قراءة فى كتاب حكم النبى محمد(ص)
صفحة 1 من اصل 1
قراءة فى كتاب حكم النبى محمد(ص)
قراءة فى كتاب حكم النبى محمد(ص)
المفترض أن هذا عنوان كتاب كتبه المؤلف المولود فى روسيا ليو تولستوى ولكن الكتاب الموجود ليس كذلك فالكتاب المكون من56 صفحة منها حوالى عشرة فارغة ثم صفحة للمترجم سليم قبعين ثم حوالى 15 صفحة يبدو أنها المقال الذى كتبه ليف تولستوى منها حوالى عشرة صفحات عبارة عن نقل أحاديث عن النبى(ص) نقلها تولستوى عن كتاب الهندى عبد الله السهروردى ثم عدة صفحات نقل لبعض آيات من القرآن لبيان الإسلام
وأما بقية الكتاب فنجد التالى :
رسالة كتبها محمد عبده مفتى الديار المصرية إلى ليو تولستوى لا يوجد رد عليها من قبل تولستوى فى الكتاب
ثم قصيدة لأحمد شوقى وقصيدة أخرى لحافظ إبراهيم وكلاهما فى رثاء تولستوى وقد استغرقتا خمس صفحات من الكتاب
وبعد ذلك جمع المترجم مجموعة من أقوال تولستوى فى الأسرة والزواج والحجاب وهى أقوال لا علاقة لها بعنوان الكتاب مع أن الكثير منها موافق للإسلام
وبعد ذلك ذكر مقال اسمه النبى محمد(ص) وهذا المقال لم يقل المترجم أنه لتولستوى وإنما اكتفى بالقول أنه مقال لنصرانى منصف
ثم أنهى الكتاب بمقال اسمه أقوال الكتاب فى الإسلام والمسلمين وهو مقال يتناول حياة المسلمين فى روسيا وأنهم أجبروا فى عصر على ترك ديانتهم للنصرانية وفى عهد أخر تركت لهم الحرية للعودة لدينهم وتحدث عن أن القضاء الروسى فيه فوضى بالنسبة للمسلمين مع أنه يعود فى قضاياهم للشرع باستشارة علماء الإسلام فى إصدار الأحكام فى الزواج والطلاق والميراث وأنه يجب تنظيم تلك الفوضى بترجمة كتب الشرع كى يحكم القضاة على أساسها أحكامهم فى قضايا المسلمين
إذا المترجم صنع كتابا دون أن يوجد كتاب لليو تولستوى اسمه حكم النبى محمد(ص) ولكنه مقال يتيم يتكون من عدة صفحات
والمقال لا يخلو من جهل تولستوى بالإسلام فهو يعتبر محمد(ص) مؤسس الدين الإسلام بقوله:
"إن محمدًا هو مؤسس ورسول الديانة الإسلامية التي يدين بها في جميع جهات الكرة الأرضية مائتا مليون نفس"
وبالقطع القول بتأسيس محمد للإسلام معناه أنه ليس دين الله لأن محمد (ص) هو من اخترعه أى أسسه
وفى مقولة أخرى كرر ما قاله كتاب الكفار من النصارى واليهود فى الغرب من أن محمد(ص)قام بدوره بسبب اعتقاده أن الله اصطفاه وليس بسبب أن الله أرسله بالفعل وهو قوله :
"وقد ازداد هذا الاعتقاد في نفس محمد حتى قام في نفسه أن يدعو أمته ومواطنيه إلى الاعتقاد باعتقاده الراسخ في فؤاده، وقد دفعه عامل داخلي إلى أن لله اصطفاه لإرشاد أمته، وعهد إليه هدم ديانتهم الكاذبة، وإنارة أبصارهم بنور الحق"
ثم قال عبارة مناقضة بنزول الوحى عليه ولكنه لم يحدد من الذى أوحى إليه فقال :
" فأخذ من ذلك العهد ينادي باسم الواحد الأحد بحسب ما أوحي إليه، ومقتضى اعتقاده الراسخ"
وهو كلام عائم كما نقول يمكن تفسيره على أنه وحى الله أو وحى غيره
ثم قال كلاما يدل على الجهل بحقيقة الإسلام وهو كلام ينطبق على النصرانية وهو خدمة الروح والزهد فى متاع الدنيا والبعد عن خدمة الجسم فقال :
"وأنه يتحتم عليهم أن لا يخدموا الجسد ويعبدوه؛ بل يجب عليهم أن يخدموا الروح، وأن يزهدوا في الطعام والشراب، وأنه محرم عليهم استعمال الأشربة الروحية المهيجة، ومحتم عليهم العمل والجد وما شابه ذلك"
وهذه الفقرة منقولة من سفر متى فى العهد الجديد والتى تقول :
"فأما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف"
ثم قال كلمة عن كون النبى(ص) هدى الناس للحق فقال:
"من كان محمد
لا ريب فيه أن النبي محمدًا من عظام المصلحين الذين خدموا الهيئة الاجتماعية خدمة جليلة، ويكفيه فخرًا أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح للسكينة والسلام"
وفى مقال أخر لم يصرح المترجم أنه لتولستوى وإنما قال فى الهامش :
"هذه أقوال كاتب روسي مسيحي منصف نشرها بين قومه لإطلاعهم على جوهر الدين الإسلامي وما فيه من الحقائق الباهرة"
وسوف نعتبر أن المقال لتولستوى وفيه لخص حياة النبى(ص) فقال:
"في شبه جزيرة العرب المجاورة لفلسطين؛ حيث كان الناس يدينون بالديانتين المسيحية واليهودية — ظهرت ديانة عظيمة أساسها الاعتراف بوحدة لله، وهذه الديانة تعرف بالمحمدية، أو كما يسميها أتباعها: الإسلام، وقد انتشرت هذه الديانة انتشارًا سريعًا بين قبائل متعددة، وأمم كثيرة؛ حتى بلغ عدد منتحليها في هذا العصر نحو مائتي مليون نفس"
والرجل يسمى الإسلام بغير اسمه وهو الديانة المحمدية وهذا ليس ليس اعترافا بالإسلام وإنما الرجل على معتقد قومه بأنها ليست دين الله
وكرر الرجل نفس مقولة تأسيس محمد(ص) للدين والتى تعتبر اتهاما له بأن قال الدين من عنده وليس من عند الله فقال :
"مضى على ظهور الديانة الإسلامية ١٣٣٠ عامًا، أو بعد ظهور الديانة المسيحية بنحو ٦٠٠ سنة، ومؤسس هذا الدين هو العربي محمد ولما وحد النبي محمد قبائل العرب وأنار أفكارهم وأبصارهم بمعرفة الإله الواحد هذب أخلاقهم، ولين طباعهم وقلوبهم، وأصلح عاداتهم البربرية الهمجية، وجعلهم أمة مستعدة للرقي والتقدم. وقد قضى النبي محمد على ذلك جميعه،ونادى بعبادة الخالق — سبحانه وتعالى — وساوى جميع العرب أمام لله، وحرم الانتقام، ومنع سفك الدماء"
وهو يصر على كون محمد(ص) مصلح عظيم ولا يأتى على ذكر كونه رسول من عند الله بقوله:
" وهذه الأعمال العظيمة التي قام بها محمد تدل على أنه من المصلحين العظام، وعلى أن في نفسه قوة فوق قوة البشر"
ونجد الرجل يكرر ما كرره كتبة الكفار من النصارى واليهود فى الغرب والشرق من كون الرجل اقتبس بعض الدين من خلال مناقشاته مع اليهود والنصارى وأنه كان يقوم بأبحاث دينية وهو ما يعنى أنه كاتب وهو الأمى الذى لا يعرف القراءة والكتابة قبل بعثته فيقول:
"كان محمد ذا فكر نير وبصيرة وقادة، واشتهر بدماثة الأخلاق، ولين العريكة والتواضع، وحسن المعاملة للناس، واشتهر بميله للأبحاث الدينية؛ حتى إنه كان يناقش اليهود والنصارى، ومن هذه المناقشات عرف أشياء عن موسى والمسيح، وعرف بعض الشيء من تعاليم التوراة والإنجيل، وعرف أنه يوجد إله عظيم لم تصنعه الأيدي البشرية. منزله مضطربًا، وبعد عدة أسابيع رأى رؤيا أخرى دعاه فيها صوت ذلك الهاتف ليكون نبيٍّا لأمته، فعزم بعد هذه الرؤيا بدون تردد على دعوة أمته إلى معرفة الحق، وصمم العزم على تطهير البلاد من الأصنام."
وهذا الكلام كله ليس إنصافا وإنما هو تكرار لكلام النصارى واليهود فى اتهاماتهم
بالقطع لا نلوم رجل نصرانى على أقواله تلك فصاحب الدين المخالف لابد أن يذم فى أصحاب الأديان الأخرى حتى ولو ظن أنه ينصف فى القول
ونقل سليم قبعين أقوالا لليو تولستوى فى مسائل متعلقة بالأسرة والزواج والحجاب وهو يقصد به حبس المرأة فى البيت وعدم خروجها للعمل الوظيفى
وهذه الأقوال معظمها موافق للإسلام لأنها فى منطقة تلاقى الإسلام والنصرانية ومن ذلك قوله :
"قال الفيلسوف في الطلاق والحجاب:
إن السبب في مسألة الطلاق التي تشغل الآن الرأي العام في أوروبا هو التمدن الذي لم يقتبس الإنسان منه سوى الحمق والخلاعة، هذا هو السبب الحقيقي في ازدياد الطلاق نموٍّا كل يوم، فلا يمضي على زواج امرأة برجل ردح من الزمن حتى تقول له: حاذر أن أتركك وأمضى إلى حال سبيلي، سرى ذلك من الربوع العالية في المدن إلى أكواخ الفلاحين، فالفلاحة لأقل شيء تقول لزوجها: خذ قمصانك وسراويلك؛ لأني تاركة لك، وذاهبة مع حبيبي يوسف الذي يفوقك حسنًا وبهاءً.
هذا لأن المرأة خلعت ثياب الحشمة واحترام الزوج، وخرجت من دائرة الخضوع له، تلك الواجبات التي ينبغي أن تبقى عليها حتى انقضاء الأجل على الرجل أن يكد ويشتغل، وما على المرأة إلا أن تقيم في البيت؛ لأنها زوجة، أو بعبارة أخرى إناء لطيف سريع الانثلام والانكسار.
على الرجل أن يراقب سلوك امرأته ولا يطلق لها العنان؛ بل يحجبها في البيت،والبيت دائرة حرية واسعة للمرأة، ثم ختم هذه السطور بمثل روسي؛ وها هو:
لا تركن إلى الفرس في الغيط، واركن للمرأة في البيت."
ثم قال عن الحب والزواج:
"إن دوام الحب بين الزوجين من رابع المستحيلات، إنه قد يكون حب؛ ولكن إلى وقت قصير جدٍّا، ثم لا يدوم إلا في الروايات فقط، وأما بين الناس فعديم الاستقرار في قلبين معًا"
وقال عن أن النظر للنساء ينتهى بالرجل والمرأة للزنى:
"وكل رجل — متزوجًا كان أو غير متزوج — إذا اجتازت به غادة فتانة فأكثر ما يكون منه أن يوجه إليها التفاتة، وقد يبذل بعضهم كل مرتخص وغال بعد ذلك في سبيل الوصول إليها، والمرأة من هذا القبيل كالرجل؛ فإنها تجتهد للاتصال بأكثر من واحد دائمًا، وما دام يمكنها هذا الاتصال فهي نائلة أربها لا محالة"
وتحدث عن انتشار الزنى بين الشباب رغم تحذير الامهات الأبناء والبنات لهم من مجىء الأمراض الخبيثة كالسل والسيلان بسبب ممارسة الزنى فقال :
"وأنا أعرف أمهات كثيرات يعتنين بأمر أولادهن في هذا الطريق؛ رعاية لصحتهم، بقي على الشاب أمر واحد يخشى عاقبته من ارتكاب الموبقات، وهو العدوى من المرض المشهور، غير أن الحكومة التي تهتم بصحة رعاياها لم تدع مجالًا للخوف؛ فإنها بهمة فائقة تعتني اعتناءً تامٍّا بالمواخر، والأطباء كهنة أصنام العلم، يراقبون المومسات لقاء أجور يتقاضونها، وهم من جهة أخرى يفتون للشباب بضرورة الاجتماع ولو مرة في الشهر؛ مراعاة لقانون الصحة."
والحقيقة أن تولستوى كان يتحدث فى تلك القضايا من منطلق دينه النصرانى وهو محق فى الكثير من نقده للمجتمع الروسى والأوربى الذى تخلى عن العمل بأحكام النصرانية والقضايا التى ناقشها الكتاب هى من القضايا المشتركة بين الإٍسلام والنصرانية كبقاء المرأة فى البيت والحشمة وعدم جلوس الرجل الغريب مع النساء ليقوم بتقبيل أيديهن أو النظر لهن ومراقصتهن وكحرمة الزنى
أقول أنه مهما بلغ الإنسان من العدل وهو على دين مخالف فلن يكون قوله عادلا فى كل شىء بالنسبة لأهل الدين الأخر خاصة دين الإسلام ومن قراءتى لكثير من الكتب التى أخبرنا المترجمين أنها كتب عادلة ومنصفة للإسلام والمسلمين فإنها كلها تخرج من جراب واحد وهو جراب الكراهية القلبية وهى تبدو كما كان يفعل المنافقون :
" يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم"
وللأسف الشديد أن الكثير ممن أعلنوا إسلامهم من كتبة النصارى أو اليهود لم يسلموا حبا فى الإسلام وإنما أسلموا ليكونوا عيونا وجواسيسا آمنة فى بلادنا نقربهم من أماكن صنع القرار وأحيانا نضعهم فى أماكن حساسة تتيح لهم جمع ما يريدون من معلومات وغيرها
المفترض أن هذا عنوان كتاب كتبه المؤلف المولود فى روسيا ليو تولستوى ولكن الكتاب الموجود ليس كذلك فالكتاب المكون من56 صفحة منها حوالى عشرة فارغة ثم صفحة للمترجم سليم قبعين ثم حوالى 15 صفحة يبدو أنها المقال الذى كتبه ليف تولستوى منها حوالى عشرة صفحات عبارة عن نقل أحاديث عن النبى(ص) نقلها تولستوى عن كتاب الهندى عبد الله السهروردى ثم عدة صفحات نقل لبعض آيات من القرآن لبيان الإسلام
وأما بقية الكتاب فنجد التالى :
رسالة كتبها محمد عبده مفتى الديار المصرية إلى ليو تولستوى لا يوجد رد عليها من قبل تولستوى فى الكتاب
ثم قصيدة لأحمد شوقى وقصيدة أخرى لحافظ إبراهيم وكلاهما فى رثاء تولستوى وقد استغرقتا خمس صفحات من الكتاب
وبعد ذلك جمع المترجم مجموعة من أقوال تولستوى فى الأسرة والزواج والحجاب وهى أقوال لا علاقة لها بعنوان الكتاب مع أن الكثير منها موافق للإسلام
وبعد ذلك ذكر مقال اسمه النبى محمد(ص) وهذا المقال لم يقل المترجم أنه لتولستوى وإنما اكتفى بالقول أنه مقال لنصرانى منصف
ثم أنهى الكتاب بمقال اسمه أقوال الكتاب فى الإسلام والمسلمين وهو مقال يتناول حياة المسلمين فى روسيا وأنهم أجبروا فى عصر على ترك ديانتهم للنصرانية وفى عهد أخر تركت لهم الحرية للعودة لدينهم وتحدث عن أن القضاء الروسى فيه فوضى بالنسبة للمسلمين مع أنه يعود فى قضاياهم للشرع باستشارة علماء الإسلام فى إصدار الأحكام فى الزواج والطلاق والميراث وأنه يجب تنظيم تلك الفوضى بترجمة كتب الشرع كى يحكم القضاة على أساسها أحكامهم فى قضايا المسلمين
إذا المترجم صنع كتابا دون أن يوجد كتاب لليو تولستوى اسمه حكم النبى محمد(ص) ولكنه مقال يتيم يتكون من عدة صفحات
والمقال لا يخلو من جهل تولستوى بالإسلام فهو يعتبر محمد(ص) مؤسس الدين الإسلام بقوله:
"إن محمدًا هو مؤسس ورسول الديانة الإسلامية التي يدين بها في جميع جهات الكرة الأرضية مائتا مليون نفس"
وبالقطع القول بتأسيس محمد للإسلام معناه أنه ليس دين الله لأن محمد (ص) هو من اخترعه أى أسسه
وفى مقولة أخرى كرر ما قاله كتاب الكفار من النصارى واليهود فى الغرب من أن محمد(ص)قام بدوره بسبب اعتقاده أن الله اصطفاه وليس بسبب أن الله أرسله بالفعل وهو قوله :
"وقد ازداد هذا الاعتقاد في نفس محمد حتى قام في نفسه أن يدعو أمته ومواطنيه إلى الاعتقاد باعتقاده الراسخ في فؤاده، وقد دفعه عامل داخلي إلى أن لله اصطفاه لإرشاد أمته، وعهد إليه هدم ديانتهم الكاذبة، وإنارة أبصارهم بنور الحق"
ثم قال عبارة مناقضة بنزول الوحى عليه ولكنه لم يحدد من الذى أوحى إليه فقال :
" فأخذ من ذلك العهد ينادي باسم الواحد الأحد بحسب ما أوحي إليه، ومقتضى اعتقاده الراسخ"
وهو كلام عائم كما نقول يمكن تفسيره على أنه وحى الله أو وحى غيره
ثم قال كلاما يدل على الجهل بحقيقة الإسلام وهو كلام ينطبق على النصرانية وهو خدمة الروح والزهد فى متاع الدنيا والبعد عن خدمة الجسم فقال :
"وأنه يتحتم عليهم أن لا يخدموا الجسد ويعبدوه؛ بل يجب عليهم أن يخدموا الروح، وأن يزهدوا في الطعام والشراب، وأنه محرم عليهم استعمال الأشربة الروحية المهيجة، ومحتم عليهم العمل والجد وما شابه ذلك"
وهذه الفقرة منقولة من سفر متى فى العهد الجديد والتى تقول :
"فأما الروح فنشيط وأما الجسد فضعيف"
ثم قال كلمة عن كون النبى(ص) هدى الناس للحق فقال:
"من كان محمد
لا ريب فيه أن النبي محمدًا من عظام المصلحين الذين خدموا الهيئة الاجتماعية خدمة جليلة، ويكفيه فخرًا أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح للسكينة والسلام"
وفى مقال أخر لم يصرح المترجم أنه لتولستوى وإنما قال فى الهامش :
"هذه أقوال كاتب روسي مسيحي منصف نشرها بين قومه لإطلاعهم على جوهر الدين الإسلامي وما فيه من الحقائق الباهرة"
وسوف نعتبر أن المقال لتولستوى وفيه لخص حياة النبى(ص) فقال:
"في شبه جزيرة العرب المجاورة لفلسطين؛ حيث كان الناس يدينون بالديانتين المسيحية واليهودية — ظهرت ديانة عظيمة أساسها الاعتراف بوحدة لله، وهذه الديانة تعرف بالمحمدية، أو كما يسميها أتباعها: الإسلام، وقد انتشرت هذه الديانة انتشارًا سريعًا بين قبائل متعددة، وأمم كثيرة؛ حتى بلغ عدد منتحليها في هذا العصر نحو مائتي مليون نفس"
والرجل يسمى الإسلام بغير اسمه وهو الديانة المحمدية وهذا ليس ليس اعترافا بالإسلام وإنما الرجل على معتقد قومه بأنها ليست دين الله
وكرر الرجل نفس مقولة تأسيس محمد(ص) للدين والتى تعتبر اتهاما له بأن قال الدين من عنده وليس من عند الله فقال :
"مضى على ظهور الديانة الإسلامية ١٣٣٠ عامًا، أو بعد ظهور الديانة المسيحية بنحو ٦٠٠ سنة، ومؤسس هذا الدين هو العربي محمد ولما وحد النبي محمد قبائل العرب وأنار أفكارهم وأبصارهم بمعرفة الإله الواحد هذب أخلاقهم، ولين طباعهم وقلوبهم، وأصلح عاداتهم البربرية الهمجية، وجعلهم أمة مستعدة للرقي والتقدم. وقد قضى النبي محمد على ذلك جميعه،ونادى بعبادة الخالق — سبحانه وتعالى — وساوى جميع العرب أمام لله، وحرم الانتقام، ومنع سفك الدماء"
وهو يصر على كون محمد(ص) مصلح عظيم ولا يأتى على ذكر كونه رسول من عند الله بقوله:
" وهذه الأعمال العظيمة التي قام بها محمد تدل على أنه من المصلحين العظام، وعلى أن في نفسه قوة فوق قوة البشر"
ونجد الرجل يكرر ما كرره كتبة الكفار من النصارى واليهود فى الغرب والشرق من كون الرجل اقتبس بعض الدين من خلال مناقشاته مع اليهود والنصارى وأنه كان يقوم بأبحاث دينية وهو ما يعنى أنه كاتب وهو الأمى الذى لا يعرف القراءة والكتابة قبل بعثته فيقول:
"كان محمد ذا فكر نير وبصيرة وقادة، واشتهر بدماثة الأخلاق، ولين العريكة والتواضع، وحسن المعاملة للناس، واشتهر بميله للأبحاث الدينية؛ حتى إنه كان يناقش اليهود والنصارى، ومن هذه المناقشات عرف أشياء عن موسى والمسيح، وعرف بعض الشيء من تعاليم التوراة والإنجيل، وعرف أنه يوجد إله عظيم لم تصنعه الأيدي البشرية. منزله مضطربًا، وبعد عدة أسابيع رأى رؤيا أخرى دعاه فيها صوت ذلك الهاتف ليكون نبيٍّا لأمته، فعزم بعد هذه الرؤيا بدون تردد على دعوة أمته إلى معرفة الحق، وصمم العزم على تطهير البلاد من الأصنام."
وهذا الكلام كله ليس إنصافا وإنما هو تكرار لكلام النصارى واليهود فى اتهاماتهم
بالقطع لا نلوم رجل نصرانى على أقواله تلك فصاحب الدين المخالف لابد أن يذم فى أصحاب الأديان الأخرى حتى ولو ظن أنه ينصف فى القول
ونقل سليم قبعين أقوالا لليو تولستوى فى مسائل متعلقة بالأسرة والزواج والحجاب وهو يقصد به حبس المرأة فى البيت وعدم خروجها للعمل الوظيفى
وهذه الأقوال معظمها موافق للإسلام لأنها فى منطقة تلاقى الإسلام والنصرانية ومن ذلك قوله :
"قال الفيلسوف في الطلاق والحجاب:
إن السبب في مسألة الطلاق التي تشغل الآن الرأي العام في أوروبا هو التمدن الذي لم يقتبس الإنسان منه سوى الحمق والخلاعة، هذا هو السبب الحقيقي في ازدياد الطلاق نموٍّا كل يوم، فلا يمضي على زواج امرأة برجل ردح من الزمن حتى تقول له: حاذر أن أتركك وأمضى إلى حال سبيلي، سرى ذلك من الربوع العالية في المدن إلى أكواخ الفلاحين، فالفلاحة لأقل شيء تقول لزوجها: خذ قمصانك وسراويلك؛ لأني تاركة لك، وذاهبة مع حبيبي يوسف الذي يفوقك حسنًا وبهاءً.
هذا لأن المرأة خلعت ثياب الحشمة واحترام الزوج، وخرجت من دائرة الخضوع له، تلك الواجبات التي ينبغي أن تبقى عليها حتى انقضاء الأجل على الرجل أن يكد ويشتغل، وما على المرأة إلا أن تقيم في البيت؛ لأنها زوجة، أو بعبارة أخرى إناء لطيف سريع الانثلام والانكسار.
على الرجل أن يراقب سلوك امرأته ولا يطلق لها العنان؛ بل يحجبها في البيت،والبيت دائرة حرية واسعة للمرأة، ثم ختم هذه السطور بمثل روسي؛ وها هو:
لا تركن إلى الفرس في الغيط، واركن للمرأة في البيت."
ثم قال عن الحب والزواج:
"إن دوام الحب بين الزوجين من رابع المستحيلات، إنه قد يكون حب؛ ولكن إلى وقت قصير جدٍّا، ثم لا يدوم إلا في الروايات فقط، وأما بين الناس فعديم الاستقرار في قلبين معًا"
وقال عن أن النظر للنساء ينتهى بالرجل والمرأة للزنى:
"وكل رجل — متزوجًا كان أو غير متزوج — إذا اجتازت به غادة فتانة فأكثر ما يكون منه أن يوجه إليها التفاتة، وقد يبذل بعضهم كل مرتخص وغال بعد ذلك في سبيل الوصول إليها، والمرأة من هذا القبيل كالرجل؛ فإنها تجتهد للاتصال بأكثر من واحد دائمًا، وما دام يمكنها هذا الاتصال فهي نائلة أربها لا محالة"
وتحدث عن انتشار الزنى بين الشباب رغم تحذير الامهات الأبناء والبنات لهم من مجىء الأمراض الخبيثة كالسل والسيلان بسبب ممارسة الزنى فقال :
"وأنا أعرف أمهات كثيرات يعتنين بأمر أولادهن في هذا الطريق؛ رعاية لصحتهم، بقي على الشاب أمر واحد يخشى عاقبته من ارتكاب الموبقات، وهو العدوى من المرض المشهور، غير أن الحكومة التي تهتم بصحة رعاياها لم تدع مجالًا للخوف؛ فإنها بهمة فائقة تعتني اعتناءً تامٍّا بالمواخر، والأطباء كهنة أصنام العلم، يراقبون المومسات لقاء أجور يتقاضونها، وهم من جهة أخرى يفتون للشباب بضرورة الاجتماع ولو مرة في الشهر؛ مراعاة لقانون الصحة."
والحقيقة أن تولستوى كان يتحدث فى تلك القضايا من منطلق دينه النصرانى وهو محق فى الكثير من نقده للمجتمع الروسى والأوربى الذى تخلى عن العمل بأحكام النصرانية والقضايا التى ناقشها الكتاب هى من القضايا المشتركة بين الإٍسلام والنصرانية كبقاء المرأة فى البيت والحشمة وعدم جلوس الرجل الغريب مع النساء ليقوم بتقبيل أيديهن أو النظر لهن ومراقصتهن وكحرمة الزنى
أقول أنه مهما بلغ الإنسان من العدل وهو على دين مخالف فلن يكون قوله عادلا فى كل شىء بالنسبة لأهل الدين الأخر خاصة دين الإسلام ومن قراءتى لكثير من الكتب التى أخبرنا المترجمين أنها كتب عادلة ومنصفة للإسلام والمسلمين فإنها كلها تخرج من جراب واحد وهو جراب الكراهية القلبية وهى تبدو كما كان يفعل المنافقون :
" يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم"
وللأسف الشديد أن الكثير ممن أعلنوا إسلامهم من كتبة النصارى أو اليهود لم يسلموا حبا فى الإسلام وإنما أسلموا ليكونوا عيونا وجواسيسا آمنة فى بلادنا نقربهم من أماكن صنع القرار وأحيانا نضعهم فى أماكن حساسة تتيح لهم جمع ما يريدون من معلومات وغيرها
رضا البطاوى- المساهمات : 1545
تاريخ التسجيل : 21/08/2020
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى