مواصلة العلاج فقال :
"فإذا أخذه مرة قال: ما شفيت، بينما يذهب إلى الأطباء فيعطونه (كرتوناً) من الحبوب، حبة صباحاً وحبة ظهراً وحبة مساءً، ويداوم عليها، ويقولون له: إذا لم تأخذ العلاج بانتظام فلن تستفيد.
والجرعة مهمة في الدواء، بعض الناس يذهب إلى الطبيب ويأخذ كرتون الأدوية ويأخذ حبتين وبعدها يرمي بالباقي، ما بك؟
قال: قد أخذت الحبوب وما استفدت، لا بد من مواصلة العلاج، كذلك الطب النبوي، عليك إذا أخذت عسلاً أن تأخذه باستمرار في مقدار الجرعة وفي وقت التداوي حتى تشفى بإذن الله تعالى. العسل والحبة السوداء من أفضل الأدوية"
وتحدث القحطانى عن أن العسل هو علاج لبعض الأمراض وليس علاجا لكلها فقال :
"من أعظم الأدوية للعلاج البطني العسل، فالعسل شفاء بإذن الله، لكن ليس من كل داء بل من بعض الأمراض يقول الله عز وجل:
{ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ } [النحل:69]
وقد ينفع في أمراض ولا ينفع في أخرى"
ومع هذا الكلام الصحيح آتانا بباطل وهو أن الحبة السوداء شفاء من كل الداءات عدا الموت فقال :
" ولكن الذي ينفع من كل داء إلا الموت أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح وهو الحبة السوداء، يقول عليه الصلاة والسلام:
( عليكم بهذه الحبة السوداء فإنها شفاء من كل داء إلا السام ) يعني: الموت"
وهذا الكلام باطل فالسام وهو الموت ليس مرضا حتى يتم إدخاله ضمن الأمراض كما أنه لا يوجد علاج واحد لكل الأمراض ؟
حتى لو صدقنا القحطانى فالروايات تكذبه لأن النبى(ص) نفسه مرض حسب التاريخ بأمراض متعددة منها مرض موته فلماذا لم تشفيه الحبة السوداء؟
وإذا كان علاج واحد وهو الحبة السوداء فلماذا إذا الأمر بالتداوى عند الأطباء ؟
وإذا كانت الحبة لها كلها هذا المفعول فلماذا لا يشفى من يتناولها ولماذا يتواجد مئات الملايين من المرضى فى ظل علاج معروف؟
إنه كلام جنونى
وتحدث عن وجوب استمرارية العلاج بالعسل والحبة فقال:
"والتداوي بالحبة السوداء أو بالعسل يقتضي منك الاستمرارية، ومعرفة مقدار الجرعة بالتجارب، حتى يشفيك الله سبحانه وتعالى؛ لأنها سبب، وأما الاعتماد فيجب أن يكون على مسبب الأسباب، وعلى الذي ينزل العافية وهو الله تبارك وتعالى."
وهو كلام باطل فيجب ايقاف العلاج بعد عدة أيام طالما لم يؤتى ثماره وأتى بنتائج مخيبة للآمال
وتحدث عن واجب المسلم تجاه الصحة فقال :
واجبنا نحو نعمة العافية
أيها الإخوة! إننا بهذا العرض الموجز نقف أمام صورة باهرة، ومعجزة من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، ومن دلائل رسالته صلوات الله وسلامه عليه تشمل العديد من الصور، وهي أيضاً تعطينا وتفرض فينا القيام بالعديد من الواجبات التي أهمها: أولاً: أن نشعر بأن العافية والصحة نعمةٌ من نعم الله يجب أن نشكر الله عليها، فإذا نمت في فراشك، واستلقيت على سريرك، وتذكرت كم جهازاً يسير فيك، ثم تذكرت عروقك ودماءك ومفاصلك وعظامك وأسنانك، وأجهزتك السمعية والبصرية والتنفسية والهضمية والعظمية والدموية، وكلها تعمل، فتعرف نعمة الله عليك، ما ظنك لو آلمك ضرس، أو اختلج فيك عرق، أو ضرب عليك مفصل، أو أصابك التهاب في عينك؟! فاشكر الله يا أخي! على نعمة الإسلام، ثم انتقل ببصرك إلى زوجتك وأولادك وإخوانك، واعرف نعمة الله عليك."
إذا المطلوب من الإنسان هو شكر الله على نعمة الصحة بالقول وهو كلام خاطىء فشكر الله هو طاعته بالقول والفعل وليس مجرد كلكة الشكر لله أو الحمد لله فهى لا تفيد إذا استعمل الإنسان صحته فى إيذاء الناس والمخلوقات
وطلب الرجل من الإنسان أن يذهب للمشافى لمعرفة مقدار النعمة التى هو فيها فقال :
"وإذا أردت أن تعرف النعمة أكثر فاذهب إلى المستشفيات، فإذا زرت مريضاً فانظر في الأقسام:
كم تجد من مريض ومتأوه ووجيع، كم تسمع من الصياح، وأنت لا تئن ولا تصيح ولا تتشكى بل أنت معافى، فاشكر الله على نعمته! ثم من شكر الله على نعمة العافية أن تستعمل هذا الجسد في طاعة الله، فإذا أتى وقت الفريضة فلا تنم يا أخي! بل قم إلى بيت الله، واستخدم هذا البدن في شكر المنعم الواهب لك هذه النعمة، فإن الله عز وجل وهبك النعمة وطلب منك أن تصرفها في طاعته تبارك وتعالى.
وتحدث عما سمينه عن شكر الله باستعمال الصحة فى طاعة أحكام الله فقال:
"ثانياً: أن تعلم أن صحتك هذه أمانة في عنقك يجب أن تستخدمها في طاعة الله، ثم أن تعلم أن صحة المجتمع كله أمانة في عنقك فتسعى في حمايته ووقايته من انتشار الأمراض باتباع وسائل الوقاية ووسائل العلاج.
ثم لتعلم أن النظافة تقف حصناً حصيناً في مقدمة الحصون التي نحمي بها أجسامنا ومجتمعاتنا من الأمراض والأوبئة."
وحدثنا عن وجدوب التداوى بالحلال فقال :
"وقد أمر الإسلام بالتداوي للقضاء على المرض ووقف انتشاره لكن بالحلال، إذ لم يجعل الله شفاء الأمة فيما حرم عليها، فلا يجوز التداوي بالشركيات عند الطبيب الذي يسمونه طباً عربياً، ولا بشرب الخمور، ولا بلبن بعض الدواب أو البهائم كمن يشرب لبن الأتان.
فقد جاء شخص يسألني قال: هل يجوز شرب لبن الأتان؟ قلت: لماذا؟ قال: يقولون: إنه ينفع من السعال الديكي، قلت: كذب، وإن حصل فإن الله سيشافيه ولو لم يشرب لبن الأتان؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:
( إن الله لم يجعل شفاء أمتي فيما حرم عليها )
فما دام لبن الأتان حراماً فلا شفاء فيه، فلا ينبغي لك أن تشربه، ثم إذا شربت لبن الأتان فربما تتخلق بأخلاق الحمير، وينبت لحم ولدك مثل الحمير! وهذه مصيبة ولا حول ولا قوة إلا بالله!! وأخيراً أيها الإخوة! هذه هي الخطوط الرئيسية والأسس العامة التي وضعها الإسلام للحفاظ على صحة الإنسان التي هي أعظم ما يمكن أن يصل إليه العقل البشري، وما ذلك إلا لأنه تنزيل من حكيم حميد، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فنشهد أن لا إله إلا الله، ونشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، فجزاه الله عن أمته أفضل ما جزى نبياً عن أمته، وصلوات الله وسلامه عليه."
هنا بالقطع الرجل كمعظم الفقهاء يتحدث دون أن ينظر نظرة متكاملة لموضوع التداوى بالحرام فمثلا بعض الأشياء كحيوانات الصيد يحرمها الله فى فترة الحج على الحجاج والعمار وبعد ذلك تكون حلال لهم ومثلا بعض النباتات تكون حلالا إذا استعملت فى شىء وتكون حراما إذا استعملت فى شىء أخر فمثلا نبات الطباق يستعمل فى إنتاج الخبز ولكنه يستعمل أيضا فى إنتاج الأدخنة السجائر وما ماثلها
ومن ضمن ذلك ما يسمونه الخمر فأصول الخمور مواد نباتية محللة فإذا انقلبت لخمر فقد حرمت
ومثلا القوم يحرمون كل الخنازير مع أن الله حرم أكل لحم الخنزير ولم يحرم التداوى به لأن الحرام هو الأكل وليس العلاج فأعضاء الخنازير حاليا يستعملونها بديلا لبعض أعضاء الإنسان التالفة كما يستخرجون من جلده خيوط الجراحة
رضا البطاوى- المساهمات : 1556
تاريخ التسجيل : 21/08/2020
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى